في ذكرى وفاته.. من هو قنسطين فون تشيندروف محقق النسخة السينائية للكتاب المقدس
يوافق اليوم ذكرى وفاة العالم «قنسطين فون تشيندروف»، مكتشف ومحقق النسخة السينائية للكتاب المقدس.
وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، إن العالم الألماني الكبير قنسطين فون تشييندروف (1815- 1874 ) يمثل أهمية كبيرة في تاريخ دراسات الكتاب المقدس فهو العالم الذي اكتشف النسخة السينائية للكتاب المقدس وهي ملقاة في صحفية القمامة بمكتبة دير سانت كاترين.
وتابع: أما عن تشيندروف نفسه فلقد ولد في 18 يناير 1815 بإحدى المدن الإلمانية وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى التحق بجامعة ليبزج وتخصص في دراسة دراسات العهد الجديد وكان ذلك خلال الفترة من (1834- 1838) ولقد دفعته طبيعة الدراسة إلى التعمق في دراسة أقدم المخطوطات لمقارنة لمخطوطات القديمة بالنسخة المطبوعة، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة وعين بعدها مدرسا في مدرسة بالقرب من ليبزج.
وتابع: ثم حصل على دكتوراه أخرى في علوم اللاهوت حول العهد الجديد ثم سافر لدراسة كنوز المكتبة المكتبة القومية في باريس حيث عكف على فهرسة مخطوطاتها ثم سافر بعدها إلى ألمانيا وعمل أستاذا بجامعة ليبزج .
وأوضح: وجاءت النقلة الكبرى في حياته عندما قام بزيارة منطقة دير سانت كاترين على وجه التحديد وكان ذلك خلال عام 1844 حيث اكتشف أقدم نسخة كاملة للكتاب المقدس ملقاة في صفيحة قمامة داخل مكتبة الدير.
وتابع: ولقد عمل تشيندروف أستاذا للاهوت والخطوط القديمة ولقد تم تنصيب هذا الكرسي خصيصا له في الجامعة وكان ذلك خلال عام 1859 ولقد وهب مكتبته الشخصة إلى جامعة جلاسجو والجدير بالذكر أن الجامعة أقامت معرضا تذكاريا لكتبه ولمكتبته الخاصة خلال عام 1947 ولقد توفي العالم الكبير قنسطين تشيندروف في ليبزج في يوم 7 ديسمبر 1874 عن عمر يناهز 59 عاما تقريبا.
وتابع: أما عن النسخة السينائية للكتاب المقدس؛ فهي مكتوبة باللغة اليونانية القديمة وتحتوي على العهد القديم المعروف بالترجمة السبعينية بعد إضافة العديد من الحواشي بواسطة سلسلة طويلة من المصححين ولقد عثر عليها تشيندروف مصادفة أثناء زيارته لدير سانت كاترين خلال عام 1844 وبعدها قام بنشرها نشر علمي محقق خلال عام 1846 ثم كرر الزيارة مرة ثانية خلال أعوام 1853 و1859؛ وعرض علي رئيس دير سانت كاترين ما تم نشره وتحقيقه من مكتبة الدير فذكر له رئيس الدير أنه لديه أوراق أخرى وأخرج من خزانة الكتب مخطوطة ملفوفة في قطعة قماش حمراء فطلب منه تشيندروف تصريح بفحص المخطوطة على وعد أنه لن يخرج بها خارج حدود الدير ووافق رئيس الدير فسهر تشيندروف على نسخ المخطوطة طوال الليل واكتشف أنها تحوي كنوزا كثيرة متنوعة منها كتب العهد الجديد؛ وبعض الأعمال المسيحية الأولي للقرن الثاني الميلادي.
وواصل: ولعل من أهم الكتب التي صدرت للتعريف بحياة هذا العالم الكبير؛ صدر حديثا كتاب "فريدرك تشيندروف والمخطوطة السينائية" للدكتور ماجد عزت إسرائيل ولقد صدر الكتاب عن "دار غراب للنشر والتوزيع" وقام بتقديم الكتاب كل من الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان؛ ونيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد، ولقد رجع المؤلف في سبيل التعريف بحياة العالم الألماني الكبير إلى العديد من الكتب والمراجع ومواقع شبكة الإنترنت التي تناولت حياة هذا العالم.
كما قدم الدكتور ماجد عزت إسرائيل تعريفا شاملا بالمخطوطة السينائية للكتاب المقدس من حيث أهميتها ووصف لحتوياتها، وينقسم الكتاب إلى مقدمة وأربعة فصول ففي المقدمة قدم المؤلف بسر ببداية اهتمامه بمنطقة دير سانت كاترين إلى عام 2014 ؛ عندما ظهر اتهام لرهبان الدير بالتعدي على أراضي الدولة؛ ثم عرض المؤلف في الفصل الأول من الكتاب لحياة العالم الألماني الكبير؛ حيث تناول نشأته وتعليمه وأهم المناصب التي تولاها والجوائز والأوسمة التي حصل عليها.
واستكمل: أما الفصل الثاني من الكتاب عرض لمنطقة دير سانت كاترين؛ حيث تناول الطبيعة الجغرافية للدير والمسميات التي أطلقت عليها ؛وتاريخ نشأة الرهبنة في سيناء ودير سانت كاترين ومكتبته التاريخية الضخمة.