«الفشل».. كتاب جديد يرصد المشروعات الأمريكية تجاه الصراع العربى الإسرائيلى
يرصد كتاب «الفشل.. المشروعات الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي»، لمؤلفته انتصار محمد، والصادر مؤخرا عن دار بتانة للنشر، أهم المشروعات والمبادرات الأمريكية للتسوية على امتداد مراحل الصراع من 1947– 1973، وهي فترة مليئة بالأحداث والتطورات الإقليمية التي أثرت في المنطقة العربية ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية والاقتصادية، والتعرف على موقف مصر والعراق، لما لهما من وزن فعال في تحقيق الاستقرار العربي، ودور كل منهما في القضية الفلسطينية، وما تم طرحه من حلول ومبادارات تسويات أو ما إكتنفها من صراعات.
ويتناول الكتاب، موضوع المشروعات والمبادرات الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وموقف الحكومات المصرية والعراقية منها من 1947-1973، وتأتي أهميتها من كون الصراع «العربي- الإسرائيلي»، أخطر وأكبـر الأحداث التـي عاشـها الـوطن العربي في تاريخه الحديث والمعاصر، لذلك حظى منذ بداياته باهتمام عديد من القوى الدولية والإقليمية، التي سعت لحله وطرحت عدة مبادرات وعديد من المشروعات، ومن هذه القوى الولايات المتحدة الأمريكية وسعي إداراتها المتعاقبة منذ عهد الرئيس ترومان، حتى الرئيس نيكسون، للتعاطي مع القضية الفلسطينية من منطلق إدارتها وليس حلها، وكان معظم ما تطرحه مشروعات ومبادرات لا يُعطي للفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم، وإنما يخدم الاستراتيجية الإسرائيلية، فقد تشابهت معظم المشروعات التي قدمت لحل الصراع العربي الإسرائيلي في المضمون، ولكنها اختلفت في الشكل.
وأشار الكتاب، إلى أن هذه المشروعات ليست هي كل ما طرح من محاولات لمشاريع حلول أو لتسويات القـضية، فقد كانت هناك عديد من المشاريع للتسوية، ومن هذه المشاريع: مشاريع بريطانية، فرنسية، سوفيتية، عربية، مشاريع مشتركة إلخ.
وقالت انتصار محمد، كان من أسباب اختيار موضوع الكتاب ما إتسمت به تلــك الفتــرة بظهــور عديد مــن المشاريع الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية. في وقت تنامت في العالم العربي -فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين- حالة من الوعي القومي في معظم أرجائه، وحدثت فيه تحولات سياسية عميقة، حيث قامت الثورات في مصر عام 1952م، وفي العراق عام 1958م، واليمن عام 1963م، وواجهت الشعوب العربية وعلى رأسها مصر والعراق القضية الفلسطينية بصفة عامة والصراع العربي الإسرائيلي بصفة خاصة.
وأوضحت أن هذا الموضوع، متعدد الجوانب والتفصيلات، نظراً لتعدد تلك المشروعات وتداخلها وصعوبة الفصل بينها وبين الموقف الأمريكي والعلاقات المصرية الأمريكية والعلاقات العراقية الأمريكية أيضًا، كما أن الفترة 1947-1973م، هي فترة مليئة بالأحداث والحروب والتغيرات الإقليمية التي أثرت في المنطقة العربية.
وجرى تحديد الإطار الزمني للدراسة (01947- 1973) بدءا بعام 1947؛ وهو العام الذي شهد صدور قرار تقسيم فلسطين والذي تضمن تقسيمها إلى دولتين دولة عربية والأخرى إسرائيلية، وإنهاء الانتداب البريطاني في فلسطين وتـدويل القدس، ولا شك إن قرر تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة كان حجـر الأسـاس لمعظـم مشروعات التسوية الـسیاسیة المقدمة للقضية الفلسطينية، والتي يمثل بداية مرحلة مهمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وانتهت بعام 1973، وهو العام الذي شهد إعداد الرئيس محمد أنور السادات لحرب أكتوبر 1973، وبداية مرحلة جديدة من الاتفاقيات والمشروعات الأمريكية، والفترة برمتها اشتملت على حقب الرؤساء الأمريكان هاري ترومان، داويـت أيزنهـاور، جـون كينيدي، ليندون جونسون، ريتشارد نيكسون.
وجرى تقسيم الكتاب، إلى تمهيد وخمسة فصول مزجت بين الإطار الموضوعى والسياق الزمني، نظرًا لتعدد المشروعات الأمريكية، وتباين المواقف المصرية العراقية في بعض حلقاتها، كما يلي:
تمهيد: بعنوان «الاستيطان الصهيوني في فلسطين والموقف الأمريكي (1914-1946)»، ويتناول تصريح بلفور 1917 والموقف الأمريكي، الموقف الأمريكي من مؤتمر فرساي بباريس (18 يناير- 21يناير 1919م)، أمريكا ولجنة كنج كرين King-Crane، الولايات المتحدة الأمريكية ومؤتمر بالتيمور «Biltmore» عام 1942، لجنة التحقيق الأنجـلو – أمريكية The Anglo –American Committee، مشروع جريدي- موريسون Morrison- Grady
الفصل الأول: "بعنوان "انطلاق المشروعات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية 1947-1952" ويتناول كل من الولايات المتحدة الأمريكية وقرار التقسيم1947 م، المشروع الأمريكي بإلغاء قرار التقسيم (181) لسنة 1947، المشروع الأمريكي بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية 1948م، موقف مصر- العراق من المقترح الأمريكي.
الفصل الثاني: بعنوان " المشروعات الأمريكية بعد ثورة يوليو 1952 وانفجار حركات التحرر الوطني". ويتناول كل من بيان جون فوستر دالاس John Foster Dulles1953م ، جولة جون فوستر دالاس في المنطقة العربية (مصر –العراق- فلسطين) ، مشروع أريك جونستونEric Johnson 1953-1955 ، موقف مصر والعراق من مشروع جونستون" ، مشروع جاما 1955 والموقف المصري، مشروع دالاس 1956، موقف مصر والعراق من مشروع دالاس.
الفصل الثالث: بعنوان " المشروعات الأمريكية بعد أزمة ال سويس1956-1963، ويتناول الفصل مبدأ الرئيس أيزنهاور، مصر ومبدأ أيزنهاور، العراق ومبدأ أيزنهاور1957م، مبادرة الرئيس جون كينيدي 1961م والموقف المصري، مشروع جوزيف جونسون 1961م.
الفصل الرابع: بعنوان " مؤامرة يونيو 1967 ومبادرات امريكية من نوع جديد"، ويتناول مشروع ليندون جونستون ، المشروع الأمريكي في الأمم المتحدة 1967م ،المشروع الأمريكي في قمة جلاسبورو 1967م، موقف المصري والعراقي من مشروع ليندون جونسون والمباحثات السوفيتية الأمريكية عقب عدوان 1967م، مشروع دول عدم الانحياز، مشروع دين راسك 1968م ، مشروع وليم سكرانتون 1968م ،المحادثات الثنائية الأمريكية – السوفيتية ، موقف مصر من محادثات ووساطة الدول الرباعية الكبرى، المقترح الأمريكي لتسوية منفردة بين مصر وإسرائيل.
الفصل الخامس: بعنوان المشروعات الأمريكية أبان حرب الاستنزاف1970-1973". ويتناول مشروع وليم روجرز الأول اكتوبر 1969م ، مبادرة روجرز الثانية 1970، موقف مصر من مبادرة روجرز، موقف العراق من مبادرة روجرز،مشروع ملف التسوية الأمريكي أكتوبر 1972 ، موقف العراق من مشروع التسوية الأمريكي ،الموقف المصري من مشروع التسوية الأمريكي.
أما الخاتمة فقد تناولت فيها أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج.