تقرير أمريكى: اكتشاف معبد مدينة «تل الفراعنة» أنقذ آثارًا يهددها التغير المناخى
قال موقع المونيتور الأمريكي، إن الاكتشاف الأخير بمعبد مدينة (تل الفراعنة) في كفرالشيخ مهم للغاية وإضافة علمية لفهم التطوير المعماري للمعابد القديمة.
واستمع الموقع لخبراء آثار أكدوا أن الاكتشاف أنقذ بعض الآثار المصرية التي كانت مهددة بسبب التغير المناخي في منطقة دلتا النيل.
- اكتشاف بقايا قاعة أعمدة بالمعبد
وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، مؤخرًا، عن نجاح البعثة الأثرية المصرية العاملة في معبد مدينة تل الفرعين (تل الفراعنة)- المعروف أيضًا باسمها القديم بوتو- بمحافظة كفرالشيخ في منطقة وسط دلتا النيل، في اكتشاف بقايا قاعة أعمدة بالمعبد.
وقالت الوزارة إن البعثة الأثرية المصرية كشفت أيضًا عن لوحة من الحجر الجيري، تمثل إلهًا برأس طائر يعلوه تاج أبيض محاط بريشتين، ومن المحتمل أن تكون تمثل الإله نخبت أو الإله موت.
كما تم اكتشاف حجرة حجرية صغيرة مصنوعة من الحجر الجيري على مستوى مرتفع من أرضية المعبد، وكانت محمية بجدران سميكة من الطوب اللبن، ووجدت بجانبه أوان لتقديم القرابين، وأضاف يرجح أنه بني للمحافظة على التماثيل الصغيرة في المعبد.
ونقل بيان الوزارة عن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، قوله إن الاكتشاف "جزء أصيل ومهم من بقايا معبد بوتو، يشكل الاكتشاف إضافة علمية وأثرية مهمة لفهم التخطيط المعماري لمنطقة المعابد في مدينة بوتو، والتي تمتد على مساحة 11 فدانًا، ويحيط بها سور ضخم مصنوع من الطوب اللبن الذي أقيم في عصر الدولة الحديثة، تم رفع الجدار لاحقًا في عصر الصاوي.
- العاصمة القديمة لمصر في عصر ما قبل الأسرات
فيما قال حسام غنيم، رئيس البعثة الأثرية المصرية في معبد تل الفراعين والمدير العام للآثار بكفرالشيخ لـ"المونيتور"، إن البعثة الأثرية تعمل في بوتو منذ عام 2016 بهدف الكشف عن التخطيط العمراني لمعبد مدينة بوتو، حيث كانت تلك المدينة العاصمة القديمة لمصر في عصر ما قبل الأسرات. يُعتقد أن أسطورة إيزيس وأوزوريس، التي تمثل الصراع بين الخير والشر، ولدت في بوتو، وأصبحت الأسطورة فيما بعد أساسًا للعديد من الأمور المتعلقة بالمعتقدات والجنائزية والسياسية التي حدثت في مصر القديمة.
وأوضح غنيم أن "مدينة بوتو من المدن المهمة للغاية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 4200 عام قبل الميلاد. وبسبب تلك الفترة الطويلة تضم المعابد في المنطقة العديد من الآثار التي تعود إلى عصور مختلفة، سواء كانت عصور ما قبل الأسرات، أو الفرعونية، أو اليونانية الرومانية، أو الإسلامية".
- إضافة علمية لاستكمال الحلقات المفقودة المتعلقة بالتطوير المعماري للمعابد
من جهته، قال أحمد بدران، أستاذ الآثار والحضارة المصرية بجامعة القاهرة، لـ"المونيتور": "ما وجدته البعثة المصرية هو اكتشاف مهم وإضافة علمية لاستكمال الحلقات المفقودة المتعلقة بالتطوير المعماري للمعابد في وقت مبكر، عصور الحضارة المصرية القديمة. وتعطي الأواني الفخارية المكتشفة دلالة على أهمية الفخار في عهد الصاوي، وتكشف عن طرق الزخرفة والنقوش المستخدمة في ذلك الوقت".
ويعتقد "بدران" أن "الاكتشاف الأخير مهم للغاية، وقد أنقذ بعض الآثار المصرية التي كانت مهددة بالتغير المناخي، لأن أراضي الدلتا تأثرت بارتفاع منسوب مياه البحر في البحر الأبيض المتوسط وزيادة منسوب المياه الجوفية"، والملوحة التي تؤثر على الآثار التي لم يتم اكتشافها بعد وتهدد سلامتها.
من جانبه، قال "غنيم": "في الواقع، تهدد التغيرات المناخية بشكل كبير الآثار الجوفية التي لم يتم اكتشافها بعد، لأن منطقة الدلتا من أكثر المناطق تأثرًا بالتغيرات المناخية في مصر، سواء بسبب ارتفاع مياه البحر أو درجات الحرارة العالية التي لا مثيل لها، والتي تؤثر على القطع الأثرية".
وفي هذا السياق، دعا غنيم البعثات الأثرية الأجنبية إلى توجيه اهتمامها نحو المناطق الأثرية في الدلتا، لتحقيق أكبر عدد ممكن من الاكتشافات الجديدة، مضيفًا أن البعثة مستمرة في عملها في معبد تل الفرعين، لأنها تحمل في طياتها العديد من الأسرار التي لم تكتشف بعد، ولا بد أن تجد اكتشافات جديدة.