الجمعة.. طارق إمام يحاور بشرى خلفان حول روايتها «الباغ»
يحاور الكاتب والروائي المصري طارق إمام، الكاتبة بشرى خلفان من سلطنة عمان، وتدير الحوار شريهان عطية، في جروب ثقافي مصري بعنوان "فنجان قهوة كتاب"، في تمام الساعة الثامنة مساء يوم الجمعة المقبل، وحوار حول رواية "الباغ" التي وصلت للقائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية لعام 2022.
"الباغ" رواية من عمان، تصور حياة كاملة من الحب والتحولات والحيرة، ممتلئة بأسئلة من أزمنة مختلفة، لكنها أيضاً حكاية كل مكان، تدير فيها بشرى خلفان بوصلة الاحتمالات وتغامر في الوصول لإجابة صعبة حول فعل الزمن، كيف يحولنا ويغيرنا بدون أن ننتبه، إلى النقيض ربما، إلى ما كنا نرفضه بالأمس.
ومن أجواء الرواية نقرأ: "تَخبز له كل يوم، ثم تسوي صرَّتها فوق رأسها وتجتاز العتبة، فيصبح قلبها بين خطوتين. تمضي في دروب الحارة التي ألفتها وألفت أهلها، تمرُّ بالبيوت التي عرفتها وعرفت أسرارها، فقرها القديم والغنى الموعود الذي ما زال مترددًا عند عتباتها.
تعرف أسماء حارات مسقط، تحفظ دروبها من كثرة ترددها فيها، بيوتها الفقيرة وبيوتها العالية. تعرف في أي بيت كانوا يسمعون عبد الناصر وفي أيها كانت تغني أم كلثوم.
تتذكر خطواته في بيت الباغ، ولا تسمع إلا رجع ضحكته الممتلئة بالحياة، وهو يتسلق شجرة الأمبا، ويقذف مزنة بثمارها الغضة، فتصرخ هي ويضحك هو".
الباغ في اللغة الفارسية تعني البستان، وتطلق في مسقط على المزارع المسورة التي يتوسطها بيت، حيث تأتي هذه الرواية بدلالة العنوان ومجازاته ، عمانية في أدق تفاصيلها، تعود بقارئها في الزمن ليعايش أحداثاً وتحولات في تاريخ عمان الحديث، وتصور الصراعات الداخلية والحروب الأهلية التي عانت منها عمان خلال القرن العشرين. رواية تحكي عن الإنسان العماني بصلابته ومحبته وهشاشته، تحن إلى الماضي لكنها تراه بزاوية واسعة وتجرب مناقشة كل الاحتمالات، ومن خلال شخصيتين (ريا) و(راشد) يخرجان من ظلم قرية إلى ما يبدو عليه أنه مصير واحد يربطهما بحبل كي يعبرا طين المرحلة.
لا يستطيع أحد التنبؤ بما قد يصير إليه! نغمض أعيننا في لحظة فإذا بنا في المكان الذي لم نختره، نغمضهما، فإذا بنا في الزمان الذي لا نعرف، أو في الدور الذي كنا نتجنب، وما نحن عليه اليوم قد يكون نقيضاً لما نحن عليه غداً، وتظلُ العجلة في دورانها، بدون أن نجد الفرصة لنتساءل، عن خياراتنا وعن مصائرنا. لا تجد ريّا جواباً لحيرتها التي تواجه بها أخاها راشد لحظة خروجهما من السراير: «الظلم في كل مكان، أول وتو»، فلماذا إذاً كان خروجهما؟ في دورة الزمن القاسية، السريعة، والمباغتة، ستعرف ريّا كيف ترتّب الحياة لنا أدوارنا، وكيف تصيّرنا خلاف ما نحن عليه، كيف نقبل اليوم ما خرجنا عليه بالأمس، كيف نُختبر في أغلى ما نملك، وفي أحبّ أحبابنا.
وتعد بشرى خلفان من أبرز الكتّاب والأصوات الأدبية في منطقة الخليج العربي، وسطع نجمها بشدة مؤخرًا في الشرق الأوسط ككلّ عقب وصولها للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" في دورتها الأخيرة عن رواية "دلشاد؛ سيرة الجوع والشبع" كتبت عددًا من القصص والقصائد الشعرية، صدر لها رواية "الباغ"، التي حازت على إعجاب الكثير من النقاد والأدباء.