أستاذ بجامعة الأزهر: «أشد مظاهر الافتتان تظهر فى المعاملات المالية بين الناس»
قال الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر الشريف، إن الشأن في المسلم، أيا كان موقعه، أن تكون الآخرة نصب عينيه، فالآخرة هي المستقر وهي خير وأبقى، وتذكرها صلاح وإصلاح لنا على المستوى الفردي والمجتمعي، والعلاقات الإنسانية بخير ما دام الإيمان بالله واليوم الآخر بين الناس.
ولفت إلى أن التدين لا يظهر إلا في مواطن الافتتان وأن أشد مظاهر الافتتان تظهر في المعاملات المالية بين الناس، بيعا وشراء، مشيرا إلى أن أكل المسلم لأموال الناس بالباطل يفتح الباب للغير أن يأكل ماله بالباطل، مثلما فعل، فكما تدين تدان.
وعقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم، الثلاثاء، ملتقى ردود وشبهات، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث عاد الملتقى للانعقاد بعد توقف دام عدة أشهر، للرد على الكثير من الشبهات التي يرددها البعض، وتفنيدها من قبل علماء من مختلف التخصصات بالأزهر الشريف، لتصويب المفاهيم المغلوطة الدائرة في أذهان المواطنين، وتوضيحها بالأدلة القاطعة، عقلا ونقلا، وفتح حوار مع الجمهور حول هذه القضايا للإجابة على كافة التساؤلات.
ودارت الأسئلة التي ألقاها الحضور حول حالات الاحتكار المتفشية، وكيفية التعامل معها والتيسير على الناس حال العمل في التجارة، كما تناولت مخاطر وآثام المحتكر، وضرورة الوقوف خلف الوطن في الأزمات والشعور بالغير.
من جهته، بينّ الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، خلال ملتقى "شبهات وردود" المنعقد بالجامع الأزهر بعنوان: "الاحتكار وموقف الإسلام منه"، أن العلماء لن يتوقفوا عن مهمة النصح وبيان الحلال من الحرام حتى ينتبه الناس لما فيه الصلاح في النفس والوطن، مشيرا إلى أن الاحتكار صفة مذمومة مدمرة وهي أكل لأموال الناس بالباطل فقال سبحانه وتعالىٰ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [النساء: 29]، وفي هذه الآية نهي صريح وتهديد ووعيد، كما بين الحديث الشريف قول النبي ﷺ: «لا يحتكر إلا خاطئ»، مضيفا: "رسالتى لأخى التاجر المؤمن؛ احتمِ بمظلة الله ولا تحتمي بغيرها، فلا تأكل أموال الناس بالباطل، فكما أكلت ستؤكل".