محمد العون: الأعمال الأدبية التي تناولت انتصار حرب أكتوبر قليلة لحد كبير
قال الكاتب الروائي محمد العون، حول ذكرياته التي لازالت عالقة في ذهنه، فيما يخص أيام نصر أكتوبر المجيد: "لا أنسى أبدا تلك اللحظة عندما سمعنا البيان الأول يوم 6 أكتوبر ، كنت في الصف الثالث الإبتدائي ورجعت البيت بعد المدرسة كما يحدث في أي يوم عادي ، وبينما الجميع يحاولون تمضية نهار رمضان الطويل ، وجدت الجميع فجأة يتجمعون على الراديو في حالة غير طبيعية من الاهتمام والترقب ، فهمت أن الحرب ضد إسرائيل بدأت وأن الجيش المصري بدأ في ضرب مواقع العدو بالمدفعية والطيران وعبور قناة السويس ، لحظة عظيمة من لحظات الحياة ، بعدها بدأت البيانات تتوالى تبشر بالنصر أخيرا وبعد طول انتظار كما كنت أسمع من الكبار وقتها.
وتابع “العون” صاحب أعمال: سراديب الذهب، مراكب الليل، عطر الغرام، مولانا، ممر الشاي الهندي، وغيرها: "كتبت عن حرب أكتوبر وما سبقها من حرب الاستنزاف ، وعن هزيمة 67 في رواية "مراكب الليل" ، استمعت إلى شهادة عدد من الضباط الذين شهدوا تلك الحروب وجلست معهم جلسات مطولة وهم يحكون ذكرياتهم وتفاصيل ما مروا به خلال تلك السنوات ، ومن تلك الذكريات بالإضافة إلى ما قرأته من كتب عند تاريخ هذه الفترة ، نسجت أحداث الرواية التي تدور في إحدى قرى الدلتا وينضم عدد من أبنائها إلى الجيش كجنود.
وحول تناول الأدب والرواية لانتصار حرب أكتوبر 1973، لفت “العون”، في تصريحات خاصة لــ “الدستور”: هناك الكثير من الكتب التي صدرت عن حرب أكتوبر وما سبقها ، معظمها كتب سياسية وتاريخية وشهادات رجال كانوا يشغلون مناصب في الدولة وقتها ، كل منهم كتب من وجهة نظره ومن خلال ما شهده وهو في موقعة ، لكن أعتقد أن الأعمال الأدبية التي تناولت الحدث والانتصار قليلة إلى حد كبير ، وقد يرجع هذا لأسباب كثيرة وربما إلى الحراك الاجتماعي الذي أعقب نصر أكتوبر ، خاصة ما يسمى بالانفتاح الإقتصادي والذي زلزل الكثير من أوضاع المجتمع المصري.
وتعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973، واحدة من جولات الصراع العربي الصهيوني، والتي أثبت خلالها الجيش المصري، بسالته، وقدراته القتالية التي فاقت التوقعات، كما أن الحلول التي أبتكرها سلاح المهندسين، مازالت تبهر العالمين، سواء في فكرة تحطيم السواتر الترابية ــ خط بارليف ــ أو استخدام اللغة النوبية في الشفرات العسكرية.