صورة «عبد الناصر» فى مرآة الشعر والشعراء.. يعيش جمال حتى فى موته

صورة جمال عبد الناصر، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1970، ورغم مرور أكثر من نصف قرن علي رحيله، إلا أنه مازال محل خلاف وجدل بين المصريين والعرب.

 فبينما يري البعض عبد الناصر زعيم وطني تحرري، قاد مصر والعرب، بل وحتي القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية نحو حلم الاستقلال والتحرر الوطني، يري البعض الآخر، أنه قيد الحريات وكان نموذجا للمستبد العادل.

جمال عبد الناصر، والذي رفعت صوره في ثورتي 2011، و30 يونيو 2013، وهتف المتظاهرين ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية: “عبد الناصر قالها زمان، الإخوان مالهومش أمان”. 

وعلي الصعيد الأدبي والثقافي، كان الزعيم جمال عبد الناصر، محور للعديد من الأعمال الروائية والشعرية، فمن محمد مهدي الجواهري، الذي قال عن “عبد الناصر”: عظيم المجد والأخطاء"، ومواطنه الشاعر عبد الوهاب البياتي، مرورا بالشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، الذي وصف “عبد الناصر”، بأنه “الرجل ذو الظل الأخضر”، والشاعر السوري نزار قباني والذي قال عنه: “قتلناك يا آخر الأنبياء”، وصولا إلي شعراء مصر: أحمد فؤاد نجم، صلاح جاهين، أمل دنقل، أحمد عبد المعطي حجازي، صلاح عبد الصبور، فؤاد حداد وغيرهم.

ــ أحببته ليس من ديني ولا من بلدي

في قصيدته “أحببته ليس من ديني ولا من بلدي”، يقول الشاعر اللبناني “ميشيل سعد”، عن عبد الناصر: يا صيحة من ربي مصر زأرت بها..فاهتز في الكون من أصدائها الجمد.

 وعن زعامة عبد الناصر للأمة العربية يقول ميشيل: فهو الزعيم ونحن التابعون له، وهو الرسول ونحن المؤمنون به .. أحببته ليس من ديني ولا من بلدي .. والحب ليس له دين ولا بلد.

ــ أكذا تفارقنا لــ الهادي آدم

أما الشاعر السوداني الهادي آدم، فقال في وداع الزعيم جمال عبد الناصر: أكذا تفارقنا بغير وداع ..يا زينة الأبصار والأسماع ..غفرانك اللهم لست مصدقا .. ولدي للشك المريب دواعي.. أجمال إنك إن رحلت مفارقا ودعاك للعلياء أكرم داع ..فلأنت من أرواحنا وقلوبنا كلمات قلبك سوف تبقي دائما في كل قلب مصدر الإشعاع .. يا فخر هذا الشرق يا ملاحه وزعيم نهضة بغير نزاع.

ــ عبد الوهاب البياتي يكتب “إلي عبد الناصر الإنسان”

وفي “المختار من شعر عبد الوهاب البياتي”، وفي قصيدته “إلي عبد الناصر الإنسان”، يقول البياتي: هذا الثائر الإنسان عبر سنابل القمح ..يهز سلاسل الريح ..مع المطر.. مع التاريخ والقدر ..فيا شعراء فجر الثورة المنجاب ..قصائدكم له، لتكن بلا حجاب، فهذا المارد الثائر إنسان ..يزحزح صخرة التاريخ، يوقد شمعة في الليل للإنسان.

ــ أنغام سبتمبرية صلاح جاهين في وداع عبد الناصر

وفي قصيدته “أنغام سبتمبرية”، يودع صلاح جاهين عبد الناصر قائلا وقف الشريط فى وضع ثابت..دلوقت نقدر نفحص المنظر..مفيش ولا تفصيلة غابت..وكل شئ بيقول وبيعبر..من غير كلام ولا صوت.. أول ما ضغط الموت بخفة وبجبروت فى يوم أغبر ..على زر فى الملكوت إلي أن ينهي قصيدته بحال مصر والمصريين بعد وفاة عبد الناصر: ومصر واقفة صبية فلاحة .. علي كتفها بلاص .. فيه ألف ثقب رصاص.

ــ الرجل ذو الظل الأخضر محمود درويش

نعيش معك .. نسير معك .. نجوع معك ..وحين تموت ..نحاول ألا نموت معك، إلي أن يصل لقوله: نراك طويلا كسنبلة في الصعيد..جميلا كمصنع صهر الحديد .. وحرا كنافذة في قطار بعيد، ولست نبيا ولكن ظلك أخضر.

ــ الرحلة ابتدأت أحمد عبد المعطي حجازي

قال حجازي في وداع الزعيم جمال عبد الناصر: واناصراه..مالت رؤوس الناس فوق صدورهم..وتقبلوا فيك العزاء..وأجهشت كل المدنية بالبكاء.. كوني ندي يا شمس أو غيبي..فاليوم يرحل فيك محبوبي..عين الحبيب استسلمت للنوم ..ورأيت في الطرقات قاهرة سوي الأخري.. إلي أن يصل لقوله: تندلع المناديل الصغيرة في سواد جنائز الصبح الفسيح لا لم يمت.. وتطل من فوق الرؤوس وجوهك السمر الحزينة.

ــ “القادم عند الفجر” محمد الفيتوري

أما الشاعر السوداني محمد الفيتوري، فنعي عبد الناصر بقصيدته “القادم عند الفجر”، وفي مطلعها يقول: الآن وأنت مسجى ..أنت العاصفة، الرؤيا، التاريخ، الأوسمة، الرايات ،..الآن وأنت تنام عميقاً ، تسكن في جنبيك الثورة، ترتد الخطوات ..تعود الخيل، مطأطئة من رحلتها، مغرورقة النظرات ..الآن يقيم الموت سرادقه العالى ..يتدفق كالأمطار على كل الساحات ..الآن يكون الحزن عليك عظيماً .. والمأساة ..تدوس على جثث الكلمات.

ــ الأبنودي “يعيش جمال حتى في موته”

وفي قصيدته “يعيش جمال عبد الناصر”، يقول الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، ناعيا عبد الناصر: يعيش جمال عبد الناصر..يعيش بصوته وأحلامه..في قلوب شعب عبد الناصر 

مش ناصرى ولا كنت في يوم..بالذات وف زمنه وف حينه..لكن العفن وفساد القوم..نسانى حتى زنازينه.. في سجون عبد الناصر .. أزاى ينسينا الحاضر.. طعم الأصالة اللى في صوته

يعيش جمال عبد الناصر.. يعيش جمال حتى في موته.. ماهو مات وعاش عبد الناصر.