سرقة فكرة فيلم «ماما» من قصة شريف عبد المجيد القصيرة «الوصية»
في حلقة جديدة من حلقات سرقة الأعمال الأدبية وتحويلها إلي أعمال سينمائية مرئية. في إنتهاك صارخ لحقوق الملكية الفكرية.
حيث فوجئ حضور عرض الفيلم القصير “ماما”، والمشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بأن قصة الفيلم تتشابه مع قصة الكاتب شريف عبد المجيد “الوصية”، والتي كان قد نشرها في مجموعته القصصية “صولو الخليفة”، والتي كانت قد صدرت في طبعتها الأولي عن دار بدائل للنشر في العام 2017.
ــ فتاة تعيش مع جثة والدتها
تتناول قصة فيلم “ماما”، حكاية فتاة تعيش في عزلة مع جثة والدتها الميتة، فقد كانتا قد تعاهدتا علي البقاء سويا دون فراق. وهو محور وفكرة قصة الكاتب شريف عبد المجيد “الوصية”.
الأمر الذي لا ينطوي علي توارد خواطر أو تشابه أفكار، كما يدفع به دائما في مثل هذه السرقات الإبداعية، بل هناك تشابه في كثير من تفاصيل فيلم “ماما”، مع تلك الواردة في قصة “الوصية” لـ شريف عبد المجيد.
وفكرة الفيلم الرئيسية هي حياة الفتاة مع جثة والدتها، وهي عصب قصة “الوصية”، كما أن أحداث الفيلم القصير “ماما”، تدور في أجواء شتوية، وهو الذي قدمته قصة الوصية.
كما أن التفاصيل الدقيقة والصغيرة في الفيلم، هي نسخة من قصة الوصية، من تقديم الفتاة وجبات الطعام لأمها وكأنها علي قيد الحياة وليست مجرد جثة. الحديث المتواصل والحكي من قبل الابنة إلي أمها عن تفاصيل يومها، واستبدالها في الفيلم بخطابات الابن، حتي وجود الفأر الميت بجوار جثة الأم بعينها في الفيلم كما ذكرت في قصة الوصية، كما أن أحداث فيلم “ماما” تنتهي بوصول الشرطة بعد الإبلاغ عن اكتشاف جثة الأم، وهو الأمر الذي ذكرته قصة الوصية في نهايتها.
ــ مسرحية “الوصية” لـ شريف عبد المجيد
فكرة العزلة من الأفكار الرئيسية في أعمال الكاتب شريف عبد المجيد، وقضايا المرأة شغل شاغل في كتاباته الأدبية. فقد عالج شريف عبد المجيد أيضا، فكرة الفتاة التي فاتها قطار الزواج، ووحدتها القاتلة بعد وفاة أمها، في عمل مسرحي أيضا بعنوان “الوصية”، وقد كتب الشاعر بهاء جاهين عن هذه المسرحية مقالة نقدية في جريدة الأهرام بتاريخ 26 أغسطس 2014، أشاد من خلالها بالمسرحية وسلط الضوء علي فكرتها الأساسية.
ومما جاء في مقال بهاء جاهين: "«الوصية»، وتحكى عن عانس فقيرة تعيش مع جثمان أمها، وتتعامل معها على أنها حية: تحدثها طيلة الوقت، وتجيب عن كلام لا نسمعه نحن، ويلجأ الكاتب لحيلة تجعلنا لا نكتشف السر بسرعة، فالأم ترقد فى الحجرة الداخلية التى لا نراها ولا تقوم من فراشها بسبب المرض، أو هكذا نفهم. لكن تصاعد الرائحة الكريهة، وتفاقمها بفعل الزمن وعوامل التفسخ، متزامنة مع زيارة مفاجئة من صاحبة المشغل حيث تعمل سعاد، يكشف سر الحب الحزين اليائس، وصية الأم لابنتها الكبرى ألا يفترقا. وتنتهى المسرحية بجريمة قتل. إذ تضطر سعاد الرقيقة أن تخرس صاحبة المشغل «أم نبوى» وصراخها المدوى وهى تعوى أن سعاد قتلت أمها.
مما كتبه “جاهين” عن العمل المسرحي “الوصية” لـ شريف عبد المجيد، نلاحظ تشابه تفاصيل الفيلم مع تلك التي ذكرها جاهين عن العمل المسرحي، وهي التي تناولها فيما بعد في قصته القصيرة التي تحمل نفس الأسم “الوصية”، مما يجزم بسرقة صناع فيلم “ماما”، لقصة شريف عبد المجيد وأنتهاك حقوق الملكية الفكرية، وليس كما صرح مخرج الفيلم بأنه مستوحي من حادثة حقيقية . حيث نلاحظ اختلاف كبير بين الحادثة التي اعتمد الفيلم عليها وبين أحداث الفيلم والقصة ففي الحادثة ترك الأبناء الشقة وغادرها وتركوا جثة الأم بينما في القصة والفيلم تم التعايش مع الجثة.