رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد رحيل مؤلفها بنصف قرن.. صدور رواية «لندن» للفرنسى لويس فرديناند سيلين

لندن
لندن

صدرت رواية «لندن» عن دار النشر الفرنسية جاليمار، بعد رحيل مؤلفها لأول مرة بأكثر من نصف قرن.

وبحسب الناقد الجزائري بوداود عميّر، فالروائي الفرنسي  "لويس فرديناند سيلين"، والمعروف باسم "سيلين" (1894 ــ 1961) والذي عرف بمعاداته للسامية، ويعد أكثر كتاب فرنسا ترجمة إلى اللغات العالمية، تم العثور على روايته "لندن"، في حقيبة مملوءة بالأوراق، وقد صدرت له خلال شهر مايو الماضي أيضًا رواية "حرب" لأول مرة بعد رحيله.

 ويشير بوداود عميّر، إلى أن رواية "لندن"، للكاتب الفرنسي لويس فرديناند سيلين، هي الرواية الثانية الجديدة له، بعد رواية "حرب" الرواية التي حققت نجاحًا كبيرًا، حيث تربعت على عرش المبيعات لأسابيع طويلة. 

وكانت الروايتان قد استخرجتا من داخل حقيبة ممتلئة بمخطوطات أعمال كان قد كتبها سيلين بخط يده، مؤجلًا نشرها، وأعلن عن العثور عليها العام الماضي، أمام دهشة الجميع؛ وسرعان ما شكل اكتشافها حدثًا أدبيًا مثيرًا.

رحلة رواية لندن

ويوضح بوداود عميّر: في سنة 1944، فرّ الكاتب الفرنسي سيلين من فرنسا، ليستقر به المقام في الدانمارك، كان مواطنوه يبحثون عنه لإعدامه، بتهمة الخيانة والتعامل مع ألمانيا النازية، ترك كل شيء من ورائه، وسرعان ما اقتحم مجهولون منزله في فرنسا، سرقوا جميع أغراضه، واستولوا خاصة على آلاف النسخ من مخطوطات أعماله الأدبية، لم ينشر أغلبها، هكذا رحل سنة 1961، وفي قلبه غصة على ضياع مخطوطاته.

ويلفت بوداود عميّر، إلى أنه: يعتبر الكاتب الفرنسي سيلين أحد أبرز الروائيين الفرنسيين في القرن العشرين، لكنه كان مغضوبًا عليه في بلده فرنسا؛ بسبب اتهامات بالخيانة، وكتاباته المعادية لليهود، كما تعتبر روايته الشهيرة: "رحلة إلى آخر الليل"، واحدة من روائع الأدب الفرنسي والعالمي، تحقق دائمًا المراتب الأولى في سبر الآراء، كواحدة من أفضل الأعمال الروائية في تاريخ الأدب الفرنسي، اعتبرتها الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار أهم رواية في تاريخ الأدب الفرنسي، مضيفة: "لقد حفظنا عن ظهر قلب مقاطع كاملة منها، كانت فوضويتها قريبة من فوضويتنا نحن، لقد كتبها سيلين نكاية في الحرب، في الاستعمار، في الرداءة، في التعابير الشائعة، في المجتمع، بأسلوب أخّاذ فتننا جميعًا".

وشدد على أن: سيلين الكاتب العالمي الكبير، يبدو شخصًا غير مرغوب فيه في الوسط الرسمي الفرنسي؛ والتهمة هي معاداته الصريحة للسامية؛ بسبب نشره لكتب ومقالات يتناول موضوعها "الخطر اليهودي على فرنسا"، خاصة كتابه الهجائي "تفاهة من أجل مذبحة".

هكذا لم يحظ سيلين، بأي اهتمام أو تكريم أو اعتراف رسمي في بلده؛ في سنة 2011 ألغيت رسميًا الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لرحيله، رغم استكمال جميع ترتيبات إطلاقها؛ كما تم تحت الضغط التراجع عن طبع بعض نصوصه غير المنشورة، من طرف دار جاليمار الشهيرة، بداعي أن تلك النصوص معادية لليهود.