مدير المركز العربى للبحوث والدراسات يكشف سبل التعاون بين الصين والدول العربية
قال هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية تشكل تجمع ليس لقمة واحدة وإنما تجمع يشهد ثلاث قمم متنوعة، الأولى القمة السعودية الصينية، وقمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية، وقمة الرياض العربية الصينية الخاصة بالعلاقات العربية الصينية.
وأوضح سليمان فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا الزخم من شأنه أن يعزز فرص التعاون فى كافة المجالات على مستويات متنوعة ومتدرجة مختلفة مع الدول العربية وفقاً لتشكيلاتها الإقليمية والأحادية.
وأكد سليمان أن هذه القمة العربية الصينية تشكل تدشين لمرحلة جديدة من العلاقات وخاصة بعد اطلاق المرحلة الاولى من إنشاء المنتدى التعاون الصيني العربي عام 2004 والى كان بداية وضع نواه جديدة لعلاقات أكثر كثافة وتشابكية مع الجانب الصيني في هذا التوقيت واعتقد عقب هذا العام نمت العلاقات الصينية العربية على المستوى الاقتصادي والتعاون المشترك في العديد من الملفات.
وتابع سليمان "ليس هذه بحسب هذه القمة تؤكد عمق العلاقات العربية الصينية ومحورية العالم العربى في استراتيجية الحزام والطريق التي تم تبنيها في 2013 كمرحلة ثانية من العلاقات، واعتقد الدول العربية تحتل مكانة فريدة ومحورية في هذه المنظومة الخاصة بالحزام والطريق لاستعادة الطريق الحراري القديم وتعظيم العلاقات والمناقع الاقتصادية مع الدول العربية ضمن الاستراتيجية الصينية".
وأوضح سليمان أن هذه القمة تشكل إعادة رسم العلاقات بشكل جديد خاصة في ظل بيئة دولية مغايرة تحظى بالعديد من التحديات خاصة بعد أزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، متابعًا: "أعتقد أن هناك مقاربة جديدة لتعظيم العلاقات والمنافع مع الدول العربية من جانب الصين، بتحقيق بعض الأمور الخاصة بالاعتماد على الذات والكفاية الذاتية وتجنب تكرار الأزمات ومعالجتها والتعاون معها ومحاولة توظيف الاقتصاد والعلاقات التجارية لتعظيم المنافع والتنمية لمواجهة هذه التحديات".
وأشار الخبير الدولي إلى أن الركيزة الأساسية لهذه القمة هى رسم خريطة طريق قادمة للتعاون فى المجالات المختلفة السياسى والاقتصادى والتقني والعلمي بشكل متوازٍ، مؤكدًا أن أحد أهم جوانب التعاون في جدول الأعمال دعم التعاون الاقتصادى والاستثمار فى التحول الى الطاقة الخضراء "الاقتصاد الأخضر" ودعم العلاقات العربية الصينية من خلال التوقيع على خطة العمل المشترك منذ للحوار الاستراتيجي المفترض توقيعها بين مجلس التعاون الخليجي والصين منذ العام الجاري حتى عام 2025.
التوصل لموقف محدد من الحرب الأوكرانية
وتابع سليمان "أيضا العديد من القضايا سيتم مناقشتها وخاصة مسألة التنسيق في المحافل الدولية في القضايا المشتركة وأيضًا محاولة التوصل لموقف محدد من الحرب الأوكرانية يقوم على أساس دعم التسوية السياسية والسلمية للأزمة.
أيضًا ستدعم الصين الدول العربية في سعيها لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط، أيضًَا دعم مبادرات ليس فقط الحزام والطريق وأيضًا مبادرة التنمية العالمية والأمن العالمي.
وتابع سليمان: “سيتم التوقيع على عدد من بروتوكولات التعاون والاستثمارات العربية بين الصين والدول العربية فى مختلف المجالات التقنى والعلمى والاقتصاد الأخضر سيسهم فى تعزيز فرص المكاسب المشتركة بعيدًا عن التجاذبات المختلفة وخاصة أن الصين تتبع مدخل اقتصادي في علاقات بعيدًا عن الخلافات السياسية”.
وأوضح سليمان أن هناك مؤشرات أن سيكون هناك إبرام 20 اتفاقية مع السعودية بقيمة 29 مليار دولار وهناك توقيع وثيقة شراكة استراتيجية ين الصين والسعودية، وسيكون هناك جوائز ثقافية بين السعودية والصين وغيرها من الاتفاقيات ومناظرة مع الدول العربية فى هذه القمة.
وأشار سليمان إلى أن النظام الدولي يشهد تغيرات كبيرة خلال الفترة الحالية والصين تحاول وضع نفسها كأحد أهم موازنات والقوى الكبرى من خلال مدخل اقتصاد قائم على المنافع المتبادلة بينها وبين والدول العربية وهذا يسحب من رصيد الولايات المتحد في ظل وجود بعض المشاهد على مستوى سوق الطاقة والعلاقات بين الدول العربية والولايات المتحدة والموقف من الأزمة الروسية الصين تحاول استغلال الظرف الدولي والإقليمي بشكل ذكي وناجح والدول العربية بتوازن وتنويع علاقاتها مع الصين وروسيا من شأنه تعزيز الفرص العربية ومساحة من المرونة والاستفادة والقوة فى التفاوض مع الأطراف الأخرى وهذا مهم جدًا للسعودية ومصر تحديدًا أنه سيعطي زخما فى القيام بدورهم الإقليمي والدولي في المنطقة وبداية ومنفعة للمدخل الأمني والسياسي.