الأربعاء.. سيد ضيف الله يناقش كتاب «السرد والخصوصية الثقافية» بالمركز الدولى للكتاب
يناقش الناقد والأكاديمي الدكتور سيد ضيف الله كتاب “السرد والخصوصية الثقافية” الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، وتناقشه الناقدة والأكاديمية الدكتور رشا صالح، والناقد والأكاديمي الدكتور هشام عبد العزيز، والناقد والأكاديمي الدكتور حمدي النورج، وذلك في الساعة السادسة مساء الأربعاء الموافق 19 من أكتوبر الجاري بمقر المركز الدولي للكتاب بوسط القاهرة.
يهدف كتاب "السرد والخصوصية الثقافية" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب للناقد الدكتور سيد ضيف الله إلى سبر أغوار العلاقة بين السرد والثقافة، من منطلق أنهما مكونان سرديان بامتياز تجمعهما علاقة تبادلية، وجوهر واحد يتجلى في مصطلحين متواشجين بالضرورة.
ويتخذ المؤلف من رواية "العمة أخت الرجال" للكاتب أحمد أبو خنيجر نموذجاً تطبيقياً، حيث يستشهد بمقطع من العمل على لسان إحدى الشخصيات "خبرني ماذا فعلت الحكومات المتعاقبة، لم يكن الجنوب في حساباتها أبداً، يبدو في نظرها كتلة يمكن إهمالها وتجاهلها، فقط الانتباه لا يتم إلا لنهب خيراته وتشريد ناسه عبر طول البلاد وعرضها".
الراوي هنا تم اختياره بمواصفات معينة تلائم الفضاء الفني الذي يدخله فهو راوٍ مشارك في الأحداث، ابن أحد الرجال الستة الذين تشتتوا في البلاد ليطلق عليهم اسماً وفعلاً "عائلة الرجّال"، تاجر العبيد الذي يكتب بهذه الصفة تاريخ عائلته.
يرفض الراوي التفسير الأخلاقي لشتات العائلة ليتبنى التفسير الاجتماعي والسياسي لشتات الجنوب بأكمله والمتمثل في إهمال الحكومات للصعيد على مر سنوات وعقود، ومن ثم يبدو ميراث هذه العائلة الحقيقي هو "القسوة" على حد تعبير "العم عثمان"، الذي رفض حضور جنازة أبيه رداً على طرده من البيت، ورغم إجلال الموت في الثقافة الشعبية بشكل لا يجوز معه إلا الخشوع أمامه وليس التشفي أو الانتقام فإن شخصية "عثمان" المتمردة هنا مؤهلة فنياً للانحراف عن الثقافة الجمعية والذاكرة القديمة وتأسيس ذاكرة جديدة يتجاور فيها المدنس الفردي مع البطولي الجمعي.