وزير البيئة السابق يكشف لـ"الدستور" الحصان الأسود في COP27
قال الدكتور خالد فهمي، خبير البيئة العالمي وزير البيئة السابق، إن ما حدث أمس فى قمة المناخ 27 فى مدينة شرم الشيخ، حدثان رئيسيان، أولهما تسليم وتسلم رئاسة الدورة السابعة والعشرين للقمة، والثاني متمثل فى الجلسات الإجرائية.
وأوضح فهمي، في تصريحات لـ"الدستور"، حول تفنيده وتقييمه لليوم الأول من انطلاق فعاليات قمة المناخ فى دورتها السابعة والعشرين cop 27 فى مدينة شرم الشيخ، أن تسليم وتسلم رئاسة الدورة السابعة والعشرين من قمة المناخ من المملكة المتحدة لـ مصر ممثلة فى سامح شكري وزير الخارجية رئيسا للمؤتمر، أما الجلسات الإجرائية فهي لاعتماد أجندة الـ cop 27، وأجندة الأربعة اجتماعات إحداها لأعضاء تنفيذ اتفاقية باريس، واجتماع آخر مثيل معني بتنفيذ اتفاقية كيوتو، ويستمرون فى الجلوس للاجتماع الثاني أيضا، يستعرضون تقارير من اللجان الفرعية المختصة بالتطور العلمي والتقني، أيضا ما يسمى باللجنة الفرعية لمراقبة ومتابعة التنفيذ.
وتابع فهمي أن اللافت للنظر اليوم، أنه كان واضحا فى الأجندة بند الاتفاق على مناقشة مشكلة صياغة آليات تنفيذ ما يسمى بالتعويض عن الأضرار، وسبق أن قلت فى تصريحات سابقة إن عمليات التعويض عن الأضرار كانت خطًا أحمر فى كل المفاوضات السابقة للاتفاقية، لأن الدول الكبرى كانت دائما ترفض مناقشته، لكن الوضع هذه المرة أن هناك شيئًا من المرونة، وتتم مناقشته على المستويين الفني والمالي، وليس على المسئولية القانونية، لأن الدول الصناعية الكبرى تتهرب من الجزئية القانونية.
وأضاف أن ما حدث هذه المرة، أن الدنمارك بالفعل اعترفت بالمسئولية عن التعويض والأضرار قبل نحو شهرين، وهو ما نعتبره كسرًا لحاجز كبير جدا واجه كل القمم السابقة، وخصصت الدنمارك مبلغا من المال للإنفاق على هذا الأمر.
وتابع فهمي، فى تفنيده لما حدث اليوم فى المنطقة الزرقاء المخصصة للمفاوضات الرسمية، أنه بالطبع أقرت كل الدول ما قامت به الدنمارك، والاعتراض كان من قبل الولايات المتحدة الامريكية، ولكن جون كيري مفوض الرئيس الأمريكي فى التغيرات المناخية، ألمح إلى أنهم سيحاولون إيجاد صياغة معقولة لمسألة التعويض عن الأضرار.
وقال فهمي إن المطلوب إذًا آلية وتكون آلية تنفذ، بحيث يمكن التعويض عن أي أضرار لكل الأعاصير وغيرها من الأضرار التي لا يمكن التكيف معها، وهذه ما ستكون عليها مناقشات كثيرة فى الأيام المقبلة.
وبحسب مشاركته فى جلسات المفاوضات، يتفائل الدكتور خالد فهمي وفقا لمشاركات كثيرة فى قمم سابقة للمناخ، بأن طرح هذا الأمر فى الأجندة بهذا الشكل الذى شاهدناه اليوم، هو تقدم كبير جدا فى المفاوضات.
وتابع فهمي أن هناك جزءا كبيرا جدا يجب أن ننوه عنه، شخصية السكرتير التنفيذي الجديد للاتفاقية، هذا الرجل اعتبره الحصان الأسود فى المؤتمر، قادم من جرناده وهى مهددة بالغرق، وهي جزيرة، وهو ناشط بيئي، جاء من الجمعيات الأهلية، ناشط مناخي، تحدث اليوم بشكل طليق بدون ورق، وهو من أكثر المنفعلين من هذه القضية، وأعتقد أن تعيينه جاء فى توقيت مناسب جدا وأنه سيقدم دما جديدا لسكرتارية الاتفاقية، واضح جدا أنه رجل غير عادي، ويجب ان ننتبه ونلاحظ ونحلل كلامه.
وأضاف فهمي أن المنطقة الخضراء افتتحها اليوم رئيس الوزراء، بصحبة الوزراء، واستضافة وزيرة البيئة، وكما هو معروف هذه المنطقة مخصصة للفعاليات والأحداث الجانبية للجمعيات الأهلية والقطاع الخاص والقطاع غير الحكومي، وهى منطقة حدث فيها شغل كثير جدا تم تنفيذه بكل براعة، من حيث بنائها وتصميمها الذي يعكس الطابع الفرعوني على شكل زهرة اللوتس، ولا شك أنها أكبر من كل المناطق الخضراء التي شاهدناها فى دول أخرى.
الانطباع العام أن هناك مؤشرا جيدا ونأمل استمرار النجاح خلال أعمال المؤتمر القادمة، واليومين المقبلين سيكونا مخصصين للرؤساء والقادة لتبادل الآراء، ومن ثم تنطلق المفاوضات بدءا من يوم الأربعاء.
وأوضح فهمي أنه عادة عندما نبدأ المفاوضات بالقادة، يكون لإزالة المعوقات والإشارة للوفود بإعمال المرونة وتوجيهات تكون على لسان القادة، وبالتالي يكون هذا الأمر يعطي دفعة للمفاوضات بين المفاوضات.
وعن التنظيم قال فهمي أن البلو زون اليوم لم يكن هناك أفضل منها فى كل القمم التي حضرناه قبل ذلك، معقبا بأن التنظيم كان رائعا جدا.