الأزمة الليبية تتواصل.. هل يكون الحل عسكريًا؟
تتصاعد حدة الأزمة السياسية التي تعيشها ليبيا وسط غياب لأي حل قريب للانقسام القائم في البلاد، ووجود حكومتين بعد رفض عبدالحميد الدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الصلاحية، تسليم السلطة لحكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان، واندلاع الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس بشكل متكرر.
الرئاسي يهدد بالتدخل
وهدد رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، محمد المنفي، بالتدخل في حال فشل البرلمان والمجلس الأعلى للدولة في إقرار قاعدة دستورية، وعجز السلطة التشريعية عن تحديد ملامح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة.
جاء ذلك خلال اجتماع "المنفي" مع أعيان وحكماء وشباب برقة الخميس الماضي، والذى أكد خلاله أن المجلس الرئاسي مستعد لإنتاج قاعدة دستورية إذا استمرت حالة عدم التوافق بين المجلس الأعلى للدولة والبرلمان، مشيرًا إلى أن "الرئاسي" مستعد لأي خطوة تذهب بالبلاد نحو الانتخابات.
ورفض البرلمان الليبي تصريحات رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، حول القاعدة الدستورية للانتخابات، وقالت مصادر في المجلس الأعلى للدولة إن صلاحيات المجلس الرئاسي لا تمنحه حق التشريع، حسبما نقلت "سكاي نيوز".
العنف مرفوض
وفي تصريحات أدلت بها إلى وكالة "سبوتنيك" الروسية، قالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي، نجوى وهيبة، إنه لا يوجد طرف في ليبيا قادر على الحسم العسكري، مشيرة إلى أن الخيار الوحيد الممكن يأتي عبر التوافق السياسي.
وأضافت "وهيبة" أن "المجلس الرئاسي يتمسك بالتوافق والتوازن مع كل الأطراف حفاظًا على المكاسب التي تحققت من خلال اتفاق ملتقى الحوار السياسي بجنيف، ويعمل على طرح قانون للعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية والاستعداد جار لتنظيم مؤتمر لإعلان ميثاق وطني".
تركيا وسيط محتمل
من ناحيته، أكد المحلل السياسي، عز الدين عقيل، أن تركيا تسيطر على إخوان ليبيا ما قد يؤهلها فعليًا للعب دور الوسيط المقبول من كل الأطراف محليًا ودوليًا.
وقال عقيل، في تصريحات نقلها موقع "الساعة 24" الليبي، إن هناك تأييدًا تركيًا واضحًا من البداية للدبيبة في إطار مسايرة الرغبات الأمريكية والبريطانية بالانحياز له، فاستخدام المسيرات التركية لصد محاولة تقدم محاولة باشاغا الثالثة نحو العاصمة ليس بمستغرب أو ببعيد عن الواقع.
وأضاف أن أي حل عسكري للسيطرة على طرابلس وإنهاء النزاع يعد تهديدًا واضحًا لمصالح الولايات المتحدة وبريطانيا، فالولايات المتحدة وبريطانيا لا ترغبان بالتدخل عسكريًا بشكل مباشر، حتى لا يؤدي ذلك لاستدعاء وتدخل الروس في المعركة.