صنع الله إبراهيم: كان انضمامى لحركة «حدتو» نقطة تحول فى حياتى
حول بدايات عمله السياسي، قال الروائي صنع الله إبراهيم خلال ندوة “الكتابة وقضاياها”، والتي عقدت بدار هن للنشر: ذهبت للقاء أحمد حسين رئيس تحرير جريدة الاشتراكية، وقتها كان يعقد اجتماعا، وما أن جلست حتي اقتحم البوليس المكان وألقي القبض علي، مع من قبض عليهم.
بعد ذلك ومع حريق القاهرة حكم علي أحمد حسين بالإعدام، وأتذكر وأنا أحضر جرائد الصباح وقرأت العنوان الحكم بإعدام أحمد حسين وكانت هذه مفاجأة مرعبة بالنسبة لي، وصرخت بابا .. بابا، فجاء يسألني عن سبب صراخي فقلت له حكموا علي أحمد حسين بالإعدام، فقال لي “يلعن أبوك علي أحمد حسين”. بعدها بفترة قامت ثورة 1952 .
وتابع “صنع الله” عن ردود الفعل حول قيام ثورة يوليو: كنا سعداء بهذه الثورة، ومنهم أبي كان سعيدا جدا بالثورة هو وأصدقائه وزملائه، خاصة وأنهم تحرروا، وأصبحوا غير ملزمين بإرتداء الطرابيش.
وفي الجامعة أصبح النشاط الطلابي يأخذ منحي سياسي، كنت في كلية الحقوق، وأنشأت مع زملائي جمعية اسمها “الثقافة الجديدة”، ونشرنا جريدة حائط وكلها نشاطات تتحدث عن الاشتراكية والديمقراطية. ولكن بعد وقت قليل ألقي القبض علينا ولكن أفرج عنا في نفس اليوم. وبعد فترة قمنا بمظاهرة للإفراج عن المسجونين السياسيين الشيوعيين، وكانت والدة رسام الكريكاتير زهدي هي من قادت المظاهرة، وقبض علينا أيضا ورحلنا إلي السجن، كنا ثلاثة، وفي السجن اكتشفنا أن المأمور خال واحد منا، وكان راجل لطيف عاملنا معاملة مقبولة وفي يوم تأميم قناة السويس تم الإفراج عنا.
ولفت “صنع الله” إلي أن هذه الفترة كانت نقطة تحول في حياتي بعدما انضممت إلي الحزب الشيوعي وحركة “حدتو”، واعتبرت أن الكتابة بلا أهمية، وما له أهمية وجدوي هو العمل السياسي من أجل تحقيق الديمقراطية.
كانت هذه فترة الزخم الثوري في مصر، سواء في تكوين الحكومة، وتأسيس الاتحاد الاشتراكي. وتكوين المقاومة الشعبية ضد الإنجليز. وأرسل الاتحاد الاشتراكي لنا صول كبير في السن ليدربنا علي بعض الأعمال العسكرية لمقاومة الإنجليز، وقتها كنا في حي الدقي. وهذا كان الجزء المتعلق بالنشاط في تعاوننا مع الحكومة، بينما كان لنا نشاط آخر خاص بالحزب الشيوعي، فكنا نطبع المنشورات ونوزعها. وفي أحد الأيام جاءت لي فكرة أن أوزع هذه المنشورات علنا. وهو الأمر الغريب، خاصة وأن حكومة الثورة كانت تنفذ الأفكار الاشتراكية التي كنا ننادي بها.
ومع أول منشور كنت أوزعه رآني شخص جالس في بلكونته وكان إخوان مسلمين، فنادي: ألحقوا ألحقوه، وعندما تجمع الناس من حولي قبض علي، وأمضيت ثلاثة أيام في الحبس، ومع قرار إنسحاب العدوان الثلاثي عن مصر تم الإفراج عني أيضا. في هذه المرحلة كنت قد أخدت أمر الغمل السياسي علي محمل الجد، وكنت قد قررت أن هذه فترة العمل السياسي والكفاح وإن لم تكن الأمور واضحة فهذا الكفاح من أجل ماذا؟، ولكنه كان تأثير الانضمام لحركة حدتو والتي كانت تطبع كتيبات توعوية من بينها علي ما أتذكر كتاب “كيف تكون شيوعيا جيدا”.