رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منتجو الدواجن: نقص مدخلات الإنتاج وراء ارتفاع الأسعار

الدواجن
الدواجن

أرجع منتجو الدواجن ارتفاع أسعار الدواجن والبيض خلال الأشهر الأخيرة، إلى تداعيات الأزمة الأوكرانية وزيادة تكاليف الشحن العالمية، مشيرين إلى أن معظم مدخلات الإنتاج فى صناعة الدواجن، وعلى رأسها الأعلاف، مستوردة، ما يجعل هذا القطاع متأثرًا بالأوضاع العالمية، رغم تحقيق الاكتفاء الذاتى من الإنتاج.

ودعا عدد من العاملين فى القطاع إلى زيادة الإنتاج المحلى من مستلزمات صناعة الدواجن، مع المزيد من تنويع دول استيراد مستلزمات الإنتاج، ما يجعل الصناعة أقل تأثرًا بالأوضاع العالمية، مؤكدين أن هناك تواصلًا مستمرًا مع البنوك لتوفير الدولار من أجل الإفراج عن شحنات الأعلاف المتراكمة بالموانئ المصرية، نتيجة أزمة العملة الصعبة التى مرت بها البلاد مؤخرًا.

أحمد نبيل: استقرار البيض عند 70 جنيهًا للأبيض و72 للبلدى

كشف أحمد نبيل، نائب رئيس شعبة بيض المائدة بالاتحاد العام لمنتجى الدواجن، عن أن أسعار البيض تشهد استقرارًا فى الفترة الحالية، ولا توجد أى زيادة فى الأسعار منذ شهر مضى.

وأرجع ارتفاعات أسعار البيض، التى حدثت خلال الفترة الماضية، إلى زيادة أسعار منتجات التغليف من كارتون و«ورق استرتش»، ما تسبب فى زيادة أسعار المنتج النهائى بعد التغليف، مشيرًا إلى أن شراء البيض السائب يقلل الأسعار على المستهلك.

وقال «نبيل» إن أسعار البيض فى المزارع بلغت ٧٠ جنيهًا للكرتونة للبيض الأبيض، و٧٣ جنيهًا للأحمر، و٧٢ جنيهًا للبيض البلدى.

وأوضح أن قطاع الدواجن يعانى من أزمة كبيرة خلال الفترة الحالية، نتيجة زيادة تكلفة مدخلات الإنتاج، داعيًا إلى الإسراع فى حل الأزمة، خاصة أن القطاع يعبر عن صناعة كبيرة باستثمارات تقدر بنحو ٩٠ مليار جنيه، كما تضم ٣ ملايين عامل بشكل مباشر وغير مباشر. 

وتابع: «مدخلات الإنتاج فى صناعة الدواجن مستوردة، وبالتالى فإن الاكتفاء الذاتى فى القطاع مرتبط بتوافر المدخلات وأسعارها فى السوق العالمية، خاصة الكتاكيت والأعلاف».

واستطرد: «نستورد الأعلاف الأساسية، مثل فول الصويا والذرة الصفراء، التى تمثل تقريبًا نسبة ٧٥٪ من تكلفة كيلو اللحوم البيضاء، كما تستورد مصر ٦٥٪ من احتياجات المزارع من أوكرانيا والأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة، فيما توفر المصانع المحلية ٣٥٪ من الاحتياجات فقط، كما أننا نستورد مكونات أخرى، مثل مضادات السموم، وكثير من الأدوية البيطرية، وغيرهما من المواد التى تدخل مع فول الصويا والذرة الصفراء فى إنتاج العلف».

وأوضح نائب رئيس شعبة بيض المائدة أن العالم يعانى من الارتفاع الكبير فى أسعار الأعلاف منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، والذى جاء بعد ارتفاع آخر بسبب زيادة أسعار الشحن العالمية.

وواصل: «يعانى قطاع الدواجن أيضًا من مشكلة تراكم الشحنات بالموانئ، خاصة أنه تم الإفراج عن كميات قليلة جدًا من مستلزمات الصناعة مؤخرًا، وبحسب تقديرات اتحاد منتجى الدواجن فإن هناك ما يقرب من ١.٥ مليون طن من الذرة الصفراء وحوالى ٤٠٠ ألف طن من فول الصويا فى الموانئ المصرية، ما أثر على إنتاج القطاع الذى يحتاج إلى حوالى ٤٠٠ ألف طن من الأعلاف شهريًا».

وأردف: «منذ بداية شهر سبتمبر الماضى، تم الإفراج عن ٣ آلاف طن فقط من المتراكم، وذلك قبل الإفراج عن الشحنات الأخيرة، ولذا خاطب المنتجون البنوك لتوفير الدولار من أجل استكمال ثمن الشحنات حتى يستطيع المستوردون استخراجها من الموانئ».

عادل الألفى: ارتفاع فى أثمان الذرة بسبب تكاليف زراعتها

قال عادل الألفى، عضو اتحاد منتجى الدواجن والعضو المنتدب لمجموعة القاهرة للدواجن، إن قطاع الدواجن شهد أزمة كبيرة خلال الفترة الماضية، مثل غيره من الصناعات التى تعتمد بشكل أساسى على مدخلات مستوردة من الخارج.

وأضاف: «الأزمة تفاقمت منذ أبريل الماضى بسبب انخفاض احتياطيات الدولار، ولجوء الحكومة لفرض قيود على الاستيراد ضمن إجراءات للتخفيف من حدة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التى نشأت فى فترة التعافى من جائحة كورونا وبالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية».

وأوضح «الألفى» أن الأزمة الروسية الأوكرانية لها تأثير سلبى على الصناعات التى تعتمد بشكل رئيسى على الحبوب مثل الذرة والصويا والقمح، لأن روسيا وأوكرانيا من أكبر الدول المنتجة للحبوب.

وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية واختلال سلال التوريد تسببت فى ارتفاع الأسعار بنسبة ٣٠٪، مع تراجع واختفاء بعض الأصناف.

وعن أزمة تأخر الإفراج الجمركى عن بعض الأدوات والمواد فى الموانئ المصرية، قال: «غالبية هذه الشحنات كانت عبارة عن آلات ومعدات ولم تؤثر على صناعة الدواجن بشكل كبير».

وأضاف: «الأزمة الحالية سببها ارتفاع الأسعار عالميًا والاعتماد بشكل كبير على استيراد الذرة المخصصة لإنتاج الأعلاف بنسبة تصل إلى ٩٠٪، حيث ارتفع سعر طن الذرة من ٨ آلاف جنيه قبل الأزمة إلى ١٤ ألفًا حاليًا».

وتابع: «السبب الرئيسى للأزمة ندرة الدولار فى السوق المحلية، مع قلة الإنتاج المحلى من الذرة المخصصة لإنتاج الأعلاف وارتفاع تكاليف زراعتها فى مصر، مقارنة بزراعتها فى دول أخرى بالاعتماد على مياه الأمطار».

عبدالعزيز السيد: الأعلاف تأثرت بحرب روسيا وأوكرانيا

قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، باتحاد الغرف التجارية، إن أزمة أعلاف الدواجن ما زالت مستمرة بسبب صعوبة توفير الذرة والصويا المستوردة، مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح «السيد» أن مصر تستورد ما يقرب من ٩٠٪ من مدخلات إنتاج قطاع الدواجن، الأمر الذى يجعلها تتأثر دائمًا بالسوق العالمية، مشددًا على أهمية تنويع مصادر الاستيراد لعدم تكرار الأزمة الموجودة حاليًا. وأشار إلى أن مصر تستورد ما يقرب من ١٢ مليون طن سنويًا من الذرة الصفراء، بينما الإنتاج المحلى يبلغ ٣.١ مليون طن فقط، أى بنسبة ٢٠٪ من الاستهلاك، كما أن مصر تستورد ٩٠٪ من فول الصويا.

وتابع: «الارتفاع فى الأسعار كان ملحوظًا خلال الفترة الماضية، إذ إنه قبل الأزمة كان سعر الذرة الصفراء ٧ آلاف جنيه للطن ووصل الآن إلى ١١ ألف جنيه». 

وأشار إلى أن زراعة مساحات أكبر من محصول الذرة تخفض فاتورة الاستيراد، مشددًا على أهمية مراقبة السوق حتى لا يباع بيض المنزل بأسعار مبالغ فيها نتيجة التلاعب من جانب بعض التجار.