التغير المناخي يهدد صناعة العسل
أفاد موقع "ذا كونفرزيشن" الأسترالي بأن موجات الحر وحرائق الغابات والجفاف والعواصف في الولايات المتحدة تهدد العديد من البيئات البرية للحشرات مثل النحل، وأن الجفاف يهدد رحيق الأزهار وحبوب اللقاح التي يحتاجها النحل لإنتاج العسل والبقاء بصحة جيدة.
وذكر الموقع أن تأثير الطقس القاسي الذي ضرب معظم أنحاء الولايات المتحدة في عام 2022 لا يقتصر على البشر فقط، كما تهدد موجات الحر وحرائق الغابات والجفاف والعواصف العديد من الأنواع البرية بما في ذلك بعض الأنواع التي تواجه بالفعل ضغوطًا أخرى.
وحدت الأمطار الغزيرة في الشمال الشرقي من الساعات التي يمكن أن يطير فيها النحل بحثًا عن العلف، وكان على النحالين إطعام نحلهم المزيد من المكملات من ماء السكر وحبوب اللقاح أكثر مما يفعلون عادة للحفاظ على خلاياهم على قيد الحياة.
وقال بعض مربي النحل الذين كانوا يعملون في مجال الأعمال التجارية منذ عقود إنهم فقدوا ما بين 50% إلى 70% من مستعمراتهم خلال شتاء 2021-2022.
أضاف التقرير: تستضيف وزارة الزراعة الأمريكية، ووكالة حماية البيئة خبراء الملقحات الفيدراليين لمشاركة أحدث النتائج العلمية حول صحة النحل والملقحات، وتقييم حالة هذه الحشرات والطيور والخفافيش الهامة والأنواع الأخرى، ومن النتائج الواضحة من اجتماع هذا العام أن تغير المناخ أصبح عامل ضغط جديد وهائل على النحل، ما قد يؤدي إلى تضخيم المشكلات المعروفة سابقًا بطرق لا يمكن للعلماء حتى الآن التنبؤ بها ولكنهم بحاجة إلى الاستعداد لها.
وتساهم الملقحات بما يقدر بنحو 235 مليار دولار أمريكي إلى 577 مليار دولار سنويًا للزراعة العالمية، بناءً على قيمة المحاصيل التي يتم تلقيحها.
ويعد فهم وتخفيف آثار تغير المناخ على الملقحات أمرًا أساسيًا لدعم النظم البيئية الصحية والزراعة المستدامة.
وجذبت صحة النحل اهتمامًا واسعًا لأول مرة في عام 2006 مع ظهور اضطراب انهيار المستعمرة، وهي ظاهرة اختفت فيها غالبية النحل العامل البالغ في مستعمرة، تاركًا مخازن العسل وحبوب اللقاح وبعض النحل الممرض خلفهم لرعاية الملكة وما تبقى من النحل غير الناضج، وفي السنوات الخمس الماضية، انخفضت الحالات المبلغ عنها بشكل كبير.
يعمل الباحثون أيضًا على فهم كيفية تأثير مبيدات التربة على النحل البري الذي يعشش على الأرض، ومثل العديد من الأنواع الأخرى، يفقد النحل الموائل ومصادر الغذاء التي يعتمد عليها.
ويقوم العديد من المزارعين في كثير من الأحيان بإزالة النباتات والشجيرات الصديقة للملقحات التي تنمو حول أراضي المزارع لتقليل مخاطر جذب الحيوانات مثل الغزلان والقوارض، والتي يمكن أن تنشر مسببات الأمراض التي تسبب الأمراض المنقولة بالغذاء.
وأظهرت الدراسات بالفعل أن تغير المناخ يعطل الروابط الموسمية بين النحل والزهور، مع حلول الربيع في وقت مبكر من العام، تتفتح الأزهار في وقت مبكر أو في مناطق مختلفة، ولكن قد لا يكون النحل موجودًا ليتغذى عليها، حتى إذا أزهرت الأزهار في أوقاتها ومواقعها المعتادة، فإنها قد تنتج حبوب لقاح ورحيق أقل تغذية في ظل الظروف الجوية القاسية.