«الأعلى للثقافة» ينظم محاضرة عن سمات التفكير العلمي والعقبات التي تواجه تطبيقه
عقدت لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكاري بالمجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتور محمود أبو النصر، محاضرة بعنوان "سمات التفكير العلمي والعقبات التي تواجه تطبيقه" التي تنظمها لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكاري بالمجلس، وذلك تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمي، والكاتب محمد ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية.
أدار المحاضرة الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم الأسبق، وألقاها الدكتور أحمد الراعي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس وكلية طب جامعة أكتوبر، والذي بدأها بالحديث عن العقبات التي تقف في طريق التفكير العلمي، وحصرها في خمس عقبات وهم "الأسطورة والخرافة - الخضوع للسلطة الفكرية -إنكار قدرة العلم - التعصب -دور الإعلام والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي".
وأوضح الدكتور أحمد الراعي، الفرق بين الأسطورة والخرافة، لافتا إلى أن التفكير الأسطوري هو تفكير العصور التي لم يكن العلم قد ظهر فيها، أو لم يكن قد انتشر بالقدر الذي يجعل منه قوة مؤثرة في الحياة وفي طريقة معرفة الإنسان للعالم، فالأسطورة كانت تقوم بوظيفة لتلك التي أصبح يقوم بها العلم بعد ذلك، وكانت هي الوسيلة الطبيعية لتفسير الظواهر في العصر السابق على ظهور العلم، أما التفكير الخرافي فهو التفكير الذي يقوم برفض المناهج العقلانية ويلجأ في عصر العلم إلى أساليب سابقة.
وأوضح أن أهم مبدأ ترتكز عليه الأسطورة هو المبدأ الذي يعرف بحيوية الطبيعية، أي أن التفكير الأسطوري يقوم أساسا على صبغ الظواهر الطبيعية غير الحية فتصبغه الحياة بحيث تسلك هذه الظواهر كما لو كانت كائنات حية تحس وتنفعل وتتعاطف، أو تتنافر مع الإنسان "أسطورة إيزيس وأوزريس - فيضان النيل".
وتابع أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس، أن الأسطورة يمكنها أن تفسر غير الحي عن طريق الحي، أما العلم يسعى إلى تفسير الحي عن طريق غير الحي، أي أن العلم يحاول أن يجد لظواهر الحياة تفسيرا من من خلال عمليات فيزيائية وكيميائية.
- العلم ظاهرة متأخرة في تاريخ البشرية
وعن العلم؛ قال إنه ظاهرة متأخرة في تاريخ البشرية ، وهو بمعناه الصحيح قد ظهر منذ أربعة قرون في عصر النهضة الأوروبية أو قد يرجع إلي العصر اليوناني القديم حيث اهتدي الإنسان لأول مرة. إلي منهج البرهان النظري والمنطقي علي قضاياه، مضيفا أن اتجاه الإنسان نحو العلم ينطوي علي قدر كبير من التضحية بالراحة والهدوء والاستسلام للخيال، السهل الطليق ، كما ينطوي علي عادات عقلية فيها قدر من الصرامة والقسوة عل النفس، فالعلم كما قال يظهر في اللحظة التي يقرر فيها الإنسان أن يفهم العالم كما هو موجود بالفعل وليس كما تخيل أن يكون.