مع بداية فصل الخريف.. كيف يتأثر العالم بتغيرات المناخ القوية؟
مع استمرار تغير المناخ في دفع الظواهر الجوية المتطرفة، أصبح البشر ومسببات الأمراض على اتصال أوثق مع بعضهم البعض، أكثر من أي وقت مضى، فهناك أسباب مباشرة للمرض، مثل ارتفاع درجة حرارة المحيطات التي أصبحت أرضًا خصبة لبكتيريا معينة وأسباب غير مباشرة، مثل نوبات الإجهاد التي يمكن أن تقلل من جهاز المناعة، وتشير الأبحاث الآن إلى أن تغير المناخ والأمراض المعدية مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، حيث يُقدر أن الاحتباس الحراري يتسبب في انتشار أكثر من نصف الأمراض في العالم.
ورصد موقع "إرث" الصيني، 5 عوامل يمكن أن يتعرض لها العالم بسبب تغيرات المناخ في فصلي الخريف والشتاء وتساعد على نشر الأمراض والأوبئة.
حرائق الغابات
أكد الموقع أن استنشاق الدخان يسبب أمراض القلب والرئة، إلى جانب تفاقم حالات الربو والتهاب الشعب الهوائية، مع تلف الجهاز التنفسي والدورة الدموية، يكون الناس أكثر عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الحادة إذا أصيبوا بفيروسات مثل فيروس كورونا.
وتابع أنه في عام 2020، اكتشف العلماء أيضًا أن دخان حرائق الغابات يمكن أن يحمل ميكروبات تنشر الأمراض المعدية، فهذا المجال الجديد من الدراسة يسمى بيولوجيا الحرارة، حيث يمكن للفطريات المحمولة بالهواء مثل الفطريات الكروية أن تنشر حمى الوادي أثناء السفر عن طريق الدخان، وتؤثر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
الجفاف
وأضاف أنه مع وجود القليل من مصادر المياه الطبيعية المتاحة خلال فترة الجفاف، غالبًا ما يهاجر البعوض إلى المياه بالقرب من المساكن البشرية، مع التركيز في منطقة واحدة محددة للتكاثر، فمن المرجح أيضًا أن تحتوي المياه الضحلة الدافئة المتبقية في البحيرات والجداول على الأميبات والفيروسات والبكتيريا التي يمكن أن تسبب أمراضًا مميتة.
الأعاصير
وأشار الموقع إلى أنه غالبًا ما تدفع ظروف الأعاصير الناس إلى ملاجئ ضيقة، وتشمل الأمراض التي تنتشر في أماكن قريبة أمراض الجهاز التنفسي والسل والحصبة، ومع تدمير العاصفة لمجاري الصرف الصحي ومرافق معالجة المياه، يتسبب ارتفاع منسوب المياه في حدوث حالات أعلى من الأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا.
وفي أعقاب الإعصار، يفقد الكثير من الناس إمكانية الوصول إلى الرعاية الطبية، لأن العاصفة حطمت المستشفيات والعيادات والصيدليات، وبالاقتران مع ضعف الجهاز المناعي الناجم عن الإجهاد الشديد، فإن تفشي الأمراض يتبع الأعاصير في كثير من الأحيان.
٠الفيضانات
وأكد الموقع أن سبب آخر لارتباط تغير المناخ بالأمراض المعدية هو الفيضانات، والأحداث المناخية المتطرفة التي غالبًا ما تتفاقم بسبب الاحترار العالمي، حيث تحتوي مياه الفيضانات، مثلها مثل الأعاصير، على مياه الصرف الصحي السامة للإنسان والماشية. يمكن أن تؤوي أيضًا نفايات منزلية أو صناعية أو طبية خطيرة وقد تنقل الفئران الحاملة للأمراض إلى مواقع جديدة.
الزيادة السكانية
وتابع أن العديد من الأمراض تنتشر بسهولة أكبر بسبب الكثافة السكانية العالية والتنقل المتكرر للأشخاص داخل الدولة وكذلك على المستوى الدولي، وأدت بعض الأمراض، مثل الإيبولا وفيروس كورونا، إلى قيود سفر صارمة تهدف إلى تجنب انتشارها على نطاق واسع، ومع ذلك، مع كون السفر الآن جزءًا لا يتجزأ من المجتمعات الحديثة وتزايد عدد سكان العالم باستمرار، أصبح من السهل الآن أكثر من أي وقت مضى على البشر مواجهة الأمراض ونشرها.