المجد لله فى الأعالى.. الكنائس تحتفل بعيد الميلاد المجيد الليلة: قداسات إلهية.. وفقرات مبهجة
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم الجمعة، بليلة عيد الميلاد المجيد، حيث يترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مساءً، القداس الإلهى بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وسط توقعات بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى.
ويلتقى البابا المهنئين فى كاتدرائية العباسية، صباح غدٍ، على مرحلتين، الأولى تخص الأساقفة والكهنة والرهبان والشعب، والثانية تضم رجال الدولة.
كما تُقيم الكنيسة الإنجيلية، بمختلف طوائفها الموجودة فى مصر، احتفالية روحية بمناسبة عيد الميلاد، ويترأس الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، احتفالات الطائفة، بكنيسة قصر الدوبارة.
كراتين سلع لغير القادرين.. وزيارات لمنازل المرضى الفقراء
يعد مصطلح «إخوة الرب» مصطلحًا كنسيًا بحتًا، ويُطلق على الفقراء والمساكين وغير القادرين على تحمل أعباء الحياة اليومية، وجاءت التسمية تيمنًا بإحدى بشارات السيد المسيح، فى إنجيل «متى».
وعن خدمة هؤلاء فى فترة عيد الميلاد المجيد، قال أندرو نسيم، مسئول خدمات إخوة الرب بإحدى كنائس الجيزة، إن الكنيسة تضع إخوة الرب فى بؤرة الاهتمام، خاصة فى فترة العيد، وتحرص كل الحرص على أن تصل إليهم ملابس العيد قبله بفترة كافية، حتى تكون هناك فرصة لتضييق الملابس أو توسيعها إذا دعت الحاجة، مؤكدًا أن جميع ملابس العيد تكون شديدة الجودة، من حيث الخامات والشكل العام.
وأضاف: «ترسل الكنيسة أيضًا إلى إخوة الرب كرتونة من السلع الاستهلاكية، وأكل العيد الذى يتناسب مع عدد أفراد الأسرة، وتتضمن الكرتونة أنواعًا من اللحوم، والمكرونة والأرز والسكر والأجبان والألبان وغير ذلك، مع مظروف به مبلغ مالى لينفقه رب الأسرة كعيدية، حتى يتمكن من المعايدة على أبنائه والتنزه فى ذلك اليوم».
فيما أوضحت تاسونى عزة، المسئولة بخدمة إخوة الرب بإحدى كنائس جنوب القاهرة، أن الكنيسة تعمل أيضًا على تجهيز وجبات طعام لليلة العيد، وتوجيهها للمرضى غير القادرين على تجهيز الوجبات لأنفسهم.
وقالت: «تكون الوجبات جاهزة للتسخين، وغالبًا ما تتكون الوجبة من قطعة كبيرة من المكرونة البشاميل وربع فرخة وقطعتين من الكفتة وقطعتين من الطرب وقطعتين من البانيه وقطعتين من اللحم المحمر، بالإضافة إلى نوع من الحلوى والفاكهة وعلبتين من اللبن صغير الحجم منزوع الدسم».
وأشارت إلى أن الكنيسة توفر أيضًا عددًا من الخادمات المتطوعات، اللاتى يذهبن إلى منازل المرضى الفقراء لتنظيفها، حتى يفرح الجميع بالعيد.
فرق خاصة للترفيه عن الأيتام ودمج اجتماعى لأبناء المسجونين
عن رعاية الأيتام فى فترة العيد، قال أبانوب عادل، أحد قادة فريق «أفا كاراس»، المتخصص فى خدمات الرحمة، إن الفريق يقسم نفسه خلال العيد إلى عدة أقسام، ويتوجه كل قسم إلى إحدى دور رعاية الأيتام، لقضاء العيد معهم، وأداء الترانيم الخاصة بعيد الميلاد على أنغام الأورج والجيتار، مع رواية قصة ميلاد المسيح للأطفال، وتعليم المراهقين أهم الدروس المستفادة من فترة الأعياد.
وأضاف: «بعضنا يرتدى أزياء المهرجين ويؤدى استعراضات بسيطة، والبعض يقوم بالحركات السحرية التى تعتمد على خفة اليد، مع إلقاء النكات وغير ذلك مما يدخل الفرحة والبهجة على الأيتام فى العيد».
وعن كبار السن، قالت «عزيزة»، المسئولة بإحدى دور رعاية المسنين، إن يوم العيد يشهد إقامة حفلات مصغرة على مدار اليوم، بما يتناسب مع الحالة الصحية للمسنين، بحضور عدد من المرنمين، مع إضافة بعض الألعاب البسيطة التى تناسبهم، مثل الكراسى الموسيقية.
وأضافت: «يشهد يوم العيد أيضًا دعوة أحد الكهنة لإلقاء كلمة روحية على مسامع الكبار، بينما يخرج البعض من الدار للتنزه بصحبة العائلة، وهناك من تحضر إليه عائلته لقضاء العيد معه داخل الدار».
وتحظى أسر المسجونين أيضًا باهتمام كبير من الكنيسة خلال فترة العيد، وقال الأب «أندراوس»، (طلب عدم ذكر اسم الكنيسة والإيبارشية)، إن الكنيسة تتعامل مع أسر المساجين الذين لا عائل لهم بنفس الطريقة التى تهتم بها بإخوة الرب، مع مساعدتهم روحيًا واجتماعيًا وماديًا.
وأضاف: «تحرص الكنيسة على توصيل ملابس وحاجيات العيد ومظروف العيدية إلى أسر المسجونين، مع متابعة حضورهم إلى قداس العيد، ودمجهم فى المجتمع الكنسى من خلال النزهات والرحلات التى تطلقها الكنيسة فى العيد، مع كسر أى حواجز نفسية تواجه حياتهم الاجتماعية».
«مدارس التربية» تعرض مسرحيات توعوية للأطفال.. وتجهز الفتيات
ينتظر الشباب والفتيات الأقباط كل عام، الحفل الذى تنظمه مدارس التربية الكنسية، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، ويرون أن له مذاقًا خاصًا.
تواصلت «الدستور» مع عدد من أمناء المراحل والخدمات بمختلف إيبارشيات مصر، لمعرفة كيف ستفاجئ الكنيسة الأطفال والكبار فى كل مراحل التعليم وحتى الخريجين، خلال العيد.
وقال المهندس باسل بطرس، مسئول الشباب الجامعى والخريجين، إن حفل عيد الميلاد المجيد لن يقام فى نفس يوم الاحتفال مثل بقية خدمات الكنيسة، وذلك نظرًا لانشغال عدد كبير من الطلاب الجامعيين بامتحانات الترم الأول، والتى تأتى تزامنًا مع فترة العيد.
وأشار «بطرس» إلى أن السيناريو البديل هو الانتظار حتى انتهاء فترة الامتحانات نهائيًا ثم عمل نزهة نيلية للشباب، تتضمن فقرة تراتيل وكلمة روحية وفقرات أخرى ترفيهية وألعاب، وينتهى اليوم بالتقاط الصور الفوتوغرافية والحصول على هدية تذكارية، وتناول وجبات الأغابى «المحبة». وبالنسبة لخدمة المرحلة الثانوية، فقالت تاسونى إيمان وديع، مسئولة خدمة المرحلة الثانوية للفتيات، إن الكنيسة تعتمد فى العيد على المساعدة فى تجهيزات الزواج للفتيات من خلال هدية العيد.
وأوضحت «تاسونى»: «الفتاة الواحدة تقضى فى خدمة المرحلة الثانوية للفتيات ٦ أعياد، بمعدل عيدين فى العام الواحد، عيد الميلاد وعيد القيامة، ونحرص على أن تهدى الكنيسة كل فتاة فى كل عيد هدية تساعد فى تجهيزها من أدوات منزلية بسيطة وأدوات مطبخ وما شابه».
وقال أمير ناروز، أمين أسرة شباب ثانوى للفتيان، إن الفتيان يرغبون فى «تغيير الجو»؛ للهرب من ضغوط المذاكرة المستمرة والعبء الثقيل للثانوية العامة، لذا تهتم الخدمة باصطحابهم لأحد المطاعم الشهيرة وطلب وجبة لكل منهم، مع هدية العيد.
وأوضح «ناروز»: «الهدية تكون جهازًا إلكترونيًا، مثل سماعات الأذن بأنواعها المختلفة، وأحيانًا تكون عبارة عن عطور أو ساعات أو أحزمة».
وقال بيتر ألفونس، محاسب، أمين أسرة المرحلة الإعدادية للفتيان والفتيات، إن شباب وفتيات المرحلة الإعدادية يملؤهم الحماس، لذا تقام مسابقات حول المعلومات العامة، ومنافسات ترفيهية لتنمية المهارات.
وأضاف «ألفونس»: «الهدية غالبًا ما تكون لها علاقة بملابس العيد، فالمراهق يعتبر من أكثر الفئات العمرية حرصًا على المظهر، لذا تهديه الكنيسة شالًا أو كوفية أو جوانتى أو قبعة، وللشباب حزامًا أو ساعة.
وقالت تاسونى مارينا وجدى وتاسونى إيفا حنين، المسئولتان عن خدمة المرحلة الابتدائية وخدمات «نى إنجيلوس»، وهى كلمة يونانية تعنى ملائكة، وترمز بها الكنيسة لأطفال الروضة، إن لأطفال المرحلتين الابتدائية والروضة أولوية بالنسبة لمدارس الكنيسة، نظرًا لتأثرهم بحفل وهدية العيد بشكل كبير جدًا.
وأضافتا: «لذا تحرص الكنيسة أن تقيم حفلًا خاصًا لأطفال الروضة مثل بقية المراحل التعليمية، ويتضمن الحفل ألعابًا ومسرحيات بمشاركة الخدام، والمواضيع تستهدف غرس القيم والمفاهيم فى نفوس النشء».
وقالت مريم جرجس، مؤسسة ومديرة حضانة «بيبى جوى»، إنها تقيم حفل البازار السنوى، تزامنًا مع احتفالات الكريسماس ورأس السنة الميلادية.
وأوضحت «مريم»: «تعتمد فكرة البازار على محورين أساسيين؛ الأول هو الابتكار والإبداع، فالمُنتجات التى تُباع فى يوم البازار من صنع الأطفال، والمحور الثانى هو العطاء، ففكرة البازار تعتمد على أن يدرك الطفل أهمية العطاء».
وأكدت أن ثمن المنتجات يذهب إلى إحدى مؤسسات رعاية الأطفال، والتى تحتاج جدًا إلى هذه الأموال لرعاية الصغار.