أبرزها «المرحرح».. تعرف على أنواع الخبز بقرى الوادي الجديد
تتمتع واحات الوادي الجديد بجو صافي مشمس طوال اليوم، وهذا ما يميزها عن باقي المحافظات، حيث تساعد أشعة الشمس سيدات الواحات في صناعة الخبز بكل سهولة ويسر بعد وضعه على “مقارس” مصنوعة من الكرتون أو من الطين والتبن حتى وصوله الفرن أو الطابونة.
قالت أم سماح، إحدى ربات البيوت بالوادي الجديد، إن صناعة الخبز "العيش" الشمسي والمرحرح في المنازل هي أسمى درجات الفن والاتقان، فهي منظومة متكاملة الأركان من بداية اختيار نوع القمح وحتى خروجه من الفرن، فيختلف نوع العيش، وكذلك المقادير المطلوبة لكل نوع، وكذلك نوعية الدقيق على حسب نوع الخبز المراد تصنيعه.
وأضافت أن أنواع العيش تختلف من قرية إلى أخرى، فعلى سبيل المثال يتمتع أهالي الخط الغربي من قرى القلمون والجديدة والموشية بصناعة الخبز الشمسي والمرحرح بكافة أحجامه، فضلا عن صناعة الخبز ذات الحجم الصغير للأطفال، وتسمى "الجولة" وهي مشهورة في ربوع قرى الواحات.
وقالت الحاجة أماني محمد، من أهالي مركز الداخلة بالوادي الجديد، إنها تفضل صناعة العيش الشمسي لما له من قيمة غذائية كبيرة لجميع الأعمار، ويؤكل الخبز طازجاً أو تحميصه بعد خبزه ويترك في مكان خالي من الآفات والحشرات، حيث تصنع منه الفتة وشربة العدس، كما يوضع على اللبن ويتناوله بعض الأهالي صباحاً.
وأوضحت أماني، أن بعض الأهالي توضع ورق الموز تحت رغيف الخبز قبل دخوله فرن الخبيز لإكسابه طعم ونكهة جميلة لمن يتناوله، وهذه عادة من عادات وموروثات أهل الواحة قديما، معبرة عن حبها للخبز البيتي، قائلة: "عيشنا طري يتاكل حاف".
ويعتبر العيش الشمسي الواحاتي من أهم العادات المتوارثة منذ القدم لأهالي الوادي الجديد، حيث اعتمد أهالي الواحات على زراعة القمح وهو المحصول الاستراتيجي الثاني بعد محصول البلح، ويرجع تاريخه لآلاف السنين، وكانت نساء الفراعنة يجلسن لصناعة عيش الإله "رع"، والذين رحلوا عن عالمنا وتبقى منهم صناعة العيش الشمسي الذي يصنع في كل منزل واحاتي وتتوارثه الأجيال على مر الزمان.