«رماد العابرين» جديد ياسر عبد الحافظ عن دار الشروق
صدرت حديثا عن دار الشروق للنشر والتوزيع، رواية "رماد العابرين" للكاتب الروائي ياسر عبد الحافظ.
من أجواء الرواية نقرأ:
ماذا لو تغيرت قوانينُ العالم الذي نعيش فيه؟ تسترد الطبيعة الأرض وتعود لها السيطرة، ومعها يتغير ما ألفناه، فيصبح علينا الحذر مما نأكل ونشرب، ومن السماء فوقنا التي يسعى قمرُها لمزاحمة الشمس نهارًا.
هل تغير المناخ حقًّا؟ أم أن هناك سرًّا لا نُدرك أبعاده؟
عبر سبع ساعات، يسعى أبطالُ الرواية لاحتواء غضب تسبب في الإخلال بالتوازن الهش بين عالمَيْن. توازن يهدد زواله بسيطرة ظِلال هاربة من مصائرها، متوهمة أن بقدرتها الصمود إن تمسكتْ بذكرياتها.
وبحسب الناشر؛ فإن "رماد العابرين" تعد مُغامرة جديدة في مشروع ياسر عبد الحافظ الروائي، يسعى فيها لوضع أسس روائية لأرض ما بعد الحياة، ولاكتشاف طبيعة الوجود في العالم الآخَر من أجل تفكيك الواقع لفهمه على نحو أعمق وإدراك جوهره. والسؤال الأساسي في هذه المغامرة الفنية هو: متى نفارق الحياة حقًّا؟
ياسر عبد الحافظ؛ روائي وصحفي أصدر روايتين: "بمناسبة الحياة"؛ التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية (2008)، و"كتاب الأمان"؛ التي نالت جائزة ساويرس فرع كبار الأدباء (2014)، كما فازت ترجمتها إلى الإنجليزية بجائزة "سيف غبّاش بانيبال" لترجمة الأدب العربي (2018).
ومن أجواء رواية "بمناسبة الحياة": لم أفعل طوال ما يقرب من 15 يوما سوى الجلوس والتحديق في الفراغ، هناك اعتقاد أن حركتك يجب إقلالها مع الحزن. لأنه "بيهد" لهذا يفضل أن تظل في وضع واحد طويلا وتسير بهدوء كأنك ستقع في أي لحظة مغشيا عليك، أصابني الذهول مثل اللورد كارتر، كل منا فتح قبرا ورأى فيه ما لا يراه الناس، ذلك الظلام الذي لم يستطع الضوء خلخلته.. سبب للورد فزعا غير محتمل، أدرك هذا، الخيال أحيانا ما يكون وسيلة تعذيب.. في انتصابي الأول كنت أعاني عذابات لا نهاية لها لقدرتي على تجديد وتنويع المشاهد الخليعة، الآن أتخيل نفسي مع تلك الظلمة.. كائن حي، وحش تبصره ويبصرك، مجبران على التعايش فترة ممتدة بلا كلام أو صراخ أو بكاء. راودته الرغبة في سماع موسيقى، الحزن طقس لا يكتمل إلا بها، لابد بالطبع أن تكون موسيقى مناسبة للحدث. أوقفه التفكير في اعتراض أمه، لابد أنه سيكون اعتراض صامت مثل كل رفضها.. نظرة مؤنبة، كان صغيرا ينام وهذه النظرة تطارده، سيدة مخبولة تبحث عن فريسة مناسبة تلتهمها.. حلمه اليومي الذي جعله يقرر بعد إحساسه بالذنب الإقلاع عن الأحلام نهائيا، أصبح ينام ثم يستيقظ دون أن يحدث شيء، هكذا تدرب على الموت.