الحرب العالمية كادت تفسده.. كواليس اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
أكدت صحيفة "اكسبرس" البريطانية، أن هناك قصة مذهلة وراء اكتشاف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر لمقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك في مصر قبل 100 عام من اليوم.
وتابعت أن قبل أشهر قليلة من العثور على المقبرة الشهيرة، كاد كارتر أن يفقد الأمل، قبل أن يتعثر في الخطوات الأولى التي أدت إلى قبر توت عنخ آمون.
وقال كارتر وهو يتذكر اكتشافه لمقبرة الفرعون المفقود توت عنخ آمون: "مع اعتياد عيناي على الضوء، ظهرت تفاصيل الغرفة الداخلية ببطء من الضباب والحيوانات الغريبة والتماثيل والذهب في كل مكان بريق الذهب".
وتابع "في الوقت الحالي أصابني الذهول، وعندما سأل اللورد كارنارفون بقلق" هل يمكنك رؤية أي شيء؟ " كان كل ما يمكنني فعله لإخراج الكلمات، "نعم، أشياء رائعة".
وأكدت الصحيفة أن الرابع من نوفمبر صادف مرور 100 عام منذ أن اكتشف فريق كارتر من العمال المحليين الخطوة الأولى لمدخل قبر تم إغفاله في وادي الملوك، مما عزز مكانته في التاريخ الأثري.
كواليس العثور على مقبرة توت عنخ آمون
وتابعت أن الفريق صمت عندما وصل كارتر إلى الموقع - في إشارة إلى أنهم وجدوا شيئًا لم يسبق له مثيل، وسرعان ما أزال العمال التراب والغبار، وكشفوا عن مدخل يؤدي إلى قبر توت عنخ آمون.
وأضافت أنه على الرغم منه روعة الاكتشاف وأهميته لم يتم التخطيط له، حيث كافح كارتر الذي عرف بهوسه بمصر، للفوز على داعمه المالي بعد الحرب العالمية الأولى، وهي الفترة التي تحطم فيها الاقتصاد، وحتى الأثرياء شعروا بالضيق.
وأشارت إلى أن كارتر منذ نعومة أظافره وهو يعشق التاريخ المصري وتحيز للمصريين بصورة كبيرة، حيث توجه إلى الأٌقصر بعد نهاية دراسته مباشرة، بدعم من اللورد كارنافون وتحديدًا عام 1907، وعلى مدى السنوات الخمس عشرة التالية، أقام الاثنان صداقة غير محتملة، حيث اعتمد الأول على الامتياز المالي للأخير لإشباع هوسه الذي ابتلى به منذ زيارته الأولى لمصر في أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر.
وأضافت أن الحصول على تصريح للحفر في وادي الملوك لم يكن بالأمر السهل، إلا أن اللورد كارنارفون حصل على التصريح الذهبي عام 1917، وقالت جانينا راميريز خلال برنامج "غزاة الماضي الضائع" على البي بي سي: "اعتقد الجميع أن جميع المقابر الملكية التي كان سيتم اكتشافها قد تم اكتشافها، ربما كان صحيحا. وجد كارتر وفريقه القليل في الوادي، وما وجدوه في السنوات الخمس التالية لم يكن له علاقة تذكر بتوت عنخ آمون الأسطوري".
وأشارت إلى أن هذا أدى إلى عقد اجتماع مصيري في يونيو 1922، عندما تلقى كارتر استدعاءً من كارنارفون، حيث أدت الضرائب المرتفعة لحساب الخسائر في الحرب العالمية الأولى إلى وضع المنازل الفخمة في وضع حرج، وكان كارنارفون يشعر بالضيق.
وقال جورج ريجينالد أوليفر مولينو هربرت حفيد كارنارفون، إن كارنارفون كان قلقًا، "أعتقد أنه قال لهوارد كارتر على الأرجح، انظر، يا صديقي، لقد قضينا وقتًا رائعًا هناك، لكن ربما ينبغي علينا التوقف لأن هذا يكلف أكثر وأكثر ولم نحقق أي تقدم كبير"، ناشد كارتر كارنارفون، طالبًا منه رعاية الحفريات لموسم واحد آخر فقط، واستسلم كارنارفون لمطالب صديقه.
وأكدت الصحيفة أنه سرعان ما يثبت أنه القرار الصحيح، فبعد أربعة أشهر تقريبًا، عثر فريق كارتر على هذا الاختراق الذي استعصى عليهم لمدة 15 عامًا، حيث ركز على بقعة واحدة، قبر رمسيس السادس، الذي كان فرعونًا بعد حوالي قرنين من توت عنخ آمون.
وتابعت أنه في قاع قبر رمسيس السادس، قادت كومة كبيرة من الأنقاض لم يتم حفرها من قبل لمقبرة توت عنخ آمون، حيث أمر كارتر فريقه بالحفر بين الأنقاض والتعمق أكثر في الأرض، على أمل أن يكون العمال السابقون قد وقعوا في خدعة أنهم حفروا في هذه المنطقة من قبل، حتى اكتشف الخطوات الأولى للمقبرة في 4 نوفمبر من عام 1922، وفي 24 نوفمبر فتح العمال المصريون المقبرة، ووجدوا في الداخل أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية تتعلق بالملك الصبي، وفي 29 نوفمبر، تم فتح المقبرة رسميًا أمام عدد من الأفراد والسلطات المصرية، والباقي تاريخ.