وزير الصحة يفتتح المجمع اللوجستى المميكن لحفظ وتوزيع اللقاحات بـ«فاكسيرا»
افتتح الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، اليوم السبت، المجمع اللوجستي المميكن لحفظ وتوزيع اللقاحات بالشركة القابضة للقاحات والمستحضرات الحيوية "فاكسيرا" بمدينة السادس من أكتوبر، والذي تم تدشين أعمال الإنشاء به في منتصف شهر أبريل الماضي، وذلك بالتعاون مع شركة «سينوفاك» الصينية.
وشهد وزير الصحة والسكان مراسم توقيع وثيقة استلام 10 ملايين جرعة من لقاح كورونا مقدمة من الحكومة الصينية، ضمن 60 مليون جرعة تهديها الحكومة الصينية للشعب المصري، حيث كشف الوزير أن مصر لديها مخزون من لقاحات فيروس كورونا يكفي حتى عام 2023.
وقال الوزير، خلال كلمته، إن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين شهدت طفرة كبيرة فى السنوات الأخيرة، انطلاقًا من العلاقات الوثيقة بين السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الصيني "شي جين بينج"، والدعم المقدم من القيادة السياسية في البلدين لهذه العلاقات، مشيرًا إلى أن العلاقات التعاونية بين مصر والصين تعد مثالاً يحتذى به للتضامن والتعاون الدولي.
وأوضح أن القيادة السياسية وضعت مخططًا كاملًا لتطوير الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا» ورفع كفاءتها، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة لتحويل مصر إلى مركز لإنتاج اللقاحات لتلبية متطلبات الدول الإفريقية من اللقاحات.
ولفت إلى أن القيادة السياسية قدمت كامل الدعم للشراكة الناجحة والبناءة بين شركتي "فاكسيرا"، و"سينوفاك" الصينية، والتي أثمرت عن إنتاج 40 مليون جرعة من لقاح "كوفيد- 19 فاكسيرا- سينوفاك".
وأكد الوزير أن التخزين الجيد من أهم عوامل الحفاظ على الأمصال واللقاحات كونها مواد بيولوجية تفقد فعاليتها وقدرتها على توليد المناعة ضد الأمراض عند تعرضها لدرجات حرارة غير مناسبة، مشيرًا إلى أنه لضمان فعالية ومأمونية اللقاح يجب الحفاظ على سلسلة التبريد وتخزينه فى درجة الحرارة المناسبة لحين وصوله إلى المستخدم.
ولفت الوزير إلى أن شركة "سينوفاك" كانت قد تقدمت بمقترح لتجهيز المجمع أتوماتيكيًا ومركزيًا للتخزين المبرد بطاقة تخزينية 150 مليون جرعة، وفقًا لأحدث معايير منظمة الصحة العالمية للتخزين الجيد، في إطار التعاون المتبادل بين شركتي "فاكسيرا" و"سينوفاك" الصينية منذ توقيع اتفاقية نقل تكنولوجيا تصنيع لقاح كوفيد- 19 في أبريل 2021.
وأوضح الوزير، أن مجمع التبريد تم بناؤه على مساحة 3180 مترًا مربعًا، بطاقة استيعابية تتراوح ما بين 100- 150 مليون جرعة من اللقاحات سنويًا، مساهمةً من الشركة الصينية في زيادة القدرات التخزينية للقاحات في مصر، لتصبح الشركة مركزًا إقليميًا لتصنيع وتخزين اللقاحات فى القارة الإفريقية، مشيرًا إلى الاستعانة بشركة "CSCEC"، لتنفيذ المجمع، والتي تعد واحدة من أكبر الشركات الصينية في مجال التشييد والبناء في العالم.
من جانبها، أوضحت الدكتورة هبة والي، الرئيس التنفيذي للشركة القابضة للقاحات والمستحضرات الحيوية "فاكسيرا"، أن المجمع يشمل غرفتي تبريد بدرجة حرارة (2- 8) درجة مئوية، مساحة كل منهما 661 مترًا مربعًا، بارتفاع 9 أمتار لتخزين اللقاحات تامة الصنع، و3 مناطق للشحن والتفريغ– لاستقبال الشاحنات المبردة وتحميل وتفريغ الشحنات والمجهزة بأبواب عازلة مصممة، لتحقيق التحكم السريع فى درجة الحرارة دون التأثير على درجة حرارة المجمع.
وتابعت أن المجمع يضم منطقة العمليات لفحص وتعبئة وتسجيل بيانات الشحنات، وغرفة تجميد عند درجة حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر، لحفظ مواد التحليل، بالإضافة إلى منطقة تخزين على مساحة 290 مترًا مربعًا، وارتفاع 3,45 متر لتخزين البلكات الجاهزة للتعبئة عند درجة حرارة 2-8 درجات مئوية، والمنفصلة تمامًا عن منطقة تخزين المنتج النهائي لتجنب الخلط.
وكشفت "والي" أن التحكم في كل غرفة تبريد يتم من خلال نظام تبريد مزدوج "نظام للاستخدام وآخر احتياطيًا"، فضلًا عن غرفة التحكم والمراقبة تحتوي على شاشات لمراقبة عملية نقل اللقاح في جميع الاتجاهات ومراقبة درجات الحرارة، بالإضافة إلى نظام إنذار فى حالة الحيود في درجة حرارة التخزين ونظام إطفاء الحرائق.
وتابعت "والي" أن إدارة مجمع التخزين تتم أتوماتيكيًا باستخدام نظام WMS لإدارة المخازن، والذي يتحكم في كل من عمليات تخزين وصرف اللقاحات بشكل يكفل تحسين كفاءة العمل وتنظيم المساحات التخزينية بشكل فعال، موضحة أنه خلال عملية التخزين وقبل استقبال الشحنة يتم تسجيل البيانات الخاصة بها من خلال نظام WMS، وإصدار كود خاص بالشحنة.
ونوه بأنه مع وصول الشاحنات المبردة يتم استقبالها من خلال منطقة الشحن والتفريغ المخصص لها، حيث يتم نقل اللقاحات إلى منطقة العمليات الداخلية وتسجيل البيانات الخاصة بها من خلال نظام WMS، ويتم تلقائيًا تخصيص مساحة البضائع داخل الغرف المبردة وإصدار تعليمات التخزين وإرسال روبوتات "إي جي ڤى" لتنفيذ عمليات المناولة بعد التأكد من الكود QR الخاص بالشحنة، ثم نقل اللقاحات في المكان المخصص لها، وفيما يخص عملية الصرف يقوم مسئول التخزين من خلال نظام WMS بإصدار تعليمات لطلب صرف اللقاحات بالكميات المطلوب شحنها خارج مجمع التبريد، الذي يقوم بإرسال تعليمات للروبوت لنقل الأصناف المطلوبة إلى منطقة الشحن وفقًا لتاريخ الصلاحية.
وبدوره، ثمن السفير محمد البدري، سفير مصر السابق لدى جمهورية الصين الشعبية، العلاقات التعاونية الثنائية في مجال إنتاج اللقاحات، والتي توجت منذ البدء في أعمال البناء والتدشين للمجمع المميكن، في أبريل 2022، حيث يعد هذا التعاون جزءًا هامًا في استراتيجية التعاون بين البلدين، مؤكدًا أن البلدين يمتلكان تاريخًا كبيرًا من العلاقات المثمرة والجهود التعاونية بمجالات الصحة العامة وأيضًا التجهيزات الطبية ذات الجودة والكفاءة الفائقة.
من جانبه، قال جان تاو، القائم بأعمال السفير الصيني لدى مصر، إن الصين تسعى باستمرار للتعاون مع دول قارة إفريقيا، فضلًا عن توفير الدعم للقضايا الصحية، وتقديم أوجه الدعم والحلول لاستدامة هذا التعاون، موضحًا أن الدولة الصينية تعمل يدًا بيد لبناء مستقبل صحي واعٍ بين إفريقيا والصين، مثمنًا مساندة الدولة المصرية للصين منذ بداية الجائحة، والذي حرصت الصين على إثره على تقديم 189 مليون جرعة لقاحات إلى 27 دولة إفريقية.
وأكدت المدير التنفيذي لشركة سينوفاك الصينية- خلال كلمة مسجلة- أن العلاقات "المصرية- الصينية" تشهد تعاونًا مثمرًا بعدة مجالات، وأهمها ملف إنتاج الأمصال واللقاحات المضادة لفيروس كورونا، حيث أعربت عن سعادتها بهذا الافتتاح الذي يؤكد على متانة الروابط العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدة أن هذا التعاون يمثل تحديًا قويًا في التصدي لمواجهة جائحة فيروس كورونا، مشيرة إلى أن افتتاح المجمع اللوجستي المميكن لحفظ وتخزين اللقاحات سيساهم في دعم جهود الاهتمام بالصحة العامة للشعوب في مصر وقارة إفريقيا.
وقال المدير التنفيذي لشركة «CSCEC» إن التعاون بين دولتين كبيرتين بحجم (مصر والصين) يُعد نموذجًا مثاليًا لتأسيس مشروعات مثالية وناجحة بمجالات الصحة العامة، مؤكدًا حرص الشركة على تقديم الدعم والتعاون مع الجهود المصرية لإنجاز المشروعات الصحية التي من شأنها الحفاظ على الصحة العامة للشعب المصري ورفع المناعة المجتمعية.
وجرى في الختام تكريم فريق العمل المشارك في إنشاء وتجهيز المجمع اللوجستي المميكن لتخزين وتوزيع اللقاحات بـ"فاكسيرا"، وثمن الوزير جهودهم المبذولة في إنجاز هذا المشروع المتكامل في وقت قياسي وفي ظل التحديات التي تشهدها الدول.
حضر فعاليات الافتتاح الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، واللواء طبيب بهاء الدين زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد، واللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، والدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، وسفراء دول "جنوب السودان، غانا، كينيا، مالي، زامبيا، كوت تيفوار"، ونواب سفراء دول "السعودية، الإمارات، جمهورية غينيا، تشاد، أنجولا"، وعدد من قيادات ورؤساء الهيئات بوزارة الصحة والسكان.