مشروع بحثى مصرى يكشف اللوحات الفنية المزورة باستخدام المواد الكيميائية
بعد واقعة ظهور لوحة "ذات العيون الخضراء" للبيع في دار كريستيز بدبي لرائد الفن التشكيلي الراحل محمود سعيد عام 2017، رغم أنه من المعروف أن اللوحة معلقة في بيت سفير مصر بالأمم المتحدة في نيويورك؛ بدأت الباحثة ميان صبرى فى تحليل ألوان لوحة الفنان طه القرني بواسطة الكيمياء كجزء من مشروع تخرجها فى الجامعة الأمريكية، وذلك فى إطار إنتاج قاعدة بيانات تسعى لتأسيسها ضمن مشروعها البحثي الذى يعد الأول من نوعه لتوثيق اللوحات والأدوات المستخدمة من قبل الفنانين المصريين المشهورين، للتمييز بين اللوحات الحقيقية والمزورة.
وتقول ميان صبري، فى تقرير صدر عن البحث نشرته الجامعة الأمريكية: "يبدو أنه توجد لوحتان، واحدة منهما الأصلية والأخرى مزورة، لو كانت لوحة ألوان محمود سعيد متاحة لنا الآن، لاستطعنا اكتشاف أيهما مزورة بتحليل أصباغ اللوحتين، ولكن للأسف فإن تلك السجلات غير متوفرة".
وقامت ميان صبري بتحليل تكوين التسعة ألوان التي استخدمت في لوحات طه القرني، بالإضافة إلى اثنتين من مواد التجليد باستخدام تقنيات أساسية مثل الأشعة السينية، والأشعة تحت الحمراء، والأشعة فوق البنفسجية.
وتقول ميان صبري "إن احتمال استخدام فنانين لنفس المواد وتركيبات الألوان يعد احتمالًا يقرب إلى الصفر، إذ يستخدم كل فنان لوحة ألوان ذات تركيبة فريدة من نوعها، فإن التحدي هو بطبيعة الحال أن نكون قادرين على تحديد موقع لوحات الفنانين الذين وافتهم المنية، فهذا هو السبب في سعينا إلى بدء العمل مع الفنانين الذين ما زالوا على قيد الحياة".
وحضر الفنان طه القرني مناقشة مشروع تخرج صبري، وأعرب عن تقديره لعملها لأن معظم حالات التزوير الفني قد تم اكتشافها حتى الآن من خلال الملاحظات حول الطبقات السطحية بدلًا من دراسة التركيب الكيميائي.
وتقول ميان صبري "إن طه القرني رحب بفكرة البحث كثيرًا، كما أنها فكرة جديدة بالنسبة له، خاصة أن أعماله قد تعرضت للتزوير عدة مرات من قبل؛ فإن هذا هو السبب في إصراره على محاربة التزوير".