حكاية رسالة عمرها نصف قرن.. أرسلتها فاطمة قنديل لفتى أحلامها نجيب محفوظ

كنت في عمر السادسة عشرة، وقتها عرض فيلم "خلي بالك من زوزو"  في دور العرض السينمائية عام (1972)؛ وهو العمل الذي تسبب بطله الفنان حسين فهمي (سعيد كامل) في حالة من افتتان الفتيات به في ذلك الوقت.

في الوقت الذي كانت دور العرض السينمائية تستقبل المئات من الفتيات اللاتي وقعن في غرام "سعيد كامل" بطل "خلي بالك من زوزو" كانت فاطمة قنديل تترقب صدور رواية "المرايا" التي صدرت فى نفس العام لنجيب محفوظ؛ وتتماهى مع أبطال هذا العمل الأدبي الفريد وشخصياته الـ 55 شخصية المأخوذة من الواقع ولكن تم تجريدها من اسمها وشكلها، وأكثرها كانت معاصرة لنجيب محفوظ ذاته، وليست شخصيات خيالية؛ وهو ما جعلها ترى في محفوظ "فتى أحلامها" وليس "حسين فهمي".

في عام 1972 كان نجيب محفوظ أحد كتاب مؤسسة الأهرام بعد أن ترك رئاسة مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما ( 1966_ 1971)؛ وهو ما دفعها لأن تعبر عن مشاعرها تجاهه فى رسالة أرسلتها له فى جريدة الأهرام؛ قالت فيها "إذا كان حسين فهمي فتى أحلام البنات، فأنت الوحيد فتى أحلامي"؛ لكن نجيب محفوظ لم يرد على رسالة صاحبة رواية "أقفاص فارغة" إلا بعد نصف قرن من الزمن بالتمام والكمال عندما أعلنت دار نشر الجامعة الأمريكية اليوم الأحد عن فوزها بجائزئته فى الأدب لعام 2022.

في كلمتها مساء اليوم في حفل إعلان الجائزة؛ قالت فاطمة قنديل:" لم يرد وقتها الأستاذ على المراهقة الصغيرة التي كنتها، ويبدو أنه انتظر كي تثبت له أنها جادة فيما تقول، وأنها كاتبة، فارتضى أخيرًا أن يقترن اسمي باسمه.. شكرًا يا أستاذ وكل سنة وأنت طيب".

يذكر أن الأوساط الثقافية تحتفل خلال هذه الأيام بذكرى ميلاد أديب نوبل نجيب محفوظ الـ"111".