الجارديان: «على الدول الأوروبية إعادة القطع الأثرية المنهوبة من مصر وإفريقيا»
سلّطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على الاستعمار الأوروبي لإفريقيا ومصر وسرقة التاريخ ونهب الثروات والكنوز والتحف الفرعونية.
وقالت الصحيفة إن إحدى النتائج غير المقصودة للاستعمار هي دراسة التاريخ الاجتماعي والسياسي للمستعمر، والحفاظ الثقافي على عدد كبير من القطع الأثرية في إفريقيا، ولكن على الجانب الآخر، فقد حرم الاستعمار هذه الدول من تراثها، فأصبحت القطع الأثرية الفرعونية والإفريقية تزين جميع المتاحف الأوروبية تقريبًا وعددًا قليلاً من المجالات التراثية للمستعمرين.
الوجه السيئ للاستعمار الأوروبى
وتابعت أن الأوروبيين بدأوا في سياسة الاستيلاء على الكنوز الأوروبية خلال الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية من خلال حمل غنائم الشعب المحتل إلى بلدانهم، وبالتالي انتهى الأمر بعدد كبير من الكنوز المصرية القديمة في روما وباريس والمملكة المتحدة، فعلى سبيل المثال قام نابليون بحمل مسلة مصرية شهرية إلى العاصمة الفرنسية باريس، كما أن المتاحف في فرنسا مليئة بالمواد المنهوبة من إيطاليا.
وأضافت أنه مع ظهور الديمقراطية وانتشارها في جميع أنحاء العالم، هناك مطلب جديد بأن كل القطع الأثرية المنهوبة أو المسروقة أو المشتراة التي تزين أوروبا الآن يجب أن تعود إلى أماكنها الأصلية، ولا يمكن الطعن في النوايا الحسنة لمؤيدي هذه الخطوة، فهناك ضرورة ملحة لإعادة التحف المسروقة لوطنها الأصلي، خصوصًا مصر ونيجيريا، ومع انتشار الطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن نسخ التحف وإعادة الأصول لأوطانها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تخوفات من إعادة التحف الفنية لنيجيريا بسبب عدم وجود مكان لعرضها، كما أن الأمور غير مستقرة أمنيًا للحفاظ عليها، على عكس مصر التي تولي الاهتمام الأكبر بتاريخها وآثارها وتنشئ الآن أكبر متحف يضم تحفا من حضارة واحدة في العالم.
وتابعت أنه يجب إعادة كافة التحف إلى أوطانها الأصلية، ولكن يجب التأكد أولاً من إمكانية الدول الأخرى في الحفاظ على تحفها، فعلى سبيل المثال لا يمكن تسليم نيجيريا أيًا من آثارها التاريخية قبل عام 2025 عندما يكون متحف إيدو لفن غرب إفريقيا جاهزًا، قد تكون هذه بداية، لكن بلدًا له بصمة سياسية بهوس السرقة ودون أي التزام قوي بالتاريخ والفن، قد لا يكون مستعدًا لأي تغيير هائل، خصوصًا أن الشعب النيجيري لا يفضل التحف الأثرية.