عماد أبو غازي: «مستقبل الثقافة» لطه حسين من الكتب المعنية ببناء المصري
استضافت المكتبة المركزية بجامعة القاهرة، اليوم الخميس، فعاليات ندوة “طه حسين ومستقبل الثقافة في مصر”، والتي نظمها المجلس الأعلي للثقافة.
وقال الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، وأستاذ الوثائق والمكتبات بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن الكتاب صدر في العام 1938، إلا أن فكرته بدأت لدي طه حسين قبلها بعامين تحديدا في عام 1936.
وأوضح “أبو غازي”: "فكرة الكتاب كما يذكر طه حسين في مقدمته للكتاب، جاءت في أعقاب توقيع معاهدة 36 والتساؤلات التي بدأت ترد علي أذهان شباب الجامعة في ذلك الوقت، عن المستقبل، وتحديدًا مستقبل مصر بعد هذه المعاهدة، خاصة وأن المعاهدة كانت تصير الجدل في قطاعات كبيرة من المجتمع، وكيف رأوها خطوة نحو تحقيق الاستقلال الوطني، بينما كان هناك قطاعات أخري تري أن المعاهدة معيبة وأنها تضع قيودا علي استقلال مصر، وهذا القطاع كان يطمح إلي تصور جذري للاستقلال.
وأضاف أستاذ الوثائق والمكتبات: “عندما أجاب طه حسين علي طلابه رأي أنه أجاب إجابة مبتسرة غير كاملة، مما جعله يفكر بعدها لمدة سنة تقريبا، في وضع كتاب يجيب فيه علي هذه التساؤلات.. وفي عام 1937 أوفد طه حسين من وزارة المعارف ومن الجامعة إلي مؤتمرين مختلفين في فرنسا كممثل لمصر، وكان مطلوب منه أن يقدم تقرير عن كل مؤتمر، لكنه رأي أن هذه التقرير لا يلتفت إليها، ففكر في أنه من الأفضل أن هذه الأفكار الناتجة عن حضوره للمؤتمرين، بالإضافة إلي رغبته الملحة في الإجابة علي تساؤلات شباب مصر حول المستقبل مما دعاه لتأليف الكتاب، وشرع في كتابه ”مستقبل الثقافة في مصر" وهو من أهم الكتب التي قدمت رؤية مستقبلية لمصر في فترة مبكرة جدًا.
ولفت “أبو غازي” إلي أن هناك في تاريخنا علامات في الكتب التي تعني بالرؤي المستقبلية من ناحية، ومن زاوية أخري تعني ببناء وتكوين الإنسان المصري.
وأضاف الكتاب يتجاوز فكرة التعليم إلي التعلم، والستين موضوعا التي يتناولها الكتاب، أغلبها يدور حول مشكلات عملية في مجال التعليم ويقدم رؤي وحلول بها، لكن الفكرة الأساسية في الكتاب هي كيف نبني مواطنا صالحا يحافظ علي الديمقراطية والاستقلال، وربما الكتاب الذي سبق مستقبل الثقافة في مصر، في مثل هذا المضمار، هو كتاب “المرشد الأمين للبنات والبنين”، لرفاعة الطهطاوي، والذي بدأ تأليفه في سبعينيات القرن التاسع عشر، ولكن لم يصدر إلا بعد وفاته عام 1873.