المائدة المستديرة الثالثة بمؤتمر «أدباء مصر» تناقش مفهوم الكيانات الثقافية
عقدت المائدة المستديرة الثالثة بعنوان "كيانات ثقافية"، بالمركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا بالخارجة، ضمن فعاليات الدورة 35 بالمؤتمر العام لأدباء مصر، "الفعل الثقافي ومشكلة المعنى"، الذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، بمحافظة الوادي الجديد.
شارك بالمائدة كل من الشاعر مختار عيسى، الشاعر مدحت منير، الناقد شعبان يوسف، الشاعر جابر بسيوني، وأدارها الروائي والصحفي أشرف عبد الشافي.
تحدث "عبد الشافي" عن مفهوم الكيانات الثقافية، واعتبر أن النموذج الوحيد والثابت لاسم كيان ثقافي هو نموذج اتحاد كتاب مصر بعد وزارة الثقافة وقطاعاتها، لأنه كيان كبير وقديم وعريق وأكثر وضوحا، وتساءل هل هناك بالفعل فجوة بين أدباء مصر وبين الاتحاد وهل يمثلهم بشكل عام ويرى قضاياهم؟ وطرح سؤالا حول كيفية حماية الكيانات الثقافية سواء صغيرة أو كبيرة.
وأكد مختار عيسى أنه لاشك أن تعبير الكيان يستلزم أن يكون كيانا مؤسسيا له هيكله الإداري والمالي، واتحاد كتاب مصر حسب المادة القانونية الذي صدر به هو نقابة وتسمى اتحاد كتاب مصر، مشيرا إلى أن هناك فرقا بين الاتحاد والنقابة من زاويتين رئيستين الأولى تبعية الكيان حسب الاسم اذا كان نقابة، والنقابة مهمتها الدفاع عن حقوق المنتمين إليها فلا سلطة عليها لوزير أو رئيس وزراء، بينما كلمة اتحاد تابعة لاتحاد الجمعيات أو وزارة التضامن الاجتماعي، فيستطيع أي مسئول في الدولة أن يغير أو يبدل ويعلق على ما يقوله وربما يحذف الاتحاد كله، ومر الاتحاد بكبوات طويلة ونجاحات وإخفاقات، لكن مسيرة الاتحاد الحالي هي جزء من الجسد الثقافي ويهمها ما يجرى على الساحة الثقافية.
وتناول مدحت منير في حديثه علاقة نوادي الأدب باتحاد كتاب مصر، منوها لوجود عدد كبير من الأعضاء ليس له علاقة بالأدب فلا توجد المواهب التي تتوجه نحو مشروع ثقافي مهم، مما يهدد هذه الكيانات الثقافية ومحاولة إيجاد لائحة لحل هذه المشكلة.
وأوضح شعبان يوسف أن الكيان الثقافي هو المكان أو الشكل الذي يصنع خصوصية له مثل اتحاد كتاب مصر، أو ورشة الزيتون، أتيليه الإسكندرية، نادي القصة، نوادي الأدب وغيرهم، ولكن الكيان الثقافي المؤثر هو الذي لديه ملامح وتقنيات معينة وله أثر في الواقع، والمجلات نفسها المستقلة من الممكن أن تعتبر لها كيانات ثقافية مثل تجربة جاليري ٦٨ وكان يقودها مجموعة من كتاب الستينات، ومجلة سنابل بقيادة محمد عفيفي مطر.
وأشار جابر بسيونى في حديثه إلى أنه في هذا العام تعرضت الكيانات الثقافية فى أماكن متفرقة لشكل من أشكال الإزاحة بحكم القانون مثل نادي الأدب في قصر العيني، وأتيليه الإسكندرية الذي أصبح في حكم النسيان، وأنه لابد من مناقشة ذلك ويجب أن تخرج توصية في هذا المؤتمر لمعالجة هذه المشكلة وإيجاد الحلول البديلة.
أعقب ذلك مداخلات من بعض الحضور، وعلق الشاعر حسين القباحي لدينا كيانات ثقافية كثيرة ومتعددة تهدد مسيرتها أو وجودها بما في ذلك اتحاد كتاب مصر وورشة الزيتون مثل مشكلة العضوية ولابد من وجود آليات جديدة لهذا الأمر، بجانب مشكلة مصادر التمويل فهي تشكو من قلة الموارد والمصادر المالية، إلى جانب مشكلة المقرات فليس لها كيان ملكا لها، والشرعية القانونية لكثير من الكيانات الموجودة، وفي مداخلة للشاعر فؤاد مرسي قال إن الأندية هدفها الرئيسي اكتشاف الموهوبين ورعايتهم وتقديم الدعم الأدبي لهم في الساحة الثقافية، ولابد من حماية هذه الكيانات الثقافية سواء كانت كبيرة أو صغيرة.
يذكر أن دورة المؤتمر هذا العام تحمل اسم الناقد والمفكر الكبير الراحل د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، ويترأسها الكاتب الكبير محمد سلماوي، ويتولى أمانتها الدكتور حمدي سليمان، وتشرف على تنفيذه الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، والإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر عبده الزراع، ويتضمن عددا من الجلسات البحثية والموائد المستديرة والأمسيات الشعرية وغيرها من الفعاليات التي ينفذها إقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة ضياء مكاوي في واحة الداخلة وقراها، وتستمر حتى 31 ديسمبر الحالي.