أبو الفتوح البرعصي: أدباء البادية يعانون من عدم نشر إنتاجهم الأدبي (حوار)
هو صاحب فكرة بيت البادية المصرية في معرض الكتاب ومؤسس ورئيس شعبة أدب البادية بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، مشارك في المؤتمر للعام لأدباء مصر في دورته الـ35 ممثلًا لنادي أدب البادية بالمنيا وأيضًا المؤسس لهذا النادي الوحيد المهتم بثقافة وتراث البادية على مستوى صعيد مصر الفنان التشكيلي والباحث في التراث الشعبي والبادية المصرية أبوالفتوح البرعصي.
ما هو أدب البادية؟
أدب البادية جزء أصيل من الثقافة المصرية ومجتمعات البادية والصحراء والأماكن الحدودية جزء أصيل من المجتمع المصري الذي ينعم بخير وعطاء واهتمام المؤسسات الثقافية في مصرنا الغالية بدليل إشهار نوادي أدب البادية في المناطق البعيدة عن العاصمة في سيدي براني ومطروح والحمام والمنيا والفيوم والوادي الجديد وبلبيس بالشرقية ووادي النطرون وبئر العبد والشيخ زويد بشمال سيناء ورأس سدر بجنوب سيناء ونادي أدب البادية والنميم بأسوان وأخيرًا شعبة تدشين شعبة خاصة لأدب البادية والتراث الشعبي بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر.
ماذا عن أدب البادية والفعل الثقافي ومشكلة المعنى موضوع المؤتمر؟
الحقيقة أن هذا العنوان والمفهوم مهم جدًا على مستوى الثقافة والعاملين بالشأن الثقافي وكلما كانت هناك علاقة وحوار جمالي وتواصل بين المثقف والمؤسسة الثقافية القائمة على رعايته والاهتمام به هنا يكون الفعل الثقافي الذي يضيف ويضعه في مكانته الحقيقية وهو ما تقوم به المؤسسة الثقافية وعلى رأسها الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة.
وها نحن الآن في واحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد بقعة غالية من أرض الوطن وهي منطقة بكر وعامرة بالتفرد والموروث الثقافي المتنوع مما يجعلها كنز ثقافي ينهل منه الباحثين والدارسين في مجالات الإبداع المختلفة من خلال اختيارها كعاصمة ثقافية لمصر 2023.
هل أثر أدب البادية المصرية فيه الثراء والتنوع
نعم الأدب والتراث الشعبي والثقافة المصرية بصفة عامة فيها الثراء والتنوع من خلال المعين الثقافي المصري الخالد بالأدب والتاريخ والآثار والفنون بأنواعها كل هذه المقومات مجتمعة تكون الثقافة المصرية بجميع روافدها.
ومن خلال الطبيعة الجغرافية لكل أقاليم مصر ما بين الحضر والبادية المدن والقرى والنجوع والكفور والعزب حيث تجد المناطق الطينية على جانبي نهر النيل العظيم حيث المجتمعات المستقرة ولها ثقافتها التي تميزها عن غيرها وهناك ثقافة البيئة الصحراوية في شمال وجنوب سيناء ومطروح وسيوة والوادي الجديد بكل ما فيها من تنوع وكذلك ثقافة المجتمعات التي تعيش وتقيم على سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والجميل ان كل هذه البيئات والأماكن لها ثقافتها التى تميزها عن غيرها وأيضًا لهجتها الخاصة بها وهنا مربط الفرص أو بيت القصيد هذا التنوع يعطي قيمة أكبر للثقافة ولنا في تأسيس نوادِ أدب البادية المصرية والتي منحت الفرصة لأدباء البادية تواجدهم في هذا المؤتمر العام حالهم حال كل نوادِ الأدب على مستوى مصرنا الغالية، ومن خلال هذا التواجد يشارك أدباء البادية في كل الفعاليات الثقافية في الأمسيات الشعرية والندوات والحراك الثقافي الشامل في قصر ثقافة الخارجة وقاعة ومسرح سينما هيبس والمركز الاستكشافي ومكتبة مصر العامة وكل أديب يقدم قصيدته الفصحى والعامية والبادية.
هل هذا يعني أن تعدد اللهجات من وجهة نظرك فيه ثراء للثقافة؟
نعم تعدد اللهجات العامية المصرية فيها ثراء و اضافة للثقافة خاصة وأن هذه اللهجات من معين اللغة العربية فقط الاختلاف في النطق وطريقة الآداء وهذا مايعطيها القيمة حيث أن كل لهجة أثناء الإلقاء تختلف عن غيرها سواء فى الشعر اوالغناء وحتى في السرد والحكي.
والحقيقة أحسن صنعًا الشاعر الكبير سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق حينما استجاب لمطالب شعراء البادية ان يكون لهم نوادِ أدب ضمن نوادِ الأدب في كل أقاليم مصر ومن نتاجه أنهم الآن في هذا المؤتمر يقدمون إبداعاتهم ويشاركون في فعاليات المؤتمر.
هذا عن مفهوم الفعل الثقافي وأين المشكلة؟
المشكلة في نشر هذه الثقافة حيث يعاني بعض أدباء البادية من عدم نشر أعمالهم ويحدث ذلك فى بعض الأماكن لعدم وجود فاحصين لديهم دراية باللهجة التي كتب بها هذا العمل الأدبي، رغم وجود أساتذة جامعات في مجالي الأدب والنقد من أبناء تلك اللهجة المكتوب بها الشعر سواء النمطي في الوادي الجديد وشمال وجنوب سيناء والشعر الشعبي في صحراء مصر الغربية.
وقد تم حل هذه الإشكالية فى النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر حيث تم تشكيل لجنة من أدباء البادية الأعضاء العاملين بالاتحاد لفحص الأعمال المقدمة لنيل جائزة أدب البادية باتحاد الكتاب وكذلك للحصول على العضوية المنتسبة أو العاملة إذ كان يتوفر لديه المطلوب ويقدم الأعمال المطلوبة للعضوية.