تقرير دولي: شجرة در أقوى حكام الشرق الأوسط بعد انتهاء عهد الفراعنة
أثارت وفاة ملكة بريطانية إليزابيث الثانية في وقت سابق من هذا العام ردود فعل استرجاعية في عهدها، فضلاً عن التفكير في حكم الملوك الإناث الأخريات، فالعديد من القيادات النسائية القوية في الغرب معروفات جيدًا ، ولكن كان هناك أيضًا العديد من الملكات المسلمات اللائي حكمن ممالك قوية وعلى رأسهن شجر الدر وتعد المرأة الوحيدة التي جلست على عرش مصر بعد انتهاء عهد الفراعنة.
أقوى ملكة مسلمة
وبحسب مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، فقد كانت شجرة در المرأة الأولى والوحيدة التي جلست على عرش مصر بعد الملكة كليوباترا فرعون السابع، التي حكمت قبل آلاف السنين، وولدت شجرة الدر جارية، لكن بعد زواجها من الملك الصالح نجم الدين أيوب، ثامن ملوك الأسرة الأيوبية، صعدت شجرة إلى رتبة ملكة قرين، ومع ذلك، فقد تم دفعها إلى موقع القوة عندما غزت الحملة الصليبية السابعة، بقيادة الملك لويس التاسع، مصر.
توفي زوجها الملك الصالح في خضم الصراع، واضطرت شجرة لإخفاء موت زوجها للحفاظ على معنويات الجنود، وأصدرت أوامر باسم زوجها و فازت بنصر حاسم، حتى القبض على الملك الفرنسي، وقد اعترف النبلاء بذكائها وقيمتها، فاختاروها ووضعها على العرش عندما فشل ابن الملك الصالح في أن يكون قائداً جيداً، وكان أول عمل لها هو التفاوض على فدية هائلة لملك فرنسا لويس التاسع.
وتابعت المجلة، أنه لسوء الحظ، كانت مصر تحت سيطرة خلافة بغداد، وعارض الخليفة المستعصم بعنف تولي امرأة العرش المصري، في حين أن شجر الدر لم تطالب بأي ألقاب كبيرة، إلا أنها طلبت مجرد الاعتراف بمواهبها وقدراتها كرئيسة للدولة المصرية، ورداً على اعتلائها، أرسل الخليفة رسالة بسيطة كانت تهدف إلى الإذلال، كما كتبت فاطمة المرنيسي في كتابها
ملكات الإسلام المنسيات
ثم بعث الخليفة إلى الأمراء المصريين بالرسالة الشهيرة، مهينة لها للغاية، أعلن فيها أنه مستعد لتزويدهم ببعض الرجال الأكفاء، إن لم يكونوا موجودين في مصر، لأنهم اختصروا في اختيار امرأة".
وعلى الرغم من رفض الخليفة، إلا أن شجر الدر حازت على لقب ملكة المسلمين، والتي تعني ومع ذلك، بعد 80 يومًا فقط من حكمها، أدى الضغط الهائل من القوى الخارجية إلى موافقة شجرة على زواج ثان من عز الدين أيبك، وكان من شروط الزواج أن يضطر أيبك إلى تطليق زوجته الأولى، وهو ما فعله.
ربما كانت شجر در قد حكمت المملكة، لكن زوجها الجديد لم يحب أن يتم تهميشه وخطط للزواج من أميرة أجنبية لزيادة سيطرته، وعندما علمت شجر، زعمت المصادر أنها ربما تكون قد دبرت عملية اغتياله، في النهاية، تولى منصور، ابن أيبك، الحكم بمساعدة النبلاء المصريين من المماليك، وتم تسليم شجر الدر إلى والدة منصور ، الزوجة السابقة لأيبك، التي انتقمت بشكل رهيب من الملكة السابقة.
وأضافت المجلة أن شجرة الدر تعرضت للضرب حتى الموت بأحذية خشبية "القبقاب"، ثم جر جسدها من قدميها إلى أعلى القلعة، ثم رميها من فوق، ومزقت الكلاب جسد شجر قبل أن يشفقوا عليها و يدفنوا رفاتها داخل الضريح، كانت قد شيدته بنفسها.
وأكدت المجلة أنه على الرغم من فترة حكمها القصيرة، فقد حققت انتصارًا عسكريًا كبيرًا، وأصدرت نصب تذكارية كبرى، وحاولت جعل مصر إمبراطورية كبرى، ولكن لسوء الحظ، كانت محاطة برجال شعروا بالتهديد من قوتها وسلطتها، ولهذا واجهت مثل هذا المصير المروع.