مع احتفالات رأس السنة.. كاهن كنيسة بالشرقية يروى القصة الحقيقية لـ «بابا نويل»
بعد أيام قليلة يشهد أبناء مصر جميعهم مسلمون وأقباط احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وتسود الشوارع موجة من المظاهر الاحتفالية المتمثلة في الأشجار و الزينة والأنوار، ابتهاجا بعيد الميلاد والعام الجديد.
وتعتبر شخصية «بابا نويل» أحد مظاهر احتفالات رأس السنة الميلادية الشهيرة، وتلقى رواجا وشعبية بين الجميع، أطفالا وكبار، وهو أحد رموز احتفالات رأس السنة التي تنتشر بين الناس في كل عام.
وتسلط «الدستور» الضوء، اليوم، على شخصية بابا نويل الحقيقية، في لقاء مع أحد كهنة مطرانية الزقازيق ومنيا القمح، حيث سرد قصة سانت كلوز الحقيقي، وهو «القديس نيقولاوس» أسقف مورا، والمعروف لدى الغرب باسم سانت كلوز، والّذى ألهم العالم بشخصية بابا نويل بعد أن كان يلقي الأموال والهدايا من النوافذ ليدخل السرور والفرحة على القلوب ويحقق الأمنيات ويحل المشكلات.
وتحل علينا هذه الأيام، ذكرى استشهاد القديس نيقولاوس “ بابا نويل ”، و يحتفل الأقباط فى اليوم العاشر من شهر كيهك “ حوالى منتصف ديسمبر ”، من سنة 58 للشهداء ( 342م )، بذكرى وفاة القديس نيقولاوس ، و المشهور في الغرب باسم سانت كلوز وفي الشرق باسم بابا نويل، وهو أسقف بلدة مورا.
وفى لقاء مع القس متياس يعقوب، كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس ماريوحنا الرسول، للتعرف على شخصية “ بابا نويل ” الحقيقى، قال أن القديس نيقولاوس، أسقف مورا، كان اسم أبيه أبيفانيوس وأمه تونة، و ولم يكن لهما ولد، ولما تقدما في الأيام تحنن الله عليهما ورزقهما هذا القديس، و الذي تحلى بصفات القديسين منذ طفولته، ولما كبر أظهر نبوغاً في تَلقىِّ العلم، و عرف علوم الكنيسة، و تم ترسيمه شماسا ثم قساً.
وتابع أنه كان بمدينة مورا رجل غنى، جار عليه الدهر وفقد ثروته حتى احتاج إلى القوت الضروري، وله ثلاث بنات قد تجاوزن سن الزواج، ولم يتزوجن بسبب فقر والدهن، فوسوس له الشيطان أن يوجههن للعمل في الأماكن الشريرة، وحين علم نيقولاوس ما اعتزمه الرجل، فأخذ كيساً به مائة دينار وألقاه ليلاً من نافذة منزل الرجل، فاندهش الرجل وفرح، و استمر فى ذلك حتى استطاع أن يُزوِّج ابنته الكبرى، وفي ليلة أخرى ألقى القديس كيساً آخر من النافذة، فتمكن الرجل من أن يزوج ابنته الثانية.
واشتاق الرجل أن يعرف هذا المُحسن، فسهر حتى وقت سقوط الكيس الثالث، فأسرع ليرى مَنْ الذي ألقاه وعرف أنه القديس نيقولاوس، فخرَّ عند قدميه وشكره لأنه أنقذ بناته من فقر المال ومن سوء السيرة.
ولما توفى أسقف مورا، اختاره الشعب ليكون أسقفاً على مورا، فأخذ على عاتقه أن يكون الراعي الصالح الذي، وبعد مدة أثار الملك “ دقلديانوس ”، الاضطهاد على المسيحيين وقبض على الكثيرين منهم وأقفل كنائسهم، وكان القديس نيقولاوس يشجعهم على احتمال الاضطهاد والتمسُّك بالإيمان، فقبض عليه جنود دقلديانوس، وعذبوه عذابات كثيرة، وبقى في السجن حتى ملك الإمبراطور قسطنطين وأخرج جميع المسجونين لأجل الإيمان وكان منهم هذا القديس، فعاد إلى كرسيه مكرماً.
وأوشح القس متياس يعقوب، أن القديس نيقولاوس توفى بعد أن أقام على كرسى الأسقفية أكثر من أربعين سنة، وكانت سُنوّن حياته تناهز الثمانين عاماً، و عرف عنه حب الخير و المساعدة والإيمان، ومن هنا استلهم العالم قصة بابا نويل الذى يلقى بالهدايا من النوافذ لإسعاد الأطفال والكبار و تحقيق أمنياتهم.