ماذا بعد رحيل عون؟.. سيناريوهات الفترة المقبلة في لبنان (خاص)
قبيل خروج الرئيس اللبنانى ميشال عون من القصر الجمهورى، أصدر مرسوما يقضى باستقالة الحكومة برئاسة نجيب ميقاتى، الأمر الذي رفضه ميقاتي واعتبره غير دستوري.
وترصد «الدستور» من خلال مجموعة من الخبراء، سيناريوهات الفترة المقبلة فى لبنان مع استمرار فراغ لمنصب رئيس الجمهورية ومناقشة مجلس النواب اللبنانى الخميس المقبل لقرار الرئيس بإقالة الحكومة مع توقعات للأوفر حظا لتولي رئاسة لبنان.
عبدالله نعمة: الشعب اللبنانى تنفس الصعداء
قال الباحث اللبنانى عبدالله نعمة، لـ"الدستور"، إن رحيل عون لا يعني وجود اي فراغ رئاسي أو أي فراغ سياسي.
وأضاف نعمة فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه لم ولن يحصل شيء في لبنان، الفراغ أفضل من وجود هذا العهد عهد مضى.
وأشار، إلى أن فريق التيار الحر وهو مكون من ميشال عون وجبران باسيل كانوا أدوات تعطيل طيلة هذا العهد واليوم يتجمعون على رئيس البرلمان نبيه بري لأنه يدعو الافرقاء السياسيين في لبنان الى طاولة حوار تحت قبة البرلمان اللبناني للاتفاق على انتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد لأنه يعرف تمام أن جلسات الانتخاب لن تأتي برئيس، لافتا إلى أن بري هو صاحب أكبر انجاز وهو الترسيم بين لبنان واسرائيل، مؤكدا أنه صمام الأمان لكل لبنان اليوم يريد التيار الوطني الحر تعطيل جلسات الحوار والتي دعا إليها نبيه بري.
ولفت نعمة إلى أن توقيع الرئيس ميشال عون مرسوم استقالة الحكومة اللبنانية هو بمثابة خيانة عظمى للبنان، لافتا إلى أن هذا التوقيع ليس دستوريا كما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقال إن حكومة تصريف الاعمال هي من تتولى شؤون البلاد وهي دستوريا فعالة هذا العهد الذي مزق لبنان وهو مصر على التعطيل لآخر لحظة خروج ميشال عون من قصر بعبدا وهو يصر على التوقيع على استقالة الحكومة لتعطيل البلاد.
وأكد نعمة أن لبنان أكبر من ميشال عون وجبران باسيل وتيارها أيام ويعود، الرئيس سعد الحريري ووجود الرئيس نبيه بري صمام الأمان للبنان، قائلا "لا خوف على لبنان والشعب اللبناني يعرف تمام عندما جاء عون رئيس للجمهورية قبلها بقي لبنان عامان ونصف السنة دون رئيس للإتيان به، فلبنان اليوم أفضل بكثير من أمس، وغدا أفضل من اليوم حماه الله لبنان".
وحول الشخص الأوفر حظا لتولي منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية، قال نعمة إن المنافسة على رئاسة الجمهورية ستكون بين شخصين وهما سليمان فرنجية او الجنرال جوزيف عون قائد الجيش، مؤكدا أنهم في الطليعة وهناك توافق على جوزيف عون اقليمي ودولي.
دربج: اللبنانيون سيبقون أسرى للفراغ والشغور الرئاسى
من جانبه، قال الكاتب والمحاضر في الجامعة اللبنانية الدولية على دربج، إنه بعد مغادرة الرئيس اللبنانى قصر بعبدا يبدو أن المشهد السياسى فى لبنان سيتجه إلى مزيد من التأزيم وربما بعض الاضطرابات التي يمكن السيطرة عنها فى بعض المناطق، مشيرا إلى أن هذا التأزم يعود إلى الخلاف الذى بدأ يظهر منذ لحظة اعلان عون قرار توقيع استقالة حكومة نجيب ميقاتى .
وتابع دربج فى تصريحاته للـ"الدستور"، حين جاء الرد بشكل سريع من قبل ميقاتى أن هذه القرار غير دستورى، وهو سيمضى فى تصريف الاعمال وعلى خط موازى لقى رد ميقاتى دعم من رئيس النواب نبيه برى الذى يعرف الجميع ان الكيمياء مفقودة بينه وبين الرئيس عون، مؤكدا أنه يمكن لهذه الحكومة تصريف الاعمال.
وأوضح دربج أن ما سيزيد الأمور تدهورا أن هذا الخلاف ربما ينتقل الى مجلس النواب حيث سيعقد جلسة الخميس المقبل لمناقشة مرسوم استقالة الحكومة، متابعا" نحن نعلم أن كل شئ فى لبنان حتى مسألة النصوص الدستورية غير متفقون عليها ولكل طرف تفسيره الذى يناسب رؤيته ومصالحه.
وأشار دربج أن المواطن اللبناني سيبقى أسير الفراغ الذى ليس من افاق أو مؤشرات قريبة لظهور مرشح لانتخاب رئيس الجمهورية.
وأوضح دربج أن السيناريو الوحيد للفترة المقبلة فى لبنان هو مزيد من الفراغ السياسي والتأزم الدستورى والسياسى، معربا عن أمله فى ألا ينتقل ذلك على الشارع اللبنانى الذى ينتظر شرارة ليلتهب.