خبير استراتيجي سعودي يكشف أبرز نتائج القمة العربية الصينية
قال محمد الفايدي، الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي، إن نتائج القمة العربية الصينية في الرياض أكدت على الشراكات ضمن أهم الآليات للعمل المشترك والبناء بين القطاعات الخدمية والإنتاجية مما يسرع في وتيرة التنمية وبناء قطاعات رائدة للتنمية في هذه الدول، تحفز القطاعات الأخرى نحو ريادة الأعمال والإبداع.
وأضاف الأكاديمي السعودي، في تصريحات خاصة لـ «الدستور»، أن الصين تهتم بالثقافة العربية والفكرية والإعلامية فنحو 300 جامعة صينية تقوم بتعليم اللغة العربية، كما يتم تعليم اللغة الصينية كذلك في عدد من الجامعات العربية، وهذا يعتبر آلية عملية تساند الإرادة الجادة لقادة وشعوب هذه الدول للارتقاء المستمر بهذه العلاقة إلى آفاق بعيدة عبر محطات زمنية قادمة، ولعل القوة الناعمة لنحو 28127.500 مليون مسلم في الصين يعتبر بوابة عربية عملاقة للولوج إلى تلك الحضارة والثقافة والاستفادة من معطياتها.
ولفت إلى أن القيم السامية والمبادئ النبيلة التي تجمع العرب والصين من الحفاظ على سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها وسيادة القانون واحترام الآخر وسمو التعامل وموثوقية التجارة ومشروعية توسيع دوائر الاستثمار جميعها آليات فعالة لتعزيز واستمرار هذا التعاون.
وأوضح أن القمة تقدم نموذج اقتصادي عالمي جديد ولم تدع لنظام عالمي جديد ذلك لأن هذه القمة حسب ما يبدو قمة إبداع وريادة أعمال تسعى لتقديم منهجية اقتصادية جديدة برؤية عملية تتوافق فيها الرؤى والمصالح الاقتصادية وتعمل على الاستفادة من الفرص والموارد والإمكانات التكاملية بين منظومة الدول العربية والخليجية والصين وتستفيد من معطيات التقنية بما يوفر فرص عمل بديلة ومشروعات استراتيجية ضخمة تؤثر في مسيرة الاقتصاد والتجارة الدولية وتُسهل آلية التمويل والمقايضة النقدية بين هذه الدول بالعملات الوطنية لهذه الدول في إطار مفاهيم توافقية تُحقق المصالح.
ولفت إلى أن هذه القمة ترتقي بالأهداف إلى تطلعات وآمال شعوب هذه الدول بما يكسر الحلقة الاحتكارية في الصناعات التقليدية ويُمكن من نقل التقنية الدقيقة التي تساعد في تسريع الصناعة ومضاعفة الإنتاج والاستغلال الأمثل لعناصره والتأسيس لصناعات أكثر تطور في الدول العربية تعمل على تطوير البنى التحتية الإنتاجية والخدمية في هذه الدول.
ونوه إلى أن تفاقم الأزمات في المنطقة وتحديدًا في منطقة الشرق الأوسط يجعل من هذه الأزمات محل عناية واهتمام هذه الدول ومجالاً واسعًا لتكامل جهود هذه الدول في هذه القمة لتبني حلول عملية جذرية لهذه الأزمات.
وأوضح أنه من الطبيعي أنه يمكن للدول العربية تعزيز التعاون مع الصين في المجالات الأمنية والاقتصادية والعسكرية أولًا للقدرات الصينية الضخمة والملموسة في هذه المجالات ولحاجة الدول العربية للخبرات الأكثر تقدمًا وتطورًا وايسر تمويل في هذه المجالات الحيوية وتمتلكها الصين باحترافية ولوجود أرضية قائمة بين الدول العربية والصين من خلال اتفاقيات وعقود جارية قابلة للتطوير والتفعيل والبناء عليها.
وقال: “في ظل ما يساق من دعوات بأن نتائج القمة الرامية إلى تعميق العلاقات مع الصين تؤثر على العلاقات الاستراتيجية للدول العربية وعلى مواقفها وعلاقتها بالقوى الدولية الأخرى وتحديدًا الغربية منها كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فهذه السياقات غير صحيحة لسببين السبب الأول: أن هذه القمة تعد تعميقًا للعلاقات وتوسيع دائرتها مما يجعل التبادلية بينها أكثر عمقًا وإيمنًا بالمصالح”.
وأكد "الفايدي" أنه في هذا الإطار أدركت الصين أن العالم والعالم الغربي تحديدًا يمر بتحولات لها تبعات تتصل بالحاجات والاحتياجات البشرية من غذاء وكساء ودواء وطاقة واتصالات ومواصلات وعملت على ذلك عبر عقود من الزمن وأصبحت تترجم ذلك في نقلات نوعية وخاصة بالاقتصاد والتجارة والتقنية والذي يوحي بأن هناك تغيرات اقتصادية حقيقية قادمة وماضية على الدول العربية استثمارها بأقصى قدر وبكافة الإمكانات للنفاذ من تحديات ومخاطر الحقبة القادمة.