«الصين في العصر الجديد».. كتاب يرصد تطور الحياة السياسية والحزبية وإنجازات الصينيين
صدر حديثا كتاب "الصين في العصر الجديد.. شي جين بينغ ومجتمع المصير المشترك"، للباحثين: عماد الأزرق والدكتور أحمد السعيد، عن مجموعة بيت الحكمة للثقافة.
ويتزامن صدور الكتاب -الذي يعد الأول من نوعه كمؤلف يصدر مباشرة بالعربية- مع انعقاد المؤتمر الوطني العام الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني، وذلك بما يتيح الفرصة للإعلاميين والباحثين والقراء في الدول العربية بالتعرف عن قرب على نظام الحكم في الصين، وتطور الحياة السياسية والحزبية بالصين وآليات اتخاذ القرار السياسي وتوجهاته، وأهم الإنجازات التي حققتها الصين سياسيًا واقتصاديًا وتنمويًا، خاصة خلال السنوات العشر الماضية.
ويضم الكتاب، الذي يقع في 340 صفحة من القطع الكبير، ثلاثة أبواب موزعة على 18 فصلا، حيث يتناول الباب الأول العلاقة بين ما شهدته وتشهده الصين من تقدم كبير والحزب الشيوعي الصيني عبر نحو 100 عام، وكذلك شي جين بينغ الذي قاد الصين والحزب في السنوات العشر الأخيرة، والتي شهدت الكثير من التحديات والتهديدات وكيف تعاملت معها الصين، كما تناول التطور التاريخي للحزب الشيوعي بوصفه من أكبر الأحزاب السياسية على مستوى العالم، ويضم في عضويته أكثر من 95 مليون عضو.
ويعد كتاب "الصين في العصر الجديد.. شي جين بينغ ومجتمع المصير المشترك"، هو أول كتاب باللغة العربية يستعرض التعديلات الدستورية التي أدخلت على دستور الحزب الشيوعي الصيني، بدءًا من عام 1982 بعد ثبات دام نحو 60 عاما، كما تناول الكتاب تفاصيل المؤتمرين الوطنيين الـ 18 والـ 19 للحزب الشيوعي، بما مثلاه من مرحلة الانطلاق نحو عصر جديد للصين، وكذلك جهود وسبل تعزيز القيادة الشاملة للحزب وتطوير منظومة الحوكمة.
واستعرض الكتاب في بابه الثاني أهم الإنجازات التي حققتها الصين في السنوات العشر الأخيرة، ومن أهمها تحقيق هدف المئوية الأولى، وإنجاز مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل والقضاء على الفقر، وإنقاذ ما يقرب من 900 مليون نسمة من الفقر المدقع، بما يعني تحقيق 70% من أول أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والمتعلق بالقضاء على الفقر في العالم.
كما تناول الباب الثاني من الكتاب تطور سياسة الانفتاح والإصلاح على نحو شامل، وجهود الارتقاء بالثقافة الصينية بما يوافق العصر الجديد، وبما يحقق الأهداف الاستراتيجية وهي تتجه إلى تحقيق الهدف المئوي الثاني عام 2049، والمتمثل في بناء دولة اشتراكية قوية متحضرة مزدهرة ومتناغمة، وتضمن أيضا المساعي الصينية لبناء الحضارة الإيكولوجية وتعزيز التناغم بين الإنسان والبيئة، وكذلك بناء جيش بأعلى مستوى عالمي على نحو شامل، وصولا إلى الدبلوماسية الجديدة لدولة كبيرة ذات خصائص صينية، وأسباب انتهاج الصين لها، وأبرز سماتها وأهم مبادئها وإنجازاتها.
فيما تناول الباب الثالث، من كتاب "الصين في العصر الجديد.. شي جين بينغ ومجتمع المصير المشترك"، مبادرات الرئيس الصيني الدولية وأثرها على العالم، حيث استعرض الكتاب مبادرة "التنمية العالمية" والجهود المبذولة في إطارها لقيادة العالم نحو مرحلة جديدة من النمو المتوازن والمنسق والشامل ومعالجة سلبيات العولمة والحفاظ على التعددية الدولية وضمان تحقيق التنمية في كل أنحاء العالم بشكل متوازن، كما استعرض مبادرة الأمن العالمي لتعزيز الأمن للجميع، بوصفه ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة بما يترتب على ذلك من رفع مستويات الشعوب وتحقيق الرفاه للمجتمعات المختلفة.
كما تناول الباب الثالث والأخير من الكتاب جائحة كوفيد – 19"، بوصفها جائحة القرن، وتبعاتها وآثارها السلبية، ونجاح الصين في مواجهتها والتعامل معها، والتي توجتها بإطلاق مبادرة تعاون عالمية للعمل في مجال اللقاحات والحفاظ على حياة البشر، بما يجعل من اللقاحات منفعة عالمية عامة، وجهود الصين لمساعدة دول العالم على مواجهة الأزمة، خاصة في القارة الأفريقية والمنطقة العربية، كما تضمن مبادرة "الحزام والطريق" وفلسفتها في جعل الاقتصاد في خدمة الإنسان ورفاهيته.
كما استعرض الكتاب أفكار شي جين بينغ للاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد والسلم العالمي، وجهود الصين لتحقيق السلم العالمي على أسس قوية ومتينة، بما يضمن استمرار جهود التنمية وعدم استنزافها في أي صراعات، وصولا إلى بناء "مجتمع المصير المشترك للبشرية"، وما يترتب عليه من بروز نظام دولي جديد يقوم على التعددية والتعاون والاستفادة المتبادلة والفوز للجميع، بما يفضي إلى تحقيق العدالة والإنصاف والمساواة بين جميع دول العالم.
ويقول مؤلفا العمل في مقدمته: "ولذا كان هذا الكتاب -فيما نرى- ضروريا أن يظهر في هذا الوقت المهم بالنسبة لعالم متعدد الأقطاب، لا يقوم على خدمة فقير لغني ولا ضعيف لقوي، وبما أن واقع اليوم وأطروحاته يشير إلى أن الصين هي من أوشكت على إحداث هذه النقلة في ترتيب الأدوار بالعالم، لذا صار واجبا أن يتعرف العالم على الصين، كما هي بلا تجميل، وبلا سعي للمديح أو الافتتان، بل نقلا لواقع، ورصدًا لتجربة، وسردًا لقصة نجاح نحكيها كما وقعت، آملين أن يكون هذا العمل إضافة للمكتبة العربية، تعطي القارئ العربي فرصة الاطلاع والوصول إلى مصادر وسطية، لا تشيطن الصين، ولا تبالغ في امتداحها، بل فقط تحكي حكايتها معتمدة على مصادر موثوقة من لدى أصحاب الحكاية".