أزمات العرش.. ماذا تركت الملكة إليزابيث لنجلها تشارلز الثالث؟
بعد انتهاء جنازة الملكة إليزابيث الثانية، أصبح أمام الملك تشارلز الثالث عدة تحديات، فعلى الرغم من أن منصب الملك يعد شرفي في المملكة المتحدة، إلا أن هناك العديد من الأزمات التي تنتظر الملك القادم كانت شبه خامدة خلال حكم الملكة إليزابيث الثانية بحكم الشعبية الكبرى التي كانت تتمتع بها داخل العائلة المالكة وخارجها.
تفكك الكومنولوث
أكدت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الملكة إليزابيث الثانية لم تكن فقط رئيسة لدولة بريطانيا، لقد كانت جزءًا لا يتجزأ من الكيفية التي وجدت بها الدولة مصيرها المفقود، كانت الإمبراطورية في حالة تدهور بالفعل عندما أصبحت الملكة الراحلة ملكة، لكن المملكة المتحدة كانت لا تزال تمتلك 70 إقليماً فيما وراء البحار وكانت تنعم في وهج انتصارها الأخلاقي والعسكري في الحرب العالمية الثانية، كان التتويج حدثًا مهمًا على مستوى العالم ، وكان التتويج الذهبي بمثابة تشريع لنوع الأمة التي اعتقدت بريطانيا أنها كذلك. تم تقديم الملكية كوجه بشري للتسلسل الهرمي.
وتابعت أن الدول تحررت من التاج البريطاني، وتقلصت الإمبراطورية البريطانية، وقررت بريطانيا تحويل مستعمراتها إلى اتحاد كومنولث، وبعد أن تم استغلالها بقسوة لعقود من الزمن، أصبحت المستعمرات البريطانية جمهوريات مستقلة، ويوجد اليوم 16 دولة فقط تابعة للتاج البريطاني فقط يتولى فيها الملك منصب رئيس الدولة، ومن المتوقع أن ينخفض هذا الرقم بعد رحيل الملكة، حيث أصبحت بربادوس جمهورية العام الماضي ، ومن المرجح أن تتبعها جامايكا - وربما حتى أستراليا، وتعد هذه القضية من أبرز الأزمات التي قد تواجه الملك تشارلز الثالث.
وأضافت أن الكومنولث، برئاسة الملكة، نادًا مصممًا كوجهة للبلدان التي تطيح بالمظلات خارج الحكم البريطاني، واستمر هذا الاتحاد بسبب العلاقات الشخصية الكبرى بين الملكة والعديد من قادة الكومنولث للحفاظ على تماسك المجموعة، ولكن ما إذا كان الملك تشارلز الثالث قادرًا على الاستمرار في إرث والدته هو سؤال آخر.
وأشارت إلى أن أزمات الكومنولوث كانت شبه خامدة في عهد الملكة، بسبب العلاقات القوية بينها وبين الدول التي تخضع للتاج البريطاني، ولكن اليوم هذه الأزمات بالتأكيد ستظهر على السطح، على الرغم من محاولاته المستميتة هذا العام القضاء على الإرث السئ للاستعمار من خلال نبذ العبودية والعنصرية ورفض قرارت الحكومة بترحيل لاجئ دول الكومنولوث إلى رواندا، ولكن استمرار الأزمات يعكس ضعف الكومنولوث، وبالتالي فإن مستقبل الاتحاد غير واضح.
خلافات عائلية
وتعد الخلافات العائلية صداع في رأس الملك تشارلز الثالث، فعلى رأس هذه الخلافات أزمة نجله الأصغر هاري والمذكرات المقرر إصدارها نهاية العام الجاري والتي قد تهز عرش الملك.
وأكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن بعد انتهاء مراسم الجنازة رسميًا، سيعود هاري للولايات المتحدة الأمريكية، وقد لا يعود مجددًا إلى بريطانيا في المستقبل القريب، حيث توجه إلى وطنه في احتفالات اليوبيل البلاتيني من أجل جدته، فمن المعروف للجميع أن الأمير هاري كان أقرب الأحفاد لقلب الملكة الراحلة، كما ظهر الحزن والتأثر على وجه هاري بعد وفاة جدته فلم يستطع إيقاف دموعه أو إخفاء حزنه في لحظات الوداع الأخيرة.
وتابعت أن تفكك العائلة المالكة أكثر أصبح وشيك، فكافة الأزمات التي كانت شبه خامدة بسبب الملكة وعلى رأسها أزمات هاري وأندرو قد تظهر الأول وتسبب الكثير من التحديات في وجه الملك تشارلز.