زمالة المتحدة للخدمات الإعلامية
في 2011 عرفت موقع "تويتر"، كان وسيلتي المفضلة للحديث والتعبير عن رأيي بكل وضوح، غير أنه لم يكن قد وصل للجميع كما الحال الآن، فقررت فجأة، وأنا أدرس بقسم الدراسات اليونانية واللاتينية، أن أتجه للصحافة كوسيلة للتعبير.
في البداية، شعرت بالارتباك وأنا أقرأ عن الخبر، والمقال، والتحقيق، والتقرير، والقصة الخبرية، كان الأمر شديد التعقيد حينها حتى إنني تهت في دوامة قراءة وبحث استمرت عدة أشهر، حتى اهتديت لإعلان عن فرصة تدريب بأحد المواقع الصحفية المغمورة، إلا أنني وجدت نفسي واحدًا من آلاف الضحايا لإعلانات وهمية تستغل الباحثين عن التطوير والعمل في الصحافة.
بمرور الوقت عرفت الزمالات المهنية بما تقدمه من فرص للتطوير، والانفتاح على الثقافات الأخرى، وتعزيز التنوع في المجتمع، والاستفادة من خبرات الآخرين، والأهم من ذلك حمايتها للخريجين والباحثين عن فرص للتدريب والعمل من إعلانات مواقع "بير السلم"، جنبًا إلى جنب مع الباحثين عن تغيير المسار المهني.
وفي 2014 أجريت بحثًا معمقًا عن زمالة مصرية في الصحافة فلم أجد. بمرور الوقت، تشكلت لمصر هوية إعلامية واضحة جديرة بالدراسة والبحث والتقصي؛ فعادت الفكرة لتسيطر على ذهني مرة أخرى، ومع انعقاد منتدى مصر للإعلام، أدركت أنه لا وقت أنسب من الآن لطرح الأمر للنقاش.
كأحد العاملين في مؤسسة الدستور التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أرى فرصة ذهبية لا مثيل لها لتقديم عدة أنواع من الزمالات، سواء المهنية أو التبادل الثقافي، خاصة مع تنوع البرامج وأشكال المحتوى التي تقدمها المتحدة ما بين القنوات التليفزيونية والراديو والصحف وشركات الإنتاج وشركات تنظيم الفعاليات.
فعلى سبيل المثال، نستطيع تقديم زمالة للخريجين وللصحفيين الراغبين في الانخراط في المهنة، والاطلاع على أساليب العمل في صالات التحرير المختلفة في المؤسسات بمختلف أحجامها، ومتابعة أهم المشكلات وخطط العمل والتدريبات وهلم جرا.
كما أنني أجد ضرورة لوضع برنامج زمالة للراغبين في التنقل ما بين الصحافة المكتوبة والتليفزيون لمعرفة سبل سير العمل في مختلف الصحف والقنوات عن قرب، والمساعدة على الانخراط في عملية انتقالية سهلة تخدم المهنة والعاملين بها.
كما يمكننا أيضًا تقديم زمالة للصحفيين في أحد المجالات البحثية المتعلقة بالمهنة، مثل الجمهور الجديد وآلية الوصول له، والصحافة الرقمية وأنماط الصحافة الآن، والذكاء الاصطناعي، والاستفادة من التجارب الرائدة في المؤسسات التابعة للشركة المتحدة بهذا المجال.
ومن هذا المنطلق أدعو لتشكيل هيئة استشارية تضم خبراء المهنة في الشركة من جميع القطاعات لوضع برنامج لزمالة مهنية مستدامة نستفيد منها من خبرة الأساتذة وشيوخ المهنة، وتساعد الخريجين الجدد والراغبين في البحث والتطوير على التفرغ -جزئيًا- لتلك المهمة الضرورية في ظل كل التحديات التي تواجه قطاع الإعلام.