مدير مسرح الشمس: نسعى لنقل التجربة إلى دول عربية والتوسع فى العروض بالمحافظات
قال المخرج المسرحى محمد متولى، مدير مسرح الشمس لذوى الاحتياجات الخاصة، إن الفرقة تعمل، حاليًا، على وضع سياسة تتضمن ألا يقتصر نشاطها على تقديم عروض للأطفال فقط، بل أن تلبى احتياجات كل الأعمار، بالإضافة إلى التركيز على الجودة الفنية فى الورش والعروض، فى الفترة المقبلة، بعد التعريف بالفرقة وأنشطتها خلال الفترة الماضية، وبناء شبكة علاقات قوية مع مؤسسات المجتمع المدنى والجهات المعنية.
وأوضح «متولى»، خلال حواره مع «الدستور»، أن أنشطة «مسرح الشمس» تتعامل مع الاحتياجات المختلفة لذوى الاحتياجات الخاصة لدمجهم فى المجتمع ومساعدتهم على العلاج، مشيرًا إلى أن تلك الأنشطة تحتاج لخبرات وتجهيزات لوجستية معينة، يجب أن تتوافر لدى العاملين فى الفرقة وفى أماكن التدريب، ما يحتاج لميزانية كبيرة لتطوير المسرح، يصعب توفيرها حاليًا.
ولفت إلى أن فرقة «مسرح الشمس» تستعد، حاليًا، لتنفيذ ورشة حكى خاصة لمرضى السرطان، وإطلاق عرض مسرحى موسيقى للأطفال، يحمل الاسم المؤقت «سندباد»، وآخر للكبار هو «ليلة مرصعة بالنجوم»، بالإضافة إلى استحداث فنون جديدة بالفرقة مثل «البانتومايم» والعرائس، مع العمل على نقل التجربة غير المسبوقة عربيًا إلى دولة لبنان، والتنسيق مع الهيئة العامة لقصور الثقافة لتقديم عروضها وأنشطتها فى مختلف المحافظات.
■ كيف بدأت علاقتك بفرقة «مسرح الشمس»؟
- فى عام ٢٠١٨، وبعد صدور القرار الوزارى بإنشاء الفرقة، شاهدت عرضًا لها، ورأيت مدى سعادة أفرادها وهم يؤدون على المسرح، فأحببت الموضوع، ثم عرضت على وفاء الحكيم، المدير السابق للمسرح، أن أعمل معهم، فكان عرض «الحكاية روح»، الذى يدور عن قصة كفاح ثلاثة رموز هامة أثروا حياتنا الثقافية والفنية، وهم طه حسين وسيد مكاوى وعمار الشريعى، وكيف أثبتوا وهم من ذوى الاحتياجات الخاصة أن القوة الحقيقية تكمن فى الروح.
وفاز العرض بجائزة أفضل عرض ضمن عروض من ١٧ دولة، كما فاز بجائزتين فى المهرجان القومى للمسرح، وبعدها بعامين قدمت مع الفرقة عرض «كاندى كراش»، وتوليت إدارتها.
■ ما الذى يقدمه «مسرح الشمس»؟ وما أهدافه؟
- «مسرح الشمس» هو مسرح مخصص لذوى الاحتياجات الخاصة، ونعمل، حاليًا، على وضع سياسة تضمن ألا يقتصر نشاطه وعروضه على تقديم عروض الطفل، بل أن يلبى احتياجات كل الأعمار.
والهدف الأساسى من «مسرح الشمس» هو دمج ذوى الاحتياجات الخاصة، الذين يبلغ عددهم فى مصر ١٦ مليونًا، لأن دمجهم يساعدهم على العلاج، خاصة أنهم لم يلقوا اهتمامًا من قبل، ولم ينتبه إليهم أحد إلا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأنهم كانوا من قبل غير مرئيين.
■ يرى البعض أن دمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى الفرق المسرحية ربما كان أفضل من تخصيص فرقة واحدة لهم.. فكيف ترى ذلك؟
- ذوو الاحتياجات الخاصة يحتاجون لتجهيزات لوجستية معينة يجب أن تتوافر فى مكان التدريب، وكذلك متطلبات فنية وخبرات مختلفة، فمن يتعامل معهم يجب أن يكون مؤهلًا ودارسًا ومعايشًا حالاتهم، لأنهم يحتاجون لاهتمام ورعاية خاصة ومتابعة من مختصين، ومن ضمن خططنا أن نستعين بطبيب نفسى لمتابعة حالاتهم وتطورها، وفى كل الأحوال فإن تخصيص الفرقة لذوى الاحتياجات الخاصة لا يعنى استبعادهم من الدمج فى الفرق الأخرى إذا سمحت حالاتهم.
■ بعد ٤ سنوات.. ما الذى حققته الفرقة من إنجازات؟
- فى الفترة الماضية، التى تولت فيها وفاء الحكيم إدارة «مسرح الشمس»، نجحت الفرقة فى بناء شبكة علاقات قوية مع مؤسسات المجتمع المدنى والهيئات المعنية بذوى الاحتياجات الخاصة والتعريف بوجودها الذى كان مجهولًا من الأساس، وقدمت عددًا كبيرًا من الورش المتخصصة فى الموسيقى والفن التشكيلى، وعروضًا مسرحية، وشاركت فى العديد من الفعاليات ومعارض الكتاب.
■ ألا توجد خطط لتدريب وتوعية المتعاملين مع الأطفال بالأبعاد النفسية والجسدية الخاصة بكل حالة؟
- نطمح لذلك، لكن المسألة تحتاج لتضافر جهود مختصين فى علم النفس والاجتماع مع الفنان الذى يقدم مشروعه، ليتولوا مهمة إرشاد كل العاملين بالمشروع.
■ هل تراعى الأنشطة التى تقدمونها تنوع احتياجات الأطفال وتبايناتها؟
- لدينا بالفعل أنشطة متنوعة تتعامل مع الاحتياجات المختلفة للأطفال، مثل التقزم والتوحد ومتلازمة داون وصعوبات التعلم وضعف السمع ومكفوفى البصر، كل الاحتياجات، كما أن هناك بعض الأنشطة النوعية التى توجه لاحتياجات بعينها.
■ هل سيظل «مسرح الشمس» فريدًا من نوعه أم سيجرى استنساخه محليًا وعربيًا ودوليًا؟
- بالفعل لا يوجد كيان شبيه بـ«مسرح الشمس» فى الوطن العربى، ومحليًا، أتمنى إنجاز بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة لتقديم العروض والأنشطة فى مختلف أنحاء مصر، ودوليًا، اتصل بنا ملتقى «إضافة» بلبنان للاطلاع على تجربتنا فى العلاج بالفن وتقديم عرض «كاندى كراش» فى لبنان كنموج للتجربة للتعلم منها.
■ ما الخطوة المقبلة لديكم؟
- نعمل، حاليًا، على تطوير المسرح، وتم بالفعل إجراء دراسة هندسية لذلك، لكن تبين أن تكلفة التطوير كبيرة، لأننا نحتاج لأنواع خاصة من التجهيزات المكلفة، مثل الإنذار السمعى والبصرى ومفاتيح الإضاءة للمكفوفين والحمامات المهيأة للإعاقات الحركية، وغيرها، وهو أمر ربما لا تستطيع تحمله الميزانية المخصصة من الدولة وحدها، خاصة بعد قرارات ترشيد الإنفاق. لذلك، ربما لن نتمكن، حاليًا، من تنفيذ خطة التطوير بأكملها، لكننا سنحدث المكان بقدر الإمكانيات المتاحة، عبر نقل الديكورات المكدسة وتجديد خشبة المسرح ودهانها بالشكل الذى ينصح به المختصون بتحديد الألوان المناسبة للأطفال والحالات المختلفة، ثم تهيئة المكان لاستقبال الجمهور.
أما فنيًا، فنحن نعد، حاليًا، ورشة حكى خاصة مدفوعة الأجر مع جمعية «سحر الحياة»، وهى مخصصة لمرضى السرطان، كما نعد مشروع عرض مسرحى موسيقى لمحمد العشرى من تأليف صلاح متولى، تحت الاسم المؤقت «سندباد»، بالإضافة إلى نص للكبار هو «ليلة مرصعة بالنجوم» للمخرج محمد السورى، ومن تأليفه، ونخطط أيضًا لاستحداث فنون جديدة مثل «البانتومايم» والعرائس.