في ذكرى ميلاده.. كيف اهتم البابا تواضروس الثاني بالثقافة وتطوير مناهج الكنيسة؟
تُحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكرى ميلاد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، الـ70.
وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي في دراسة له، اليوم، أنه من بين المواهب الكثيرة التي لاحظتها في قداسة البابا تواضروس الثاني، هي عشقه الشديد للثقافة والمثقفين، ولقد ظهر هذا العشق عندما صرح في أحدي أحاديثه الصحفية أنه منذ طفولته وصباه كان يواظب علي قراءة المقالات الأسبوعية التي يكتبها المفكر الكبير الدكتور زكي نجيب محمود جريدة الأهرام .
وتابع: ففي الكتيب الصغير بعنوان «التعليم الكنسي»، تناول قداسته أهمية «المعلم – المنهج – المتعلم – المساعدات – التاريخ – المكتبة – الاستنارة»، مستكملاً فعن المعلم ذكر قداسته أنه يجب أن يكون قارئا وهو الإنسان الذي يثقف نفسه في كافة أنواع القراءات سواء الدينية أو العامة، أما المدرس، فيجب أن تكون له صلاحية التدريس ونقل المعرفة إلي الآخرين لذا يجب ان يكون دارسا ومطلعا جيدا، أما الباحث وهو الذي يتعمق في بحث معين بغرض الحصول علي درجات علمية معينة، وذلك النوع يتميز بالدقة والأمانة العلمية والتعمق .
وتابع: أما عن المنهج فيجب أن يشمل «الكتاب المقدس بعهديه – القراءات والكتب الكنسية – مناهج إعداد الخدام - المناهج الكرازية التي تعرف القارئ بالكنيسة ورسالتها وإيمانها باللغات العربية والأجنبية» .
وواصل: «ولقد خص قداسته في هذا الكتيب التاريخ وأهمية دراسته فالتاريخ هو أقوي معلم في حياة البشر وتسجيل التاريخ يعتبر من الواجبات الإنسانية التي يقوم بها كل جيل نحو الأجيال التالية، والتاريخ يعني الجذور، كما يعني الخبرة المستمدة من الأجيال السابقة كل جيل يسلم جيل، وبذلك تنشأ الحضارة والثقافة والعادات والتقاليد والفنون الشعبية والأدبية».
- مجالات هامة طالب البابا بالاهتمام بها
وتابع عضو اللجنة البابوية في دراسة له اليوم عن المجالات التي طالب فيها البابا الاهتمام بها وهي المذكرات الشخصية مثل «اعترافات أوغسطينوس» و «مذكرات الأنبا غريغوريوس» و «مذكرات القمص صليب سوريال»
وأضاف كما طالب قداسة البابا الاهتمام بالسنكسار وهو كتاب كنسي يقرأ في كل قداس خلال السنة وهو يسرد يوميا سير القديسيين مع بعض الأحداث الكنسية الهامة، ودائما ما يتم إضافة كل ما هو جديد مثل عودة رفات مارمرقس- افتتاح الكاتدرائية المرقسية عام 1968.
وتابع كما أهتم قداسة البابا بما يعرف بغرف الأرشيف، وأنه يجب أن يوجد في كل كنيسة أو مؤسسة كنسية غرفة للأرشيف بهدف حفظ الأوراق الهامة والمستندات وعقود الملكيات والعقارات ألبوم للصور التذكارية لبعض الأحداث الهامة عند كل كنيسة ويجب أن تحفظ في غرف جيدة الإضاءة والتهوية بعيدا عن الأتربة والحشرات ويجب أن تكون مفاتيحها في يد شخص أمين جدا وموثوق فيه من المسئول عن الكنيسة أو المؤسسة .
وأوضح «كامل»، أنه من ضمن المجالات الذي طالب الاهتمام بها كان المتحف القبطي والذي أنشيء علي أرض ملك الكنيسة وافتتحه البابا كيرلس الخامس عام 1910 وأنضم إلي متاحف الدولة عام 1933 ومؤسسه هو مرقس باشا سميكة.
كما أهتم قداسته بجمعية الآثار القبطية وقد تأسست عام 1934 بهمة مريت بك بطرس غالي ولقد اهتمت الجمعية بنشر اكثر من خمسين كتابا في التاريخ والتراث القبطي والفن والفهارس والمخطوطات والحفريات ومن خلالها تأسست الجمعية الدولية للدراسات القبطية، ويصدر عنها مجلة علمية سنوية كما تمتلك الجمعية مكتبة بها أكثر من 2000 كتاب.
- تشكيل لجنة التاريخ القبطي
وتابع في إطار اهتمام قداسته بالتاريخ أصدر قرارا بتشكيل لجنة التاريخ القبطي بالقرار البابوي رقم 7 سنة 2021 والتي تعتبر امتدادا لأول لجنة للتاريخ القبطي تأسست عام 1917، موضحا أنه أفتتح قداسته المكتبة البابوية المركزية في المقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون وفي هذا الإطار كتب قداسته مقالا هاما بعنوان " المعرفة والمكتبة " بتاريخ يوم الجمعة 29 نوفمبر 2019
متابعًا: ولقد طالب قداسته بضرورة إنشاء مراكز ثقافية في كل مكان ؛ وهو في ذلك كتب يقول «أكتب ذلك متذكرا المتنيح القديس البابا كيرلس السادس، وكيف أنشأ أسقفية البحث العلمي ؛ وسام لها أسقفا جليلا هو المتنيح الأنبا غريغوريوس وجاء بعده مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، وأقام المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي ؛ ليكون منارة ثقافية حقيقية في خدمة الثقافة بمفهومها الواسع
وتابع: كما كتب قداسته سلسلة متصلة علي حلقات بعنوان " مختارات من حلو الكلام حيث يقتبس مجموعة من صفوة عظماء الفكر والثقافة في العالم ".