أستاذ اجتماع سياسي: حرب الاستنزاف كان بداية الإعداد لنصر أكتوبر
قال الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إنه يجب الإشارة للأجيال التي لم تحضر هذه المرحلة، فإن مصر بالفعل في نكسة 1967 لم تكن في حالة نكسة، ولم تكن مواجهة فقط مع العدو الصهيوني لكن كانت مواجهة مع القوة الاستعمارية الغربية بأكملها.
وأكد خلال مداخلة هاتفية ببرنامج هذا الصباح على قناة النيل للأخبار، أن تلك المواجهات تمت بعدما رأي العالم تبني مصر مشروعاً وطنياً وقومياً وتنموياً حقيقياً، لتتآمر على الوطن القوى الاستعمارية على مصر لضرب المشروع الذي أسسته في تلك المرحلة، وبالتالي استطاعت مصر أن تزيل أثار الاستعمار بشكل سريع وتنفض عن نفسها عار الهزيمة وتقوم بالفعل بإعادة الجيش المصري .
وتابع أستاذ علم الاجتماع السياسي، إننا نعلم جيدا أن بعد نكسة 1967 مباشرة وحين أعلن الزعيم عبد الناصر تنحيه عن الحكم تمسك الشعب بالقائد، وبالفعل بدأت إزالة آثار العدوان وتمت خلال هذه المرحلة بين 1967 وحتى 1970 حرب استنزاف استطاع الجيش المصري العظيم خلالها بدء مرحلة البناء وإعادة بناء الجيش، واستطاعت القوات المسلحة أنها تكبد العدو خسائر هائلة وتستنزفه استنزافا حقيقياً تمهيدا لحرب أكتوبر المجيدة والعبور والذي كان ملحمة حقيقية.
ونوه أن الجيش أو أسطورة الجيش الذي لا يهزم التي روج لها العدو انهارت في 6 ساعات أمام الجيش المصري في 1973، أمام العزيمة والإصرار على النصر فالشخصية المصرية عصية على الكسر معطاءة منتمية لهذا الوطن تقف مع الوطن في المحن.
وعن حيثيات المعركة وما دار فيها من خطط وخداع استراتيجي عظيمة للغاية تمت من قبل القادة العظام الذين قادوا المعركة بحنكة شديدة وبدراية وقدرة على خداع العدو، وتوقيت المعركة كان مدروساً بدقة شديدة ليفاجئ العدو في خلال جبهتين مختلفتين الغربية “سوريا” والشرقية “مصر” ، وخاضت سوريا أيضا المعركة بشكل منظم وحازم وقوي لنقوم بعمل كمين شديد القوة على العدو فيما استطاعنا بالفعل الانقضاض مما أدى ذلك عدم قدرته على استدعاء قواته الاحتياطية ويرجع ذلك لحسم اليوم المخطط والمحسوب أيضا.