فلسطين وإسرائيل في الأمم المتحدة: ماذا ترتب على مفاجأة لابيد و«موقف أوسلو»؟
أثار الخطابان اللذان ألقاهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها الـ77، بولاية نيويورك الأمريكية، ردود فعل واسعة، على الصعيدين الفلسطيني والإسرائيلي.
وفجر لابيد مفاجئة للإسرائيليين، في خطابه، بإعلانه دعم حل الدولتين، فيما قال أبو مازن إنه إذا كانت تلك الدعوة حقيقة، فيجب العودة «فورًا» إلى طاولة المفاوضات لإحياء عملية السلام.
لابيد يدعم حل الدولتين للمرة الأولى
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، في كلمته، الخميس الماضي، دعمه لمبدأ حل الدولتين، ما يعني إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها رئيس حكومة إسرائيلة دعمه لمثل هذا الحل.
وقال لابيد: "الاتفاق مع الفلسطينيين، الذي يقوم على دولتين لشعبين، هو الشيء الصحيح لأمن إسرائيل والاقتصاد الإسرائيلي ومستقبل أطفالنا".
سبب موقف لابيد المعلن ردود أفعال متباينة في إسرائيل، حيث أثارت هجومًا قويا ضده من قبل تيار اليمين، بينما سنده دعم تيار اليسار.
ترقب إسرائيلي وهجوم يميني
وهاجم تيار اليمين، لابيد، حيث وصف بنيامين نتنياهو رئيس المعارضة الإسرائيلية وزعيم حزب الليكود، ذلك الإعلان بـ«الضعف والهزيمة وإنحناء الرأس»، بينما رحب اليسار بذلك الموقف، إذ قال حزب ميرتس: "سنقف مع لابيد لتحويل موقفه إلى واقع ... أتمنى آن يكون ذلك بمثابة عام للسلام".
وتترقب الأوساط الإسرائيلية، خاصة السياسية، تأثير إعلان لابيد، على وجوده السياسي، في استفتاءات الرأي المقبلة، حول أي تيار يمكنه تشكيل حكومة جديدة، والحصول على الأغلبية في انتخابات الكنيست، التي تعقد نوفمبر المقبل.
وأظهرت استطلاعات الرأي الإسرائيلية السابقة اقتراب نتنياهو من الحصول على الاغلبية،
عباس يتحدث عن موقف لابيد وإتفاقية أوسلو
على الجانب الأخر، قال أبو مازن إن موقف لابيد بدعم حل الدولتين تعد خطوة إيجابية، لكنها إذا كانت حقيقية، فيجب على إسرائيل العودة للمفاوضات بشكل فوري.
وفي كلمته، منذ يومين، سلط عباس، الضوء، على السلوك الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، قائلا :"لم يبق على وجه هذه البسيطة إلا نحن تحت الاحتلال، أيتها الجمعية العامة، لماذا نتحمل نحن ونبقى تحت الاحتلال؟".
وأكد الرئيس الفلسطيني أن إسرائيل لا تلتزم بالاتفاقيات على أرض الواقع، خاصة اتفاقية أوسلو، مشددا على أن مثل تلك الاتفاقيات لم تعد قائمة بس خرق تل أبيب، المستمر، لها.
عرض وثائق لسلوك إسرائيل ضد الفلسطينيين
وعرض أبو مازن، خلال كلمته أمام الأمم المتحدة، صورًا لفلسطينيين يهدمون منازلهم، موضحًا أن إسرائيل تطالب الفلسطينيين بهدمها أو ستقوم القوات الإسرائيلية بفعل ذلك.
وأشار إلى أن فلسطين ستسعى لقبولها كدولة عضو في ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية.
وأوضح أن السلطة الفلسطينية ستحاول إصدار قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى حماية الفلسطينيين من إسرائيل، مهاجمًا الولايات المتحدة لمساندتها إسرائيل وحمايتها من المحاسبة.
غضب إسرائيلي: خطاب وهمي
وتضمنت كلمة عباس عرضًا شاملًا للممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، سواء بعرض الصور لضحايا الغارات والقصف، أو العناوين الرئيسية للصحافة العالمية التي تتحدث عن قتل إسرائيل للأطفال.
وأثارت كلمة الرئيس الفلسطيني ردود فعل غاضبة في إسرائيل، مقابل ترحيب واسع في الأوساط الفلسطينية.
وهاجم جلعاد إردان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، عباس، مدعيًا أن خطابه وهمي ومليء بالأكاذيب، ويثبت مرة أخرى أن زمنه قد ولى"، بينما رحب فايز أبو عيطة المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية، بكلمة أبو مازن، قائلا:"خطاب تاريخي بامتياز".