نبيل عبدالفتاح: كاميرا التصوير وعيون المصورين تعيد بناء الذاكرة الإنسانية
قال الكاتب نبيل عبدالفتاح، خلال إطلاق كتاب «رائحة الفراغ .. فوتوغرافيا للقاهرة في زمن الكورونا 2020»، والصادر عن دار ميريت للنشر، للمهندس عادل واسيلي: «إن الصورة تلعب دورًا بارزًا في صناعة الأحداث، وهو المفهوم الذي حل بدلًا من مفهوم البطولة القديم والذي استمر طوال عقد السبعينيات من القرن الماضي في زمن سطوة الصحافة الورقية».
وأوضح «عبدالفتاح»: «تحولت الصورة الفوتوغرافية إلى سلطة مؤثرة على اتجاهات الرأي العام وفي تشكيله، وفي الاستجابة إلى حاجة القراء والمشاهدين إلى الأخبار وتدفقها بما تتضمنه من صور».
ولفت «عبدالفتاح» إلى أن المصورين الفوتوغرافيين صاروا صناعا للحدث ودخلوا في التشكيل البصري من خلال عين المصور الفنان وزاوية التقاط الصورة، والعلاقات بين النور والظل، الضوء والعتمة، حركات الجسد وتعبيراته وترميزاته، وأيضًا من منظور التقاط الصورة في الكوارث الطبيعية، والمظاهرات والتصادمات، والجرحي، والموتي ومواقع الفاعلين في مواقع الأحداث.
وشدد «عبدالفتاح» على أن: «الصورة تحولت من توثيق الحدث المباشر مجال الجمال من خلال تصوير الطبيعة، أيضًا تحركت كاميرات كبار المصورين الأمريكيين والأوروبيين وراء الجمال الجسدي للنساء، ووجوه البائسين، وضحايا الظلم الاجتماعي، وتفاصيل الحياة من الأفراح إلى الحفلات والأعراس في اللهو، أماكن الشراء، أماكن الرياضة، وجوه الفلاسفة الكبار، الشعراء والروائيين والكتاب، كانت كاميرا التصوير وعيون كبار المصورين تعيد بناء الذاكرة الإنسانية والعالم».
وأضاف «عبدالفتاح»: «كان هناك سرديات أدبية سواء في القصة أو الرواية أيضا أصبحت علامة التصوير ما يمكن أن نطلق عليه "السرديات البصرية"، وتشكل كل صورة من الصور في حد ذاتها شخصية خاصة من وجهة نظر عين الكاميرا التي هي عين الفنان المصور.
وحول العلاقة بين الصورة والمصور، تابع المفكر نبيل عبدالفتاح: «تبدو هذه العلاقة لأول وهلة، أن الصورة هي ابنة الحدث والمكان والطبيعة والإنسان، وأن الكاميرا هي الناقل لكل هذه الأدوات والموضوعات التي تقع في الحياة اليومية، سواء كان الحدث عاديًا، أو حدث تاريخي محمولًا على قيمة وأثر الحدث، في تاريخ الأشخاص والسياسة، والطبيعة والأمراض والأوبئة.. هذه النظرة تبدو في نظري بسيطة؛ لأن إمعان النظر في الصورة وموضوعها تشير إلى أن الصورة هي الموضوع في ذاتها، وأنها تكتسب بعد التصوير حضورها واستقلالها الذاتي عن الحدث أيًا كان؛ لأن عين المصور هي التي أعادت تشكيل الحدث، عبر زوايا التصوير والعلاقة بين الحدث ونتائجه، وهو ما يمكن له أن يحيلنا إلى السرد الروائي، أو السرد القصصي».