في مئويته الثانية.. تقرير أمريكي يكشف كيف أذهل حجر رشيد العالم بأسراره
سلط موقع "كالتشر" الأمريكي، الضوء على أهمية حجر رشيد التاريخية، مؤكدا أنه العمود الفقري للتاريخ المصري القديم، فهو البوابة التي فتحت من خلالها أسرار هذه الحضارة الغامضة التي حيرت العلماء لآلاف السنوات.
وأكد الموقع أن الحجر الضخم يزيد ارتفاعه عن متر ويزن ما يقرب من طن، وأصبح لغزًا لعلماء الآثار وجميع محبي الثقافة المصرية، وحتى يومنا هذا يخفي صوفية معينة وأسرار أخرى لا يعلمها أحد حتى الآن.
وتابع أنه عندما صادف علماء الآثار في مصر نوعًا من الكتابة يختلف تمامًا عما لاحظوه سابقًا، أذهلهم تعقيده، وبالطبع الغموض الذي كانت تخفيه هذه الكتابة، منذ ذلك الحين، شرع الخبراء في رحلة لفك رموز ما يسمى بالهيروغليفية المصرية، ومع ذلك ، لم ينجحوا حتى قادهم حجر رشيد على طريق لفهم أعمق للثقافة المصرية.
الاكتشاف
وأضاف أنه في عام 1799، أثناء الاحتلال الفرنسي لمصر، كان الضابط الفرنسي بوشار بيير، الذي كان جزءًا من قسم الهندسة لنابليون بونابرت، يجري تفتيشًا روتينيًا عندما لاحظ فجأة لوحة غريبة بعد انهيار جدار.
وتابع أن الحجر كان مسودًا وكبيرًا جدًا بالنسبة للنقش، وعلى ارتفاع 1.14 متر وعرض 72 سم وسمك 28 سم ووزنه 760 كيلوجرامًا، لم تمر اللوحة دون أن يلاحظها أحد، وكان أيضًا أول نص قديم متعدد اللغات يتم العثور عليه وأعاد إحياء الآمال في فك رموز الهيروغليفية في النهاية.
وأضاف أن الفرنسيون عرفوا أهمية النص وأرسلوه إلى الإسكندرية لتحليله بشكل شامل، حيث تم اكتشاف أنها مقسمة إلى ثلاث مناطق منقوشة في ثلاثة نصوص قديمة مختلفة، الهيروغليفية، الديموطيقية المصرية، واليونانية القديمة.
وأوضح أنه مع ذلك، انتهى الصراع بين البريطانيين والفرنسيين على الأراضي المصرية، وبعد انتصار البريطانيين، اهتموا بحجر رشيد قاموا بنقله إلى الأراضي الإنجليزية، ولكن ليس قبل السماح للفرنسيين بإنشاء نسخة من الجبس أخذوها إلى فرنسا.
وأشار إلى أنه تم نقل اللوحة الأصلية إلى المتحف البريطاني حيث لا تزال موجودة وهي القطعة الأكثر زيارة بالمتحف، لكن النسخة الفرنسية ، بدورها، أدت إلى إجراء المزيد من النسخ ، وبالتالي ، تمكن المزيد من الناس من الوصول إلى النص المدرج عليها.
قطعة أساسية في فك رموز الهيروغليفية
وأكد الموقع أن هذه هي الطريقة التي لفتت انتباه جان فرانسوا شامبليون، عالم لغوي فرنسي جريء، وعالم مصريات أتقن اللغة القبطية القديمة، المشتقة من الديموطيقية، وكانت هذه الميزة هي التي سمحت له بدراسة النصوص المنقوشة على حجر رشيد بعمق أكبر وفك رموز الهيروغليفية التي كان اللغويون يحاولون فهمها لسنوات عديدة.
وتابعت أن شامبليون أدرك أن الحروف الهيروغليفية لم تكن إيديوجرامات كما كان متوقعا سابقا، ولكن تسجيلات صوتية، بفضل هذا، أعاد بناء الأبجدية للأحرف الهيروغليفية الصوتية التي تظهر في رسالته الشهيرة إلى أكاديمية النقوش واللغات القديمة، والتي شكلت نقطة تحول في فهم الثقافة المصرية.
وأضافت أن شامبليون كان قادرًا على فك شفرة أن الحجر قد نقش لسبب خاص؛ نقش لتتويج الملك بطليموس الخامس فيه مرسوم ممفيس، الذي أنشأ العبادة الإلهية للحاكم الجديد وحيث نص أيضًا على أن بطليموس الخامس أعطى الفضة والحبوب للمعابد، مما يضمن صالح الطبقة الكهنوتية. أخيرًا، صدر مرسوم نصب نسخة من هذا النقش في كل معبد بلغة الآلهة الهيروغليفية ولغة الوثائق الديموطيقية ولغة الإغريق.