«المارونية» في احتفالات سانت تريزا: تأسست على اسمها رهبانية نسائية للموارنة
تحتفل الكنيسة المارونية في مصر، برئاسة الأنبا جورج شيحان، مطران الموارنة في مصر، بعيد القدّيسة تريزيا الطفل يسوع المعترفة.
وهي وُلدت في عائلة مارتين المؤمنة في ألنسون، فرنسا، في 2 أكتوبر 1873. كانت الصغيرة بين تسعة أولاد، أربعة منهم توفّوا صغار والبنات الخمسة أصبحن فيما بعد راهبات.
عن والديها قالت تريزيا: "أعطاني الرب والدين هما أقرب الى السماء منها الى الأرض". فقدت امها وهي بعمر اربع سنوات وأحبت يسوع من صغرها. شاءت أن تصبح من راهبات الكرمل المحصنات وهي لا تزال في الخامسة عشرة، وعند رفض المطران ذهبت مع أبيها الى روما وطلبت اذن السماح من البابا. اخيراً سمح لها المطران فدخلت الدير سنة 1888. عاشت حياة الراهبات القشفة وكانت تعمل بكل فرح وتسر بالأعمال الوضيعة.
لم تكن صحتها تساعدها انما كانت شديدة الايمان بالله، طافحة بالمحبة والفرح. طـُلب إليها أن تدون سيرة حياتها بدقة، ففعلت ذلك في "سيرة نفس". تألمت كثيراً وكانت رغم ذلك فرحة في حياتها الرهبانية. انتقلت إلى الحياة الأبدية في 30 أيلول سنة 1897 في دير ليزيو وهي تردد :"اني أحبك يا إلهي، أحبك".
اجترح الرب بشفاعتها عجائب كثيرة وقد أعلنت قداستها سنة 1925، كما أعلنها البابا شفيعة الرسالات لشدة صلاتها من أجل المرسلين وبلاد الرسالات. وقد تأسست على اسمها في الطائفة المارونية رهبانية نسائية تكرست لخدمة النشء والمرضى. من اقوال القديسة تريزيا: "سأقضي حياتي في السماء أعمل الخير على الأرض".
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أنّ ندخل في مشاعر الرّب هو بمثابة تكريم له، كما هو الحال حين نقدِّر هذه المشاعر، وحين نفعل ما فعله وننفّذ ما أمر به. والحال إنّ أعظم مشاعره كانت العناية بالفقراء لشفائهم، مواساتهم، إغاثتهم والتّوصية بهم؛ هنا كانت عاطفته. وهو بذاته أراد أن يُولَدَ فقيرًا، كما أراد أن يستضيفَ في رفقته فقراء، وأن يخدمَ الفقراء، وأن يضعَ نفسه مكانهم، حتى إنّه قال إنّ الخير والشر اللذين نصنعهما للفقراء، سوف يعتبرهما موجّهان لذاته الإلهية.
أي حبّ عطوف أكثر من ذلك كان بإمكانه الإعراب عنه للفقراء! وأيّ حب، إن سمحتم، نستطيع أن نكنّه له، إذا لا نحب ما أحبّه هو؟ وبذلك، إنّه بمثابة حبّه بالطّريقة الصّحيحة، أن نحب الفقراء؛ وإنّه بمثابة خدمته خدمة حسنة وتكريمه مناسبًا، أن نقتدي به.
إنّما إن كان المخلّص الخيّر هذا يعتبر نفسه مكرّمًا بهذا الاقتداء، فكم علينا أكثر أن نعتبره تكريمًا أعظم أن نجعل أنفسنا بذلك مشابهين له! ألا يبدو لكم انّه ها هو باعث قوي للغاية لكي تُجدّدوا في أنفسكم حماسكم الأوّل؟ في رأيي، أعتقد أنّه يجب علينا اليوم أن نقدّم أنفسنا إلى صاحب الجلالة الإلهية...، بِحيث يُقال فيكم من الآن فصاعدًا إنّ "مَحبَّةَ المسيحِ هي التي تَأخُذُ بِمَجامعِ قلوبِكم".