خبراء لـ«الدستور»: هجمات 11 سبتمبر غيرت السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط
لا تزال هجمات 11 سبتمبر 2001، الحادث الأكثر رعبا بالنسبة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لم تؤثر تداعياتها على الأمريكيين فقط، وإنما العالم برمته، وخاصة منطقة الشرق الأوسط التي شهدت تدخلات امريكية بسبب سياسة الحرب على الإرهاب التي اتبعتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ 21 عاما.
زيادة التدخلات العسكرية في الخارج
قال أستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، إن هجمات 11 سبتمبر 2001 كان لها تأثير كبير في العراق، مشيرا إلى أن العملية العسكرية الإرهابية التي تمت تم بمقتضاها احتلال العراق، وعلى أثرها تم حل العديد من الأحزاب والجيش والعديد من التوترات في الإجراءات السياسية، والتي أخرجت العراق من بيئته العربية.
وأضاف “فهمي” في تصريحات لـ “الدستور”، أن الهجمات أثرت على المجالات السياسية الخارجية من زاويتين، الزاوية الخاصة بالداخل العراقي، وخصوصا الجزء الخاص بالدولة العراقية، والتي من بينها الجيش والمؤسسات العراقية، بالإضافة إلى التمثيل الخارجي.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن العراق يسترد الآن بيئته العربية بقدر الإمكان، وذلك من خلال آلية التحالف الثلاثي مع مصر والأردن، لكن لا تزال السياسية الخارجية العراقية تعاني من أزمات بالهوية العراقية، فضلا عن الخروج من عباءة النطاق الإقليمي ومحاولة الخروج من المشهد الراهن على المستوى العربي، وبالتالي هناك انحيازات مباشرة في هذا الإطار.
11 سبتمبر غيرت السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط
ومن جانبه، قال كفاح محمود، مستشار رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني العراقي، إن هجمات 11 سبتمبر واحدة من أخطر الهجمات الذي واجهه العالم برمته، هي تلك العملية النوعية التي قامت مجموعات متشددة ومتطرفة من الإرهابيين الذين استخدموا الدين وسيلة لتنفيذ تلك العملية التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر في مدينة نيويورك، والتي أدت إلى تداعيات وانعكاسات كبيرة أثرت بوضع بالغ على الوضع السياسي ليس على الولايات المتحدة الأمريكية، بل انعكس على الدول العربية وغيرها.
وأشار “محمود” في تصريحات لـ “الدستور”، إلى أن تداعيات سبتمبر انعكست على أفغانستان والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذه التداعيات مستمرة، فالوضع ما يزال كما هو منذ أكثر من 21 عاما.
وتابع، “تنحدر الأوضاع في العراق والعديد من الدول الأخرى، والتي من بينها اليمن وسوريا وافغانستان ولبنان وكثير من البلدان الأخرى، مرشحة إلى أن تذهب للفوضى إثر الهجمات الإرهابية”.
واستطرد: “كما أدت أحداث 11 سبتمبر الإرهابية إلى ظهور الإسلام المتطرف، والإسلام السياسي ربما كان واحد، والتي تعتبر من أخطر ما واجه عملية التغيير الاجتماعي والسياسي الذي حدث في الشرق الأوسط بعد أحداث سبتمبر، وأدت إلى ظهور مجموعات أخرى ما تسمى تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، وبقية المنظمات الإرهابية الأخرى التي انتشرت وتقوم بأعمال إرهابية أدت إلى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء في الكثير من الدول، ومازال الصراع والاضطراب ما بين القوى المتطرفة والمتشددة، والتي تعمل على تنشيط تلك المجموعات والعمليات السياسية الإرهابية في العديد من البلدان”.
أمريكا تغير سياستها نحو العراق
ومن جانبه، شدد المحلل السياسي العراقي علي التميمي، على ضرورة المطالبة بتحقيق محاكمة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، وقادة عسكريين أمريكيين كمجرمي حرب، مع المطالبة بتعويضات ماليه تقدر بـ 25 تريليون دولار عن موت 2 مليون عراقي، وضعفهم من المعاقين، وتدمير البنى التحتية بالكامل نتيجة التدخل الأمريكي عام 2003.
وأضاف التميمي في تصريحات لـ “الدستور”، أن كل ما يحصل في العراق اليوم سببه تداعيات هجمات 11 سبتمبر، لكن الدبلوماسية العراقية يجب أن تتحرك بشأن ملف التدخل الأمريكي، فهم أمامهم مهمة صعبة، وهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.