رئيس الوزراء: «صنايعية مصر» من أهم المبادرات الثقافية في الآونة الأخيرة
استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقريرًا أعدّته الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، بشأن تخريج الدفعتين الثانية والثالثة من مبادرة "صنايعية مصر" في 10 أكتوبر الجاري.
وقال رئيس الوزراء، إن مبادرة "صنايعية مصر" تُعد من أهم المبادرات الثقافية التي أطلقتها الدولة في الآونة الأخيرة، وتستهدف بشكلٍ رئيس تأصيل الهوية المصرية، والحفاظ على ملامحها وموروثاتها الإبداعية الفريدة، بما يعكس اهتمام الدولة بقيمة الإنسان، انطلاقًا من أن الثقافة هي أساس قوة مصر الناعمة، والداعم الرئيس لرأس المال البشري، والمُحفِّز الأساسي للمبدعين والرياديين.
وأشارت وزيرة الثقافة، في تقريرها، إلى أن الوزارة تبنَّت تلك المبادرة، انطلاقًا من دعوة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في عام 2019، والتي تستهدف تدريب الشباب على الحرف التراثية للتدريب المهني والحرفي، وتتضمن حماية التراث وإعادة إحيائه.
ويشرف على المبادرة صندوق التنمية الثقافية، والذي بدأ الإعلان عن المبادرة وتنفيذ فعالياتها في منتصف عام 2019.
وأوضحت "الكيلاني"، من خلال التقرير، أن مبادرة "صنايعية مصر" تستهدف الحفاظ على الحرف التراثية وحمايتها من الاندثار، فضلًا عن تدريب كوادر جديدة من الشباب؛ ليصبحوا قادرين على اتقان ممارسة تلك الحرف بكفاءة عالية، مُستلهمين روح التراث في أعمال تلائم العصر، ومن شأنها أن تُمكنهم من إقامة مشروعات خاصة في مجال الحرف التراثية؛ لتحسين دخولهم، وتنمية الاقتصاد الوطني، وكذا تلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية من تلك المنتجات.
وأشارت إلى أن عدد الشباب الذين تم قبولهم في الدفعة الثانية، التي بدأ تدريبها في أكتوبر 2020، بلغ نحو75 شابًا وفتاة، كما بلغ عدد المقبولين في الدفعة الثالثة، التي بدأت في أكتوبر 2021، نحو 80 متدربًا. وقد تلقّى هؤلاء التدريب طوال فترة الدراسة على أساسيات التصميم والزخرفة وكذا عناصر التصميم الإبداعي وفنون الخط العربي.
وأوضحت الوزيرة، أن الدراسة شملت أيضًا زيارات ميدانية لعددٍ من المتاحف الأثرية والفنية؛ للتعرُّف على تاريخ الحرف التقليدية بالفسطاط، كما تمت الاستعانة بعددٍ من كبار الأساتذة والمتخصصين من كليات الفنون المختلفة؛ للتدريس والإشراف على التدريب، وذلك بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
ونوهت بأن التدريب تضمن أيضًا دورة متخصصة للدارسين في مجال ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والتسويق، بما يساعدهم على البدء في مشروعاتهم الخاصة، واكتساب خبرات تُمكنهم من الولوج إلى سوق العمل.
وذكرت أن الحرف التي استهدفها التدريب تضمنت 5 حرف أساسية، هي: الخزف، التطعيـم، الخيامية، أشغال النحاس، والحلي التراثية.
فعلى صعيد حرفة الخزف، أشارت الوزيرة إلى أن صناعة الخزف والفخار تُعد من أقدم الحرف التراثية التي عرفتها مصر، ويُمثل الخزف أحد أهم مقومات الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة؛ لذلك كان الحرص على أن تكون حرفة الخزف من أولى الحرف التي تشملها المبادرة، وقد تضمن التدريب التعريف بالمراحل المختلفة التي تمر بها صناعة الخزف حتى خروج المُنتج بشكله النهائي. كما تم تدريب المشاركين فى المبادرة على التقنيات المختلفة المرتبطة بتلك الحرفة، كالرسم على المنتجات الخزفية بأنواعها والتفريغ والحفر والحز والكشط والطلاءات الزجاجية والقوالب الجصية.
كما أوضحت الدكتورة نيفين الكيلاني، في تقريرها، أن حرفة الخيامية تُعد من الحرف اليدوية العريقة، والفنون الدقيقة التي تحتاج إلى مهارات عالية وقدرات خاصة. وتقوم تلك الحرفة على زخرفة القماش باستخدام وحدات صغيرة من القماش بألوان زاهية تحمل تصميمات ومفردات فنية وجمالية مُستمدة من التراث المصري. وأشارت الوزيرة إلى أنه تم تدريب المُتدربين على المراحل المختلفة لتلك الحرفة، وفى المرحلة المتقدمة من التدريب تم توظيف الخيامية في عمل أزياء وقطع من الملابس العصرية والمبتكرة بتصميمات مستوحاة من الوحدات الزخرفية المصرية القديمة والقبطية والإسلامية، مع تضمين عنصري التطريز والرسم، بما يعزز استخدامات هذا الفن التراثي الذي يواجه خطر الاندثار.
ومن خلال التقرير، أكدت الكيلاني أن التدريب على حرفة التطعيـم بالصدف وقشرة الخشب شمل مراحل التطعيم المختلفة، بدءًا من التصميم والتعرف على أنواع قشرة الخشب المختلفة، مرورًا بالتقطيع واللزق والكبس وتصنيع العلب الخشبية والتشطيب، حتى خروج المنتج بشكله النهائي، وكذلك الاستخدامات المختلفة لهذا الفن.
وعرضت وزيرة الثقافة حرفة أشغال النحاس، وأشارت إلى أن هناك عدة أساليب لزخرفة النحاس منها النقش والتفريغ، سواءً على النحاس المُسطح أو المجسم لإنتاج مشغولات ذات قيم جمالية ونفعية عالية. ومن التقنيات التي تم تدريب الدارسين عليها الأركيت؛ حيث يتم التدريب على التفريغ باستخدام منشار الأركيت علي الخشب، ثم التدريب على النحاس، كما تم التدريب علي النقش علي النحاس وأشغال الروبسيه.
وأخيرًا، استعرضت الدكتورة نيفين الكيلاني، في تقريرها، حرفة الحلي التراثية، وأكدت أن التقنيات التي تم التدريب عليها في هذه الحرفة تشمل تصميمات الحلي المختلفة المستمدة من التراث إلي جانب التفصيل وتركيب الأحجار وتقنية الخاتم المنفوخ.