وزير البيئة السابق يكشف كواليس إدراج التعويض عن الأضرار فى قمة المناخ
قال الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة السابق واستشاري الأمم المتحدة، تعليقا على مجريات الأمور داخل قاعات مفاوضات قمة المناخ 27، أن مجمل يومي الشق الرئاسي الماضيين، هو أن الدبلوماسية المصرية البيئية أدت دورا ممتازا جدا، وذلك لأن أجندة القمة تضمنت عنصرا كان عليه خلاف كبير طيلة السنوات الماضية ولم نستطيع – كمفاوضين – من إدراجه، ولكن ما حدث بالفعل هذه المرة الموافقة على إدراجه، وهو عنصر التعويض عن الأضرار.
وأوضح "فهمي"، فى تصريحات لـ "الدستور"، أن عملية الموافقة على أجندة المؤتمر تحتاج إلى التفاوض قبل المؤتمر، وهو ما حدث بالفعل، لأنك لا تستطيع أن تخاطر بإدخال أجندة ولا يتم الموافقة عليها، ومن الممكن ألا يوافق عليها بعض الاطراف أي كان عددهم.
وأشار فهمي إلى أن عنصر التعويض عن الأضرار ذكر في قمة "جلاسكو"، وجاءت القرارات بأنهم سيحاولون مناقشته فى القمة المقبلة، واعتمدت الدبلوماسية المصرية على ذلك، وطالبت أن يكون باسم دول إفريقيا والدول النامية لأنها أكثر الدول التي يصيبها أضرار، ومصر تتحدث باسم إفريقيا، وهي رئيسة المؤتمر، وهذه الأمور تجلت بشكل واضح جدا، وهو ما نترجمه فى وضع عنصر التعويض عن الأضرار فى أجندة المؤتمر.
وتابع فهمي فى تفنيده لما يحدث فى قمة المناخ بشرم الشيخ، أن عنصر التعويض عن الأضرار، كانت ترفضه الدول المتقدمة خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكنني القول إنه تم إدراجه بطريقة شديدة الذكاء، حيث تم الاتفاق على أن التعويض عن الأضرار لا يشمل المسئولية القانونية.
وأوضح فهمي أن عملية التعويض عن الضرر تعني المسئولية القانونية وهو ما يعني بالتبعية رفع دعاوى قضائية وما إلى ذلك، ولتخطى هذا التخوف لتلقى الموافقة من كل الدول، تم وضعه بحيث لا يشمل المسؤولية القانونية، وأنه سيشمل المساهمة فى التعويض وتحمل جزء من تكاليف الأضرار، وهي خطوة كبيرة للأمام، وتفتح لنا بابا جديدا جدا، وهذا على المستوى الفنى.
وعلى نحو آخر، قال فهمي إن كل القادة تحدثوا اليومين الماضيين على التنمية والاحتباس الحراري، وعلى ضرورة الإسراع باللجوء الى الطاقة الجديدة والمتجددة، وهناك إجماع على ذلك من كل الأطراف، سواء كانت دولا نامية أو متقدمة، هناك إجماع أيضا على أن الحالة الاقتصادية والظروف الاقتصادية رغم قسوتها، إلا أننا سنحاول جميعا أن نتفادى أن يكون لذلك أثر على تغيرات المناخ.
وجدير بالذكر فى الحديث عن هذين اليومين، أن نشير إلى الدعوة التي أطلقها الرئيس السيسي بوقف الحرب الروسية- الأوكرانية، وهو أمر نال إعجاب كل المشاركين، وشهد الرئيس توقيع عدة اتفاقيات خاصة بالهيدروجين الأخضر فى منطقة قناة السويس، ومعها بدأت الأحداث والفعاليات الجانبية للجناح المصري فى المنطقة الزرقاء، بعضها من منظمات المجتمع المدني والبعض الآخر من الحكومات.
أما فيما يخص المنطقة الخضراء، كانت هناك أنشطة للانتهاء من تشطيبات المعارض، وستبدأ أنشطتها بشكل كامل لكل الدول اليوم الأربعاء، لكل القطاع الخاص والمنظمات الأهلية والبنوك إلى آخره.
وأنهى فهمي حديثه بأن اليوم هو يوم مهم، التمويل الحدث الرئيسي، وهناك فعاليات كثيرة هامة ستكون فى الجناح المصري لهذه الإشكالية الهامة، ودائما تعودنا- كمفاوضين- أن الأيام الأولى والتصريحات الأولى تكون متحمسة للغاية، ولكن ننتظر المفاوضات التي بدأت بالفعل لإعداد المسودات التي أتوقع عرضها الأسبوع المقبل.