علاقة المريد بشيخه.. وليد الخشاب يخوض في تفاصيل علاقة فؤاد المهندس بـ«الريحاني»
قال الكاتب الدكتور وليد الخشاب، الناقد الأدبي والسينمائي وأستاذ الدراسات العربية بجامعة يورك في كندا، خلال حفل توقيع ومناقشة كتابه “مهندس البهجة” بدار المرايا للثقافة والفنون، إنه لفهم ظاهرة فؤاد المهندس في سياقها، فلابد من الحديث عن نجيب الريحاني، وفي مقدمة كتاب “مهندس البهجة”، هناك نقاش ورد حول زعم فؤاد المهندس تتلمذه على يد “الريحاني”.
وأوضح “الخشاب”خلال كلمته: حاولت في هذا الكتاب أن أشرح علاقة “التلمذة” بين الريحاني والمهندس، بمعني أنها كانت علاقة أشبه بعلاقة المريد بشيخه، وليس أنه تلميذه بمعني أنه امتداد له. فالريحاني كان صاحب مدرسة الفودفيل وكوميديا المواقف، وكوميديا بما نسميه الكوميديا الراقية، وهوما كان يفعله الريحاني في بداية القرن العشرين، لكن الريحاني الذي نعرفه في الثلاثنيات والأربعينيات من خلال الأفلام السينمائية لم يعد يفعل هذا.
وتابع “الخشاب”: فؤاد المهندس، عاد إلي ما قدمه نجيب الريحاني في بداية القرن العشرين من كوميديا الفارس، ولكن كان هناك علاقة بالريحاني فقد كان يلازمه ويحاول أن يتعلم منه قيمة الإلتزام والأناقة، رغم أن الريحاني في ذاكرتنا يُمثل صورة الرجل المشعث في ملابسه، وهناك دائما سخرية من مظهره، بينما نجيب الريحاني في الحقيقة وخلال شبابه كان في منتهي الأناقة، وكذلك فؤاد المهندس حتي ولو كانت الشخصيات التي يقدمها شخصيات تبدو مهلهلة المنظر والملابس، حتي لو أرتدي بنطلون قصير، لكنه في حقيقته الشخصية كانت في قمة الأناقة والشياكة، حتي في خطوته ومشيته .
وعن علاقة فؤاد المهندس باللغة العربية، قال “الخشاب”: كانت علاقة المهندس باللغة العربية بسبب زكي المهندس، كما أن فترة الستينيات شهدت ظاهرة تحول مدرسي اللغة العربية أو خريجي الأزهر إلي التمثيل مثل محمد الشويحي، وإبراهيم سعفان كان مدرسا للغة العربية كما أنه تخرج من الأزهر، وأيضا عبد الله فرغلي. وترجع هذه الظاهرة إلي أن الأزهر في الخمسينيات والستينيات، كان يخرج أجيال مثقفة ومن ثم كان من الطبيعي أن يكون هؤلاء الخريجين علي يسار المؤسسة ويتمردوا عليها.
ولفت “الخشاب” إلى أن المثير في حالة فؤاد المهندس، وهو ما تناولته في جزء من الكتاب أحلل فيه مسرحية “هو وهي” بالذات، وكيف أنها تحدثت عن العروبة، وبشكل عام فؤاد المهندس كان يتكلم لغة مصرية وليس بالضرورة لغة عربية فصيحة، لكنها لغة مصرية سليمة، وفي المقابل تظهر شويكار علي أنها البنت الدلوعة ومصريتها منقوصة لأن لغتها منقوصة.
وتابع: "أعتقد أن هذه الفكرة جاءته من والده، أي أن فكرة اللغة العربية السليمة الفصحي علامة علي الهوية المصرية الحديثة المثلي، وأنه عندما يظهر شويكار في أعمالهما الفنية في شكل سيدة منقوصة المصرية، ولا تتخلص من هذا في نهاية المسرحية أو الفيلم إلا من خلال تحدث لغة عربية فصحي سليمة، وهو الأمر المرتبط ببنية المجتمع في ذلك الوقت، سواء في شكل المجتمع المصري المتحرر حديثًا، وغيرها من الأفكار التي نبتت من الخطاب التحرري.