الرياضة أخلاق.. روان تخسر ذهبية التايكوندو وتكسب احترام الجميع
ضربت روان امير الزفتاوي، لاعبة التايكوندو بنادي زفتي الرياضي، والطالبة بمدرسة الشهيد مختار كامل الثانوية للبنات بمدينة زفتى بمحافظة الغربية، ضربت المثل في الروح الرياضية والإيثار حين فضلت الحصول على الميدالية الفضية والتنازل عن الذهبية لزميلتها ممثلة مديرية التربية والتعليم بالأسكندرية لإصابة الأخيرة وكونها طالبة بالصف الثالث الثانوي.
والبداية عندما فازت لاعبة مدرسة الشهيد مختار كامل الثانوية للبنات بزفتى، ببطولة الغربية للمدارس الثانوية في لعبة التايكوندو، وتأهلت لبطولة الجمهورية للمدارس للعبة، لتتخطي الأدوار التمهيدية وصولًا لدور الـ 16 لتواجه حنين حسام، لاعبة منتخب مصر والمصنفة الثانية بالبطولة، وتحقق المفاجأة وتفوز عليها لتصل للمباراة النهائية متخطية في طريقها لاعبات مديرية تعليم القاهرة والبحيرة وكفر الشيخ والقاهرة والجيزة.
ووصلت بطلة الغربية وصلت للمبارة النهائية، لتلاقي بطلة الجمهورية ولاعبة منتخب مصر ومحافظة الإسكندرية منة الله محمد، والتي تعرضت لإصابة أثناء البطولة، وهي طالبة بالثانوية العامة وتحتاج الحصول على المركز الأول حتى تحصد درجات الحافز الرياضي الذي يُضاف لمجموع شهادة الثانوية العامة للرياضيين الحاصلين على بطولات الجمهورية والدولية، فما كان من لاعبة الغربية إلا أنها قررت الانسحاب وترك المركز الأول لبطلة الإسكندرية المُصابة والاكتفاء بالمركز الثاني، وسط إعجاب الحضور وثنائهم على اللاعبة وروحها الرياضية العالية.
وأصر والد ووالدة منة الله محمد، بطلة الإسكندرية ومدربها، على النزول لأرض الملعب بالصالة المغطاه وتوجيه الشكر للاعبة مديرية تعليم الغربية، بأنفسهم واصفنها بانها نموذج مُشرف ومؤكدين ان ما حدث مع إبنتهم هو قمة الروح الرياضية ولا يقل عن ما فعله بطلنا الأولمبي السابق محمد رشوان، بطل الجود الذي رفض إستغلال إصابة منافيه الياباني في المبارة النهائية في أولمبياد لوس أنجلوس، وإكتفي بالفضية.
من جهتها قالت روان امير الزفتاوي، فضلت المركز الثاني لعدم رغبتي في إستغلال إصابة زميلتي البطلة منة الله محمد، فهي الأحق بالبطولة لأنها في الثانوية العامة وتحتاج الدرجات أما أنا ففي الصف الثاني الثانوي وأمامي فرصة في العام القادم، ومنة لاعبة ممتازة وإحدى لاعبات منتخب مصر وحال مكسبي لها وهي مُصابة أو انسحابها ليس بالإنجاز ورأيت أن انسحابي أمامها وترك الميدالية الذهبية ودرجات التفوق الرياضي لها هو الأفضل والأسمي، وواثقة أن الله سيعوضني لأنني لم أستغل الفرصة، وقبل الإنسحاب شاورت أسرتي عن طريق التليفون وأجمعنا جميعًا أن الإنسحاب هو الأشرف ومنح الذهبية لزميلتي مساهمة مني في تخيف آلامها.
وأضافت توطيد علاقتي بكل الموجودين في الملعب والمدرجات وتحية الجميع لي وثنائهم على قراري كان أفضل من أي ميدالية وكذلك فرحة زميلتي منة الله ووالديها، بقراري أثلج صدري وجعلني أثق أنني اتخذت القرار الصحيح وفي العام القادم بإذن الله سأحصد الذهبية وأحصل على درجات التفوق.