دراسة بيئية: جزيئات «الأيروسول» فى الهواء الأكثر تأثيرًا فى إحداث التغير المناخى
كشف دراسة بيئية حديثة عن أن جزئيات "الأيروسول" التي توجد في الهواء الملوث يكون لها التأثير الأكبر على إحداث تغيرات مناخية على سطح الأرض، بالإضافة إلى تأثيرها المباشر على صحة الإنسان والاقتصاد والزراعة، مؤكدة أن ذلك قد يشكل عاملا محفزا في قيام دول معينة بتخفيض الانبعاثات الملوثة من أجل تحقيق تقدم في إجراءات مواجهة التغير المناخي عالميا، وضرورة مناقشة ذلك ضمن فعاليات مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP 27» المقرر عقده بمدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل.
وذكرت الدراسة، التي أجرتها جامعة تكساس الأمريكية بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا سان دييجو، ونشرتها مجلة "ساينس ناتشر"، أن جزيئات الأيروسول، وهي عبارة عن جسيمات صلبة أو سائلة متناهية الصغر وتظل عالقة في الهواء ولا تتراكم أبدا، تتسبب في تراكم الضباب حول المدن الصناعية ومحطات الطاقة وغيرهما من مناطق تشهد كثافة في عوادم السيارات، الأمر الذي يهدد بشكل كبير صحة الإنسان ويسبب خسائر فادحة في الاقتصاد بمقارنتها بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، الذي يمثل مركزا لجهود مكافحة التغير المناخي.
- جزيئات الأيروسول تعتبر الأكبر تأثيرًا فى إحداث تغيرات كبيرة فى مناخ الأرض
وقال أستاذ مساعد للعلوم الجغرافية بجامعة تكساس البروفيسور جيتا بيرسا: "إنه بالرغم من أن انبعاث ثاني أكسيد الكربون والأيروسول يحدث في وقت واحد نتيجة احتراق الوقود بكل أنواعه، إلا أن جزيئات الأيروسول تعتبر الأكبر تأثيرا في إحداث تغيرات كبيرة في مناخ الأرض، حيث تبقى عالقة حول أماكن انبعاثها".
وأوضحت الدراسة أن هذه النوعية من الملوثات تضاعف التكلفة الاقتصادية التي تتحملها المجتمعات لمعالجة تأثير غازات الاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 66 بالمائة، لافتة إلى أنه من بين هذه المجتمعات «البرازيل، والصين، وشرق إفريقيا، وغرب أوروبا، والهند، وإندونيسيا، والولايات المتحدة، وجنوب إفريقيا».
بدوره، قال أحد الأساتذة المشاركين في الدراسة ويدعي جينيفر بيرنى: "إن الدراسة تبرز التأثير الضار للانبعاثات، والتي يتم التقليل من أهميتها بشكل عام"، موضحا أن ثانى أكسيد الكربون يزيد من حرارة الكوكب، ولكنه ينبعث من مجموعة كبيرة من المركبات بخلاف ملوثات الأيروسول التي لها تأثير واضح ومباشر، وتكون ما يسمى بـ"الهباء الجوي"، أى كثافة ضبابية في الجو حول مناطق انبعاثها مما يسبب حالات الاختناق وضيق التنفس وغيرها من الأمراض الصدرية بين البشر، بالإضافة إلى ارتفاع في حالات الوفيات، خاصة بين الأطفال.
وأضاف أنه "على سبيل المثال تسبب هذه الملوثات وفيات للأطفال ليس في داخل أوروبا فقط، ولكن هذه النسبة تتضاعف بمقدار أربع مرات خارج القارة بسبب انبعاثات القارة الأوروبية وحدها"، لافتا إلى أنه بجانب التأثير المباشر على صحة الإنسان والمناخ، فإن ملوثات الأيروسول تؤدى أيضا إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض وتكون أنماط الرطوبة وتؤثر على كمية أشعة الشمس الواصلة إلى سطح الأرض.