مسؤول جناح بدارة بديارنا: مؤتمر المناخ فرصة ليعرف العالم منتجات مصر اليدوية
صورة مشرفة ظهرت بها وزارة التضامن الاجتماعي خلال مشاركتها ضمن فعاليات قمة المناخ cop 27، وذلك من خلال معرض “ديارنا” الذي ضم عارضين من مختلف المحافظات، حيث يقدمن حرف يدوية وتصميمات تبرز منسوجات صديقة للبيئة، ومشغولات لتدوير المخلفات الزراعية بدلا من حرقها ومن هؤلاء العارضين فتحي نعيم فتحي، مدير تسويق براند "بدارة" لصاحبته الفنانة عبير جداوي، الذي يعرض المنتجات فى جناح المعرض.
ويعرض فتحى منتجاته التى تضم دواسات وسجاجيد من خامات البيئة "نبات الحلفا والخوص"، وشنط خوص مطرزة بخيوط القطن، وشنط قماش قطنية وخداديات من الكتان وقماش الدك مطرزة برسوم الخرزة الزرقاء والمراكب والقواقع والأسماك والنخيل وغيرها.
كل هذه المنتجات المصنوعة يدويا من تدوير مخلفات النخيل والنواة ونبات الحلفا، معروضة في جناح "بدّارة" بمعرض ديارنا الذى تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي.
ويشرح فتحي للجمهور مميزات المنتجات اليدوية المصنوعة من ألياف نبات الحلفا الذى تشتهر به محافظة الوادي الجديد، حيث لدى مؤسسة بدارة ورشة في محافظة الجيزة بمنطقة دهشور، وأخرى في الوادي الجديد حيث كانت بداية عمل عبير جداوي ومسقط رأسها، ويعمل في الورشتين نحو 300 سيدة، إلى جانب سيدات أخريات يعملن من بيوتهن بمنطقة مصر القديمة.
شنط وصناديق ألياف الحلفا أكثر متانة وتتحمل جميع الأجواء والماء وغيره لأنها مضفرة من نبات طبيعي، تدخل الألياف في مراحل معالجة كثيرة قبل أن تضفر لتصنع منها الشنط والقفف والعياشات، وتضاف للشنط أحزمة من الجلد الطبيعي، وكيس قماش من الداخل، لتكون القطعة عصرية وأنيقة، وتتراوح أسعارها من 450، و650، 700 جنيه، أما الصناديق الكبيرة التى تستخدم للرحلات، فتسع للأطعمة وللماء ويصل سعرها إلى 850 جنيه، أما كوسترات الأكواب والأوانى الساخنة فتصل إلى 300 جنيه للطقم".
نبات الحلفا أيضا تصنع منه سيدات بدارة معلقات مميزة، وهناك معلقات أخرى من خيوط القطن واللؤلؤ الأبيض وبهذه المنتجات يشارك براند "بدارة" للمرة التاسعة عشر في معارض ديارنا، التى تنظمها وزارة التضامن، وكلها منتجات يدوية، تصنعها السيدات المعيلات، وتقوم الفنانة عبير الجداوي بابتكار تصميمات جديدة، لتفاجىء بها زوار كل معرض.
يعنى اسم بدارة بلهجة الواحات بمحافظة الوادي الجديد «السلة أو قفة الخوص"، وهى ترمز إلى الفرحة كونها تُمثل سلات الخوص في الواحات التي يُوضع بها جهاز العروسة بعد تزيينها، لذا فالمنتجات مرتبطة بتراث الواحات، لكن بدارة توظف المخلفات الزراعية من خوص وعرجون النخيل ونبات الحلفا ومخلفات أوراق نبات الموز كخامات أساسية لمنتجات عصرية ذات طابع تراثى، وقد دربت عبير السيدات في الوادي لصناعة سلال الخوص، ثم تأني بها إلى سيدات دهشور ليقمن بالتطريز عليها، وتقفل القطعة أمام عيني عبير التى تستقر الآن في القاهرة لتتابع العمل بنفسها، وتدير أختها ورشة الوادي الجديد.
وأكد فتحي أن مؤتمر المناخ فرصة لتعريف العالم بمنتجات وصناعات مصر اليدوية، ومن ضمن المنتجات حافظات مكياج ونقود من الجلد وكليم ومفارش طاولة، وكلها هاند ميد وبخامات صديقة للبيئة، وذات طابع تراثي يحمل الهوية المصرية، مع إضافة لمسات عصرية لكل قطعة، لتناسب الأذواق المختلفة من المصريين والسائحين".
عبير جِداوي ولدت في مدينة الخارجة بالواحات، وتعلمت فى صغرها من جدتها فنون السعف والتطريز، والتحقت بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، وعملت في أكثر من مجال، وقتها كما تقول كان العهد الذهبي لإحياء العمل اليدوي التراثي بمحافظة الوادي الجديد، وقادتها الصدفة إلى المشاركة في تدريب نظمته المحافظة على يد خبيرة ألمانية، لتطوير صناعة الخوص اليدوية، وكان أن حصلت على منحة للدراسة في إيطاليا لدراسة الحرف اليدوية السياحية، مع 16 شخصا من عدد من المحافظات المصرية، لمدة 6 شهور.
تعلمت عبير خلال المنحة أن واحات مصر هي أيضا بها مقومات سياحية ويمكن أن يخرج منها منتج يدوي أصيل، يحمل روح القرية بمشاهدها الطبيعية ويميات الناس فيها، وبأيدي وحرفة الجدات، ويحمل لمسات عصرية تناسب الحياة والاستخدام اليومي للناس الآن، وبعد عودتها لمصر، عملت كاستشارى لفترة طويلة في مشاريع تنموية كبيرة، أتاحت لها الفرصة لزيارة المحافظات التى بها حرف يدوية، ورأت كيف يمكن أن نطور منها منتجا عصريا وحديثا.
بدأ مشروع بدارة في 2017، لإنتاج منتج يدوي ذو طابع تراثي مصري، أصيل بأيدي سيدات تم تدريبهن، واستطاعت كل واحدة أن تدرب أختها أو جارتها، ليعملن من بيوتهن، خاصة خلال فترات الإعداد لتسليم طلبيات، أو الاستعداد للمشاركة في معارض ديارنا، أو طلبيات للتصدير.
في بداية المشروع ساهم طلاب بكلية الإعلام بالجامعة البريطانية، في تسويق منتجات وبراند المشروع عبر وسائل السوشيال ميديا، وعبر عدد من الشخصيات العامة والشهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك كمشروع دراسي تدريبي بالنسبة لهؤلاء الطلاب، بعد عايشوا العمل مع السيدات ولاحظوا شغفهن وإبداعهن.
أغلب من يعملن في مؤسسة بدارة، من السيدات المعيلات، ودربتهن عبير على تنفيذ المنتجات بأعلى جودة وأفضل تقفيل وأفضل الخامات، ويوفر المشروع لهن مصدر دخل من الحرف اليدوية. ووصل إنتاج هؤلاء النساء الآن إلى السعودية وألمانيا وإيطاليا.
واستطاعت عبير أن تشجع السيدات على العمل، بأن أقنعتهن بأن "العمل اليدوي فنا وليس حرفة، وأنهن فنانات، لكي تخرج كل سيدة ما بداخلها من مواهب وأفكار وإبداعات، رغم أن الكثيرات منهن غير متعلمات، واستطاعت الكثيرات منهم بفضل دخلهن من بدارة أن يرسلن أولادهن للمدرسة، وينفقن على تعليمهم، وبعضن استطعن أن يعلن أسرهن بالكامل.
تحلم صاحبة بدارة بأن يمتد مشروعها إلى كافة المناطق التراثية بمصر مثل سيوة، وسيناء، والدلتا، وأن ترى القطع التراثية المصرية تباع فى جميع أنحاء العالم، من خلال المؤسسة، كعمل تنموى يحافظ على الهوية، ويحقق أهداف التنمية المستدامة.